الوقت- جاءت زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لأنقرة الجمعة تلبية لدعوة وجهها إليه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو وفق ما صرح به المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي الخميس، الزيارة استمرت ليوم واحد التقى ظريف خلالها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، ووفق المصادر التركية فإن اردوغان استقبل ظريف في المجمع الرئاسي، وأنهما عقدا لقاءً مغلقًا استغرق نحو 3 ساعات، هذا اللقاء سبقه اجتماع مع اوغلو تلاه مؤتمرا صحفياً مشتركاً، تناولا خلاله الحديث عن عدد من القضايا.
الزيارة اشتملت على بحث العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، وتضمنت مباركة ظريف انتصار الشعب التركي على محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر الماضي إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، والتي جاءت في مقدمتها الأزمة السورية الراهنة.
ندعم الديموقراطية في تركيا... والاخيرة تشيد
وقد صرح ظريف في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره اوغلو إن زيارته لتركيا جاءت لمباركة انتصار الشعب التركي على محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر الماضي، مؤكدًا أن العلاقات الإيرانية- التركية واسعة، كما أن بلاده تسعى لتعزيز العلاقات مع أنقرة في مختلف المجالات، فيما أشاد اوغلو في المؤتمر بمواقف ظريف وبلاده، حيث قال ان الوزير ظريف اجرى اتصالات هاتفية عديدة منذ اللحظات الاولى لوقوع الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا واعلن دعمه للحكومة التركية والشعب التركي في مواجهة الانقلابيين في وقت لم تكن صورة الاوضاع واضحة بعد.
وكان ظريف أكد لدى وصوله إلى أنقرة على أهمية دور ايران وتركيا وروسيا في المنطقة. وأعلن أن بلاده تدين الانقلاب العسكري الفاشل الذي حصل في تركيا منذ الساعات الاولى لحدوثه. وأوضح قائلاً "نحن نؤمن بأن زمن استخدام القوة والانقلابات قد ولى ولا مكان لهذا في منطقتنا ولايمكن قمع أصوات وإرادة ومطالب الشعب بجماعة عسكرية"، مشيراً إلى أن "تحرك وصمود الشعب التركي والقضاء على اركان الانقلاب الفاشل في تركيا كان في غاية الاهمية".
وحدة التراب السورية... تلاقي في المواقف
في سياق الملف السوري قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة ستتعاون مع طهران في الفترة المقبلة بشأن الأزمة السورية، مشيراً إلى أن لدى بلاده الكثير من القواسم المشتركة مع ايران، مضيفا أن "علينا مكافحة التنظيمات الارهابية معاً وسنعزز من تعاوننا مع ايران". بدوره قال وزير الخارجية الايراني إن تركيا دولة صديقة وشقيقة لايران، وأضاف إنه رغم وجود نقاط خلاف مع تركيا إلى أن لطهران نقاط توافق مع أنقرة من بينها وحدة الأراضي السورية، وأشار إلى أنه يمكن حل هذه الخلافات بالحوار. كذلك أكد على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الارهاب وفي مجالات مختلفة.
تركيا وعلى لسان وزير خارجيتها اعتبرت ان ايران لها دور اساسي وفاعل للمساهمة في معالجة القضية السورية، وان وجهات النظر متقاربة في اعتبار الجماعات سواء بي كا كا في تركيا او النصرة وداعش وامثالهما في سوريا هي جماعات ارهابية، وان تهديد هذه الجماعات يعتبر تهديدا مشتركا للدولتين، وعليه كان التوافق بإستمرار التعاون المشترك وتعزيزه في سوريا لمواجهة فكر الإرهاب.
رفع مستوى العلاقات التجارية
تحدث الطرفين عن توجه نحو رفع مستوى العلاقات التجارية بين البلدين ليصل الى 30 مليار دلار امريكي، وتوجه لرفع الموانع الموجودة وبالخصوص في مجال الحمل والنقل. وتقرر ان يقوم رئيس مجلس النواب الايراني لاريجاني بزيارة الى تركيا في وقت قريب كما وزيارة وزير الاقتصاد التركي لإيران.
هناك توجه من قبل الطرفين لرفع حجم شراء الغاز الطبيعي من ايران، على ان يتم التناقش في تفاصيله وسعر الشراء، كما وتشجيع من الطرفين على الاسهام في رفع الموانع المتعلقة بنقل الغاز الطبيعي الايراني من والى اوروبا، ورفع حجم التبادل الصناعي، ورفع عدد السياح الايرانيين الى تركيا والعكس. وفي هذا الخصوص اشار الوزير ظريف الى ان التعاون بين ايران وتركيا في قطاعات الكهرباء والغاز والطاقة والتعاون في مجال السياحة سيزداد مع ازالة بعض العقبات.
اصداء الزيارة
تناولت الصحف والجرائد والاعلام الغربي والمحلي هذه الزيارة من جوانب عدة، فالبعض سلط الأضواء على الدبلوماسية الايرانية اليقظة، فيما تناول البعض جانب الحرص الايراني على معالجة القضايا العالقة في المنطقة، وحرصها على تعزيز منطق الحوار، والدفع نحو التعاون مع كافة الأطراف المؤثرة في المنطقة لضرب فكر الإرهاب وجماعاته بإعتباره خطراً على الجميع. فيما تناول البعض جانب العلاقات الثنائية من الزيارة وركز على التوجه من قبل الطرفين لتعزيز العلاقات الجارية والإقتصادية، وذهب بعض الإعلام للحديث عن تحول في الرؤية والإستراتيجية التركية في التعاطي مع موضوعات المنطقة وبالخصوص المتعلقة في الشأن السوري، لكن يبقى ان الزيارة هذه تناولت الموضوعات كافة، وهي تشير الى يقظة من الجانب التركي الى ضرورة التعاون والإسهام في حل قضايا المنطقة العالقة، لأن عدم الذهاب في اتجاه الإسهام في الحل من شأنه ان يرتد سلباً على المنطقة بأسرها ولن تكون تركيا بعيدة عنها.
