الوقت - تشتبه منظمة الصحة العالمية (WHO) في أن التسمم أو التهاب السحايا قد يكونان السبب وراء المرض الغامض الذي أودى بحياة 53 شخصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وظهر هذا المرض غير المحدد في مقاطعة إكواتور الشمالية الغربية. ومنذ 9 فبراير، عندما تم الإبلاغ عن الحالات الأولى، سجلت السلطات الصحية أكثر من 1300 مريض يستوفون تعريف "الحالة المشتبه بها" للمرض.
وهذه المجموعة الجديدة من الإصابات والوفيات تأتي بعد حالة أخرى تم الإبلاغ عنها في يناير، والتي أثرت على 12 شخصا وأسفرت عن 8 وفيات.
ووقعت كلتا الحالتين في مقاطعة إكواتور، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أنهما حدثان منفصلان لأسباب مختلفة، ولا وجود لأدلة تربط بينهما.
وتشمل الأعراض المبلغ عنها في التفشي الأخير الحمى والقشعريرة والصداع وأعراض أخرى شائعة في أمراض مثل الملاريا، ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت الحالات الجديدة مرتبطة بالمرض الغامض نفسه أو أنها ناتجة عن أمراض أخرى موجودة في المنطقة، وفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين 3 مارس.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الملاريا قد تكون مسؤولة جزئيا عن هذه الحالات، لكنها افترضت أن التسمم الكيميائي "العرضي أو المتعمد" أو التهاب السحايا الجرثومي – وهو عدوى دماغية تهدد الحياة – قد يكونان السبب وراء الوفيات غير العادية.
ويشير التقرير إلى أن "السبب النهائي للمرض ما يزال غير محدد". ومع ذلك، تشير الأدلة الحالية إلى انخفاض في عدد الوفيات منذ الإبلاغ عن الوفيات الأولى في 9 فبراير، حيث تم تسجيل آخر وفاة في 22 فبراير. كما يبدو أن الإصابات تتركز جغرافيا، مع وجود معظم الوفيات في قرية واحدة تسمى "بوماتي"، ما يشير إلى أن المرض لا ينتشر بناء على الأدلة المتاحة حاليا.
وتم الإبلاغ عن أمراض غامضة لأول مرة في ثلاثة أطفال صغار في قرية تسمى "بولوكو". بين 10 و13 يناير، وتوفي الأطفال بعد تناولهم لخفاش، وفقا للتقارير. ثم تم الإبلاغ عن المزيد من الحالات، ما أدى إلى إصابة الكثيرين ووفاة 8 أشخاص في قريتي "بولوكو" و"داندا" المجاورة.
وفي 9 فبراير، تم الإبلاغ عن مجموعة ثانية من 24 حالة وفاة غير مبررة في قرية "بوماتي"، وأيضا في مقاطعة إكواتور. وأصبحت هذه المجموعة الثانية محور تركيز المسؤولين الصحيين، حيث تم الإبلاغ عن 53 حالة وفاة هناك حتى 25 فبراير.
وأثرت الوفيات الـ53 على جميع الفئات العمرية، لكنها بدت أكثر تأثيرا على الذكور المراهقين والشباب. وهذا أمر غير معتاد، حيث أن الوفيات في المجتمع عادة ما تكون موزعة بين الجنسين، مع ارتفاع معدلاتها بين كبار السن والأطفال الصغار.
وما تزال منظمة الصحة العالمية تحقق في أسباب الوفيات ولماذا تأثر على الذكور الشباب بشكل خاص. وحتى الآن، تم طرح فرضية "ظهور سريع لالتهاب السحايا الجرثومي" كسبب محتمل.
والتهاب السحايا هو عدوى تصيب الأغشية الواقية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم تعالج.
وتستمر السلطات الصحية في التحقيق في مصدر المرض الغامض، وتقوم بجمع عينات من المياه والبيئة لاستكشاف احتمالية التسمم بسبب التلوث الكيميائي.
وخلصت منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض يشكل خطرا صحيا عاما "معتدلا" على المستوى المحلي، لكن الخطر الصحي العام على المستويين الوطني والعالمي يظل منخفضا.
