الوقت - في حوار هاتفي أجراه موقع الوقت التحليلي والإخباري مع عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، الدكتور عبدالأمير الأسدي، أكد الأخير أن من رفضوا دخول الحشد الى الموصل رفضوا دخوله الى تلعفر وعلينا أن نؤمن الخط الحدودي بين الجانب السوري والجانب العراقي من أجل إيقاف دخول الإرهابيين من الأراضي السورية. وفيما يتعلق بمشهد الإنتخابات القادمة أكد الدكتور على الاتجاه نحو التخندق الوطني والخروج من التخندق الطائفي.
وفيما يلي نص الحوار:
الوقت: كيف تقرأ استراتيجية الحشد الشعبي العراقي الجديدة في الموصل وتوجه الحشد نحو الحدود العراقية السورية مرورا بسنجار والقيروان وموقف مسعود البارزاني السلبي تجاه دخول الحشد الى سنجار؟
الأسدي: قضية الموصل تهم كل العراقيين وتعتبر نموذجا راهن عليه الكثير، ونعلم تماما أن قضية الموصل قضية معقدة، وحصلت فيها تدخلات محلية وإقليمية ودولية ولكن الحمد لله ما تحقق أذهل الجميع وخصوصا أول ما بدا في الجانب الأيسر، لأنه كانت الحسابات بأن حصول نزوح كبير سيشكل خطورة كبيرة وبالتالي لن يكون تحقيق النصر ممكنا، ولكن ما أذهل الجميع هو أن مستشارية الأمن الوطني بالتعاون مع وزارة الدفاع قامت بجهد كبير وجبار وهو تعبئة الجمهور الموصلي نفسيا لتقبل القوات المسلحة والشرطة والحشد الشعبي لتحرير أراضيهم وهذا الأمر استمر لقرابة أكثر من شهرين، الخلية التابعة لمستشارية الأمن الوطني لعبت دوراً كبيراً في هذه التعبئة حيث كانت واحدة من مهامها إلقاء المنشورات على أهالي الموصل قبل بدء العمليات، ونحن كنا نتخوف من أن يكون تأثير هذه المنشورات قليل، ولكن الحمد لله ما إن بدأت القطعات تدخل في الجانب الأيسر، استجاب الجميع، فبقي الأهالي في منازلهم وكان النزوح قليلا، مما سهل عمل القوات المسلحة والحشد الشعبي في تحقيق الانتصارات.
وتابع: الموصل فيها مناطق عديدة وفيها بعض المناطق التي لا يزال متنازع عليها، مناطق خاضعة للمادة 140 أي أن الجانبين السياسي والعسكري قد تداخلا في الموصل، ما يهمنا اليوم كعراقيين وكبلد، هو مواجهة هذا الخطر الداعشي الظالم، أهالينا في سنجار وأهالينا الايزديين وأهالينا المسيحيين وأهالينا من الموصل كلهم تعرضوا وبمستوى واحد الى ظلم واحد، الآن مهمتنا الأساسية هي إزالة هذا الكابوس وارجاعهم الى مناطقهم ومن ثم على الساسة أن يجلسوا على طاولة حوار واحدة والدستور هو الحكم.
لذلك علينا أن لا نشغل أنفسنا والرأي العام بمزايدات سياسية أو قال هذا السياسي ورد آخر، ما يتعرض له البلد أمر خطير وأهم من الساسة الموجودين ومهمتنا هي أن نوحد موقفنا تجاه الخطر ونسترجع أراضينا ثم لكل حادث حديث، ولكل كتلة أو فئة سياسية حق، ويوجد دستور وهذا الدستور مصوت عليه.
الوقت: هل سيدخل الحشد الشعبي الى سنجار أم سيبتعد عنها حسب تقديرك؟
الأسدي: الحشد مؤسسة عسكرية والحشد أثبت نجاحا كبيرا، والحشد كما تعلم يضم كل طوائف الشعب العراقي، وأعتقد أن في سنجار هناك أيضا حشد من المكونات الأخرى، هناك حشد ايزيدي وحشد مسيحي وحشد شبكي، كل هؤلاء أيضا هم شكلوا حشدا عراقيا وأعتقد أنهم جديرون ولديهم من الهمة والقوة ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وتحرير مناطقهم، فإذا اكتفى الاخوة من الايزديين والشبك والمسيح بمساندة قوات مكافحة الإرهاب والشرطة للدخول الى المدينة وإذا تطلب دخول الحشد، فإن مقاتلي الحشد عراقيون وما المانع؟ ما المانع في أنّ عراقياً يتقدم لتحرير أرضه؟ من يأتي من الناصرية لتحرير سنجار هل يريد أن يسكن في سنجار؟ لا بل سيرجع الى الناصرية، إذن ما المانع في أن نعطي هذا النموذج الأكثر؟ أعتقد أن كل الاحتمالات مفتوحة من أجل تحرير أراضيهم.
