الوقت- حظي مرشح الوسط إيمانويل ماكرون بأصوات أغلبية الفرنسيين يوم أمس الأحد فأصبح الرجل رئيسا لفرنسا بحسب النتائج الأولية للجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة الفرنسية، وسنعرض في التقرير التالي كيفية تناول الصحف والمواقع الأجنبية الناطقة باللغة الانكليزية 8/5/2017 لفوز ماكرون بهذا المنصب الحساس في فرنسا:
الاندبندنت: ماذا سيحل بالاتحاد الأوروبي بعد فوز ماكرون
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية في مقال للكاتب "كيم سينغوبتا": إن فوز ماكرون في الانتخابات الفرنسية يعني أن مهمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتت اليوم أكثر صعوبة، فقد حذر الرئيس الفرنسي المنتخب المملكة المتحدة من أنه لا يمكن أن تتوقع أي تنازلات في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا تم انتخابه وتعهد باتباع خط صارم حول الوصول إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي وسلطات المحكمة الأوروبية، فلقد اختارت فرنسا رئيسا جديدا بعد الانتخابات المضطربة التي قام فيها ايمانويل ماكرون المعتدل الوسطى بضرب مارين لوبان من الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، وهي نتيجة ستكون لها تداعيات واسعة النطاق ليس فقط بالنسبة لفرنسا، ولكن في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك بريطانيا فيما يخص مفاوضات لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
وتابعت الصحيفة: إن وصول السيد ماكرون إلى قصر الاليزيه سيترتب عليه صدى في الموقف الذي اتخذته بروكسل تجاه محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تزداد شدة، حيث كان ماكرون قد حذر في الماضي من أن المملكة المتحدة لا يمكن أن تتوقع أي تنازلات في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا تم انتخابه وتعهد باتباع خط صارم للوصول إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي وسلطات المحكمة الأوروبية، وقال إن "أفضل صفقة تجارية لبريطانيا" كانت حقا "عضوية الاتحاد الأوروبي".
الغارديان: فاز اصغر رئيس فرنسي بعد إقبال قليل على التصويت
صحيفة الغارديان البريطانية قالت إن الإقبال على الانتخابات كان قليلاً حيث امتنع ثلث الناخبين عن التصويت أي إنهم رفضوا ماكرون ولوبان، وبالرغم من هذا فاز ماكرون الذي لم يسبق له ان شغل منصبا منتخبا وهو أصغر رئيس فرنسي، وفي يوم الأحد المقبل، سيتولى رئاسة دولة في حالة الطوارئ وهي ما زالت تواجه تهديدا إرهابيا كبيرا وتعاني من ركود الاقتصاد بعد عقود من البطالة الجماعية، فتنقسم فرنسا بعد حملة انتخابية شهدنا فيها الغضب المناهض للمؤسسة من الأحزاب التقليدية اليسارية واليمينية الحاكمة التي خرجت من السباق في الجولة الأولى لأول مرة منذ الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، حيث قال فرانسوا بايرو، الوزير السابق وحليف ماكرون الوسطي: "هو أصغر رئيس دولة على كوكب الأرض وهو يرسل رسالة أمل، ماكرون يعطي الأمل للناس الذين ليس لديهم أمل. نأمل أن يتمكن من القيام بشيء ما لتجاوز الفجوة.
وتابعت الغارديان: إنه وبعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، كان السباق في الإليزيه هو آخر انتخابات لرفع سياسة المؤسسة وإخراج الأحزاب السائدة التي هيمنت على السياسة الفرنسية لمدة 50 سنة حيث تم ترك المبتدئ السياسي ماكرون للقيام بمعركة مع اليمينين.
