الوقت - إختلفت طريقة تغطية الصحف والمواقع البريطانية والامريكية للأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية حيث قتل 84 شخصاً وأصيب العشرات مساء الخميس المنصرم في حادث دهس اجرامي وقع في المدينة، بالتزامن مع العيد الوطني لفرنسا بالإضافة إلى إهتمام هذه الصحف بمحاولة الإنقلاب العسكري الذي شهدته تركيا ليلة امس والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى وفيما يلي أهم الصحف:
التایمز
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم بعد أن كانت الصورة على صفحتها الأولى الطفلة التي تم دهسها وإلى جانبها دميتها الصغيرة: "دهست دون رحمة من قبل الإسلامي المتطرف".
حيث أوردت الصحيفة: "القاتل هو ليس سوى شخص غريب الأطوار ويتناول المخدرات ويضرب زوجته، وهو من أقدم على هذه الجريمة الفظيعة".
ونقلت هذه الصحيفة تصريحات شقيق منفذ الهجوم الإرهابي الذي وصف أخاه بالقول: "شقيقي محمد كان ملحداً، وأنا لا أستبعد فرضية ان يكون تم تجنيده من قبل ما يعرف بتنظيم "داعش".
وتابعت الصحيفة بالقول: "إن عصابات الشوارع في فرنسا يشكلون تربة خصبة للإنخراط في هكذا أعمال جهادية، خاصة وأن مثل هؤلاء اللصوص المجرمين لديهم خبرة في ممارسة العنف واستخدام الأسلحة قبل أن يتم تجنيدهم".
وحول الإنقلاب العسكري التركي قالت الصحيفة إن التطورات الأخيرة تظهر فشل هذا الإنقلاب في تركيا بغض النظر عن النتائج، وأضافت أن جهاز الإستخبارات الأمريكي كان على دراية كاملة بمحاولة الإنقلاب هذه.
وتابعت الصحيفة بأن محاولة الإنقلاب التركية قد تزج بتركيا في حالة الفوضى العارمة في الوقت الذي أمر به الرئيس التركي بشن حملة من الإعتقالات بحق الإنقلابيين والذين اتهمهم بمحاولة الإطاحة بحكومته، فقامت شبكات التلفزة التركية بإظهار إستسلام عدد من الجنود الأتراك على جسر البوسفور.
وول ستريت
بدورها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم بأن هجوم نيس أظهر الحدود للحملة العالمية لتعقب الإرهاب، وأثبتت عدم فعالية القواعد التي وضعت لمكافحته خلال العشر سنوات الماضية وفشل الإجراءات الواسعة التي نفذتها العاصمة الفرنسية باريس منذ هجمات نوفمبر تشرين الثاني الماضي، كما أنه يختبر من جديد فرنسا التي أرهبتها الهجمات الإرهابية.
وأضافت الصحيفة بأن السلطات الفرنسية أقدمت على اعتقال 550 مشتبها بهم وقامت بتفتيش 3600 منزل دون أي إذن قضائي منذ هجمات نوفمبر تشرين الثاني الماضي، ورغم ذلك تم تنفيذ هذا الهجوم الذي لم تتوقعه السلطات الأمنية الفرنسية لبساطة متطلبات تنفيذه وهي فقط شاحنة.
وتابعت الصحيفة بالقول بأن "دوافع منفذ الهجوم ليست معروفة حتى الآن، لكن هذا الهجوم يحمل علامات الهجمات الأخيرة التي نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي فهذا الهجوم هو هجوم دموي على هدف ناعم".
وأضافت الصحيفة في إفتتاحيتها: "إن التنظيم استغل ضعف الدولة العراقية والسورية والليبية أو عدم وجودها ليقوم بتجنيد أتباع له ويقوم بالتخطيط لعدة هجمات، وإن قادة التنظيم قاموا بالإستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي لزيادة أعداد أتباعه ومسلحيه وتكرار هجماته على الأهداف الناعمة المزدحمة بالناس، مثل المطار وقاعة الاحتفالات أو النادي الليلي."
وحول الانقلاب العسكري قالت الصحيفة تحت عنوان "الفوضى تعم تركيا إثر محاولة إنقلاب نقلاً عن وسائل الإعلام التركية إن فئات متمردة من الجيش قامت بمحاولة السيطرة على الحكومة.
وأضافت الصحيفة أن محاولة الإنقلاب هذه تعتبر تعبيراً عن الإمتعاض الشديد من قبل الجيش التركي من أردوغان الذي استلم الحكم من فترة طويلة، وعبرت الصحيفة عن الجانب الدولي للإنقلاب بالقول بأن عدم الإستقرار في تركيا قد يقوض حرب واشنطن مع تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير حسب الصحيفة.
الفايننشال تايمز
تساءلت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية عن الأحداث في نيس بالقول: "لماذا يتم إستهداف فرنسا بشكل مركز في الآونة الاخيرة من طرف الجماعات المسلحة؟".