الوقت: ما سر عدم دخول الحشد الى تلعفر؟ من الذي يعيق دخول الحشد الى تلعفر؟
الأسدي: لا أملك المعلومة، ولكن أعتقد أن الاخوة التركمان عندما اجتمعوا مع السفارة الأمريكية أو السفير الأمريكي، اكد الجانب الأمريكي أن تحرير تلعفر والأراضي الأخرى سيكون بعد الموصل، وأعتقد أنه عندما يتحرر الجانب الأيمن سيتجه الجميع نحو تلعفر وستحرر، وكما تعلمون هذه الأصوات نفسها رفعت عندما تقدم الحشد والقوات الأمنية لتحرير الموصل، نفس الأصوات ارتفعت في تلعفر ومناطق أخرى نحن نحرر أراضينا والباقي يجلسون على وفق الدستور ويحلون مشاكلهم.
الوقت: ما أهمية انطلاق عمليات تطهير الحدود العراقية السورية في هذا التوقيت؟
الأسدي: من المهم جدا أن تؤمن حدودك وعلى العراق أن يوقع اتفاقية تأمين حدود مع كل دول الجوار وبالذات مع سوريا، فالإرهابيون بالأساس كانوا في العراق، ثم ذهبوا الى سوريا، ثم عادوا، يجب علينا أن نؤمن هذا الخط الحدودي بين الجانب السوري والجانب العراقي من أجل إيقاف دخول الإرهابيين من الأراضي السورية، وهناك انتصارات في سوريا لا تقل أهمية عن انتصارات الجيش العراقي. علينا أن نؤمن حدودنا وأن نبدأ القضاء على الإرهابيين سواء في العراق أو في سوريا.
الوقت: في الجانب السياسي ومع اقتراب موعد الانتخابات وجدنا تحركات لدى بعض الشخصيات السياسية كأياد علاوي وهو يجتمع مع المالكي وعلى الجهة الأخرى ترك النجيفي حلفاءه السابقين وأعلن عن حزبه الجديد من إقليم كردستان، كيف ترى خريطة الأحزاب والكتل السياسية العراقية في الانتخابات القادمة؟
الأسدي: تعودنا على هذه الخريطة السياسية التي تبدأ قبيل الانتخابات، هذه الخريطة السياسية ما هي إلا مزايدات من أجل الضغط على الجانب الآخر والحصول على مكاسب، لاحظنا أن السامرائي شكل كتلة والنجيفي شكل كتلة، والخميس الخنجر يتوجه لتشكيل كتلة، وأياد علاوي توجه نحو المالكي وكذلك الآخرين، هذا الحراك السياسي طبيعي ولكن النتيجة هي أن الثالوث في هذه الانتخابات سيبقى كتلة كردية وكتلة سنية وكتلة شيعية، ولحد الآن لم نخرج عن التخندق الطائفي وإلا إذا كان التحرك صحيحاً، فإنها بشارة خير وهذه حالة صحية لأننا سنخرج من التخندق الطائفي باتجاه التخندق الوطني وهذا ما نتمناه ولكن لا أثق بأن الثلاثة سيخرجون في هذه الانتخابات من تخندقاتهم.
الوقت: كيف تقرأ مستقبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وهل ستقام الانتخابات في موعدها المحدد أم ستؤجل؟
الأسدي: المشكلة ليست في المفوضية كمؤسسة، المشكلة في قانون الانتخابات، إذا حصرنا الأمر في أشخاص في المفوضية وبقي القانون فإن الخريطة السياسية والوضع العراقي لن يتغيرا، وسيسير الوضع من سيء الى أسوء، لأن نفس الأشخاص سوف يستنسخون من جديد، يفترض أن يكون التغيير في قانون الانتخابات ومن يحصل على أصوات أكثر هو الذي يفوز في الانتخابات حتى نضمن تحقيق المستقلين والكتل الأخرى نتائج.
أما بالنسبة لموعد إجراء الانتخابات، فحتى الآن المؤشرات باتجاه التأجيل، معظم المحافظات الآن غير مؤهلة وما يزال الوضع السياسي غير مستقر فيها، او لا زال هناك إشكاليات مثل إشكالية النازحين وغيرها وكل المؤشرات تفيد بأن الانتخابات من الصعب أن تقام في موعدها المحدد.