واشنطن بوست: الانتخابات الفرنسية هي تحذير للجميع
أما صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فقد قالت في مقال لها على لسان الكاتب الشهير "جياي ديون": إن الرئيس الفرنسي الجديد سيضطر إلى حكم دولة ممزقة بعمق، وسيواجه ماكرون تحديات كبيرة تنعكس في عدد كبير من الاحتجاجات، وسيتوجب عليه أن يتولى عمل الأحزاب في البلاد في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في يونيو، وسيتعين عليه أيضا أن يحيط بالعديد من الأوساط في برنامجه الذي ينبغي أن يكون لا يسار ولا يمين.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن ماكرون سيواجه اختبارا صعبا وهو ما إذا كان على استعداد لدفع ألمانيا نحو نهج اقتصادي أقل تقشفا وتقييدا لجنوب أوروبا، فيمكن ان تشير انتخابات ماكرون إلى تحالف فرنسي-ألماني متجدد، حيث يخشى الكثيرون في فرنسا من أن تتمكن لوبان (التي تبلغ من العمر 48 عاما فقط) من الفوز في الانتخابات المقبلة بعد خمس سنوات من الآن.
نيويورك تايمز: لماذا فاز ماكرون هل كان الفوز بسبب الحظ أم المهارة؟
أما صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية فقد قالت في مقال للكاتب "بي آدم نوسيترماي": إن فوز ماكرون يأتي بعد أن استفاد من تراث تاريخي وثقافي فرنسي فريد، حيث أراد العديد من الناخبين التغيير ولكنهم كانوا يشعرون بالارتباك إزاء نوع الغضب الشعبي الذي أدى إلى قلب السياسة في بريطانيا والولايات المتحدة، فسرعان ما تزامن فوزه مع الفرح في المؤسسة السياسية في أوروبا، خاصة وأن فوز لوبان كان سيؤدي إلى سقوط الاتحاد الأوروبي في أزمة قاتلة.
وتابعت الصحيفة الأمريكية: إنه وفي العام الماضي، كانت هناك مسألة سياسية ملحة تتمثل فيما إذا كان الإحباط العام الواسع النطاق ضد المؤسسات السياسية الغربية قد تحول إلى حركة شعبية عالمية، فكان تصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي في حزيران / يونيو الماضي، وتلاه الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب في الولايات المتحدة، والذي خلق انطباعا بوجود موجة متزايدة، فكان رهان ماكرون صحيحاً وهو أن الناخبين الفرنسيين، كغيرهم في أماكن أخرى، كانوا يشعرون بحالة الاشمئزاز من الأحزاب الرئيسية، الذين تركوا العلل المتعددة في فرنسا. فأتى ماكرون ليشجع على موازنة حماية دولة الرفاهية الفرنسية مع تشجيع خفيف للأعمال التجارية، في محاولة لاختراق العمالة وركود الإنتاج الذي يجتاح المجتمع الفرنسي.
غلوبال ريسيرش: نجاح ماكرون يعني نجاح المليارديرين والمصرفيين
قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي على لسان الكاتبة "ديانا جونستون": إن هناك قائمة طويلة من المليارديرين والمصرفيين والشخصيات والمؤسسات الذين لديهم الحق في الابتهاج على النجاح الاستثنائي للمرشح الذي انتخب رئيسا للجمهورية الفرنسية، كما ينبغي أن يكون هناك ارتياح في سفارات جميع البلدان التي تدخلت حكوماتها علنا في الانتخابات الفرنسية من أمريكا إلى ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وكندا وغيرهم من الذين حثوا الفرنسيين بجدية على الاختيار الصحيح والمقصد هنا ماكرون، أي يمكن لجميع هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بأنهم أبطال الديمقراطية الغربية أن ينخرطوا في التغلب على تدخل روسيا الذي لم يكن له وجود بالأساس، ولكن لم يكن هناك دليل، ولكنه بات جزءا من متعة انتخابات الناتو في هذه الأيام هو اتهام الروس بالتدخل.
واختتم الموقع :إنه قد يكون هناك مظاهرات في الشوارع الفرنسية في الأشهر المقبلة، ولكن هذا لن يكون له تأثير يذكر على وعد ماكرون بتمزيق قانون العمل الفرنسي بموجب مرسوم العمل الحر في الوقت الذي ستشهد الإدارة الفرنسية قوانين العمل غير المنظمة والمضطربة بآثار العولمة المختلفة.