وأضافت الصحيفة: "إن فرنسا هي هدف رئيسي للجهاديين نظراً لكون المجتمع الفرنسي سهل الإختراق من طرف تلك الجماعات، كما أن عدد الفرنسيين المنضمين تحت راية تنظيم "داعش" الإرهابي بلغ 1700 جهادي، أي أكثر بكثير من المجندين من دول أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا".
وقالت الصحيفة بأن منطقة شمال إفريقيا التي تعد فرنكفونية ولها جاليات كثيرة العدد في عدد من البلدان وبشكل أخص في فرنسا يوجد منها أكثر من 6000 تونسي و1200 مغربي انتقلوا إلى التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
وحول الإنقلاب في تركيا قالت الصحيفة إن الحكومة التركية قد استخدمت المروحيات والطائرات لصد ما يبدو بأنه أكبر محاولة إنقلاب تتعرض له تركيا منذ سنوات فقد قال الرئيس التركي إنه تم إفشال محاولة لاغتياله بعدما عاد من الساحل التركي الجنوبي حيث لم يتمكن الإنقلابيون بحسب الصحيفة من تتبع تحركات أردوغان بشكل دقيق.
الغارديان
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن ما شهدته فرنسا هو مذبحة مروعة فتم إسقاط فرنسا مرة أخرى في الأحزان والحداد في يوم احتفالاتها الوطنية.
وأضافت الصحيفة: "إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سوف يواجه ردود فعل عنيفة حول فشله في تعزيز الأمن في فرنسا، فقد بات من الواضح الآن أن حالة الطوارئ في فرنسا غير كافية للحد من هذه الهجمات وتجنب وقوعها، حتى أن أجهزة الأمن الفرنسية المختلفة وبناءً على تقرير صدر في فرنسا عن هيئة تحقيق برلماني هي تعاني من حالة إنعدام التنسيق الأمر الذي يسهل الهجمات الإرهابية.
وقات الصحيفة بأن العلمانية في فرنسا ودورها العسكري قد يكون هو الذي جعل منها هدفاً مفضلا للإرهابيين، فإذا كانت امريكا ينظر إليها المتطرفون على أنها دولة استغلال اقتصادي للشعوب الأخرى فان فرنسا ينظر إليها المتطرفون على أنها علمانية ملحدة ضد الدين والقيم التي يؤمنون بها.
وحول الإنقلاب العسكري التركي قالت هذه الصحيفة اليوم تحت عنوان "اردوغان ووصفه الإنقلاب بالخيانة" إن الرئيس التركي يصر على أن حكومته لا تزال في السلطة وبحسب هذه الصحيفة فإن تداعيات محاولة الإنقلاب هذه قد تؤثر على أمن المنطقة برمتها وليس تركيا فحسب فبعد فشل الإنقلاب تجد الجماعة الموالية للإنقلاب داخل الجيش نفسها مجبرةً على إكمال القتال حتى النهاية لأن مصيرهم سيكون مجهولا في حال ألقي القبض عليهم من قبل الفريق المتصدي للإنقلاب.
غلوبال ريسيرش
قال موقع “غلوبال ريسيرش” البحثي الكندي اليوم إن فرنسا سوف تقوم بالقصاص للقتلى في الهجوم الإرهابي وذلك عندما قال الرئيس الفرنسي هولاند: "سنضرب أولئك الذين يهاجموننا"، ففرنسا ستقوم بتصعيد عملياتها في سوريا والعراق بحسب الموقع.
وأضاف الموقع بأن هولاند مدد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وذلك بعد ساعات من قيام الشاحنة بدهس حشد من المحتفلين في نيس، وإن المتهم كان موضوعاً تحت الرقابة من قبل أجهزة الإستخبارات الفرنسية.
وحول محاولة الإنقلاب العسكري التركي قال هذا الموقع اليوم بأن الجيش التركي وإثر محاولة الإنقلاب قد إنقسم وإشتبك فيما بين قوات موالية لأردوغان والإنقلابيين حيث فتحت إحدى المروحيات التركية النار على مبنى الإستخبارات الرئيسي في البلاد بينما نزلت الدبابات إلى شوارع أنقرة وفتحت النار بالقرب من مبنى البرلمان لتتدخل المقاتلات التركية وتطيح بأحد طائرات الهيلوكبتر التي إستخدمها قادة الإنقلاب فوق العاصمة حسبما ذكر الموقع.
وأضاف الموقع بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا الشعب إلى حماية ما أسماه جهود الشبكة الجولونية لتقويض ديمقراطية الدولة، حيث بيَّن الموقع بأن الجولونيين هم أتباع فتح الله غولن بينما أنكر الجولونيون أي تورط لهم في الإنقلاب حيث تبنت جماعة في الجيش الإنقلاب وأسمت نفسها مجموعة السلام.
