الوقت- يتعرض المسلمون الى جريمة نكراء في الغرب مرة أخرى ، والاعلام والجهات الرسمية الغربية يمارسون التعتيم ، هكذا يمكن وصف جريمة مقتل 3 طلاب مسلمين في بولاية نورث كارولاينا الأمريكية قبل ايام على يد ملحد امريكي ، الشقيقتان يسر (21 عاما) ورزان (19 عاما) أبوصالحة وضياء شادي بركات (23 عاما) زوج الأولى، قتلوا بالرصاص في منزلهم وبطلقات في الرأس لكن الاجرام والدموية هذه حظيت بتغطية محدودة جدا.
التغطية الإعلامية المحدودة مقارنة بما يحدث عادة في حالة جريمة يرتكبها مسلم ، دفعت عددا من المسؤولين والقادة السياسيين من الدول الاسلامية الى التعبير عن استنكارهم الشديد ، فقد استنكر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي حالة التعتيم الاعلامي والرسمي المتعمد في الغرب تجاه هذا الحادث الاليم وعدم تناوله كما يتم تناول قضايا يقوم بها المسلمون او يشتبه في قيامهم بها، مما يعكس ازدواجية المعايير.
من جهته، ندد رئيس الحكومة المغربي عبدالإله بنكيران بالحملة الوحشية التي يتعرض لها مسلمون في بعض الدول الغربية، فيما شهد قطاع غزة، تظاهرة لعشرات الأشخاص احتجاجا على التغطية الإعلامية الضعيفة للجريمة.
وقد تهربت الصحف الأمريكية من ذكر هوية الضحايا في حادثة "تشابل هيل" وتتجنب ذكر أنهم مُسلمون، كما ابتعدت عن التلميح بأنها جريمة كراهية ضد المُسلمين، متذرعة بضرورة التروي لتحري سبب الجريمة ، وقد اثار هذا التهرب سخط حتى بعض الاوساط الامريكية حيث عبرت الإعلامية الأمريكية، سالي كوهين عن امتعاضها من التغطية الإعلامية الهزيلة في مُعظم القنوات الأمريكية لحادثة إطلاق النار، مُتسائلة عن ازدواجية المعايير في التغطيات الإعلامية ، ثم تساءلت الكاتبة بغضب عن سبب غياب التغطية الواسعة في أمريكا لما يجري قائلة: لو أن مُسلما قتل ثلاثة طلاب من أصحاب البشرة البيضاء لكانت القضية اليوم تهيمن على التغطية الإعلامية.
ويطالب أهالي الطلاب المسلمين الثلاثة ومعهم الملايين من المسلمين في الغرب باطلاق الاسم الحقيقي على الجريمة وهو "جريمة كراهية" فالقاتل "كريغ ستيفن هيكس"، بحسب أهالي الضحايا الثلاثة، كان يكن الكراهية للدين الإسلامي ، غير أن الشرطة في "تشابل هيل" تقول إن حادث إطلاق النار الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي جاء بدافع الغضب بسبب خلاف على موقف سيارة، كما وصفت زوجة هيكس الحادث بأنه "نزاع بين الجيران".
التمييز العنصري هذا اشارت اليه حتى صحيفة الاندبندنت التي قالت ان الحادث أثار الغضب العارم على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين غابت التغطية الاعلامية تماما بوسائل الاعلام الأمريكية على وجه الخصوص ، وأضافت الاندبندنت ان غياب التغطية، أو التعتيم الاعلامي الذي شاب الحادث يظهر مدى امتهان الغرب لانسانية المسلمين.
وكان الغرب كله بالاضافة الى حلفائه قد انتفضوا حين وقوع الهجوم المسلح على مقر صحيفة شارلي ابدو الفرنسية الشهر الماضي لكنهم اليوم يسكتون على جريمة ربما تجر الى جرائم مماثلة أخرى وتفتح الباب امام الانتقام من المسلمين في الدول الغربية .
ويحق للمسلمين في امريكا ان يتساءلوا عن سبب قيام الشرطة الامريكية ومن ورائها السلطات الامريكية بالتغطية على حادث قتل هؤلاء الطلاب الجامعيين الامريكيين لأن السلطات الامريكية تدعي دوما بأنها أنموذج للديمقراطية والحرية والمساواة وان على باقي دول العالم ان يحذو حذو الامريكيين في الحياة.
والمطلوب الآن من المسلمين الأمريكيين والمسلمين في الدول الغربية القيام بحشد شامل للطاقات واطلاق حملة احتجاجات واسعة مهما كلف الأمر على غرار المظاهرات والاحتجاجات التي اطلقها السود الامريكيون في فيرغسون وغيرها عندما قتل شرطي امريكي شابا اسود وذلك من أجل دفع السلطات الامريكية الى مطالبة القضية بشكل كامل وتنفيذ حكم الاعدام لهذا القاتل الامريكي الجديد على وجه السرعة من أجل ثني باقي المجرمين في امريكا والدول الغربية عن تنفيذ هجمات مماثلة ضد المسلمين.
ولايجب بأي حال من الاحوال السماح للسلطات الامريكية وللشرطة الامريكية بطمس قضية مقتل هؤلاء الطلاب المسلمين لكي يعلم الجميع بأن دماء المسلمين ليست رخيصة وذلك من أجل قطع الطريق امام اللوبيات والجماعات التي تتربص بالمسلمين في المجتمعات الغربية.
