الوقت- في خطوة حاسمة، حذر وزير الدفاع اليمني، محمد ناصر العاطفي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل، من مغامرات جديدة ضد اليمن، مؤكدًا أن أي تصعيد عسكري سيتحمل عواقب خطيرة.
في تصريح غير مسبوق، شدد وزير الدفاع اليمني على ضرورة أن تراجع هذه الأطراف حساباتها بشكل جدي، وخاصة في ظل الظروف الإقليمية المتوترة.
أكد العاطفي أن اليمن لن يسمح لأي طرف أجنبي بالمساس بسيادته أو تهديد أمنه، مشيرًا إلى أن الجزر اليمنية تشكل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، وقال: "لن نسمح بانتهاك سيادتنا، ولا يمكن قبول أي مبرر يبرر التعدي على أراضينا."
الجزر اليمنية.. خط أحمر لا يمكن تجاوزه
تعتبر الجزر اليمنية جزءًا أساسيًا لا يتجزأ من جغرافيا البلاد الوطنية، ويمثل تأكيد وزير الدفاع اليمني، محمد ناصر العاطفي، على سيادة اليمن الكاملة على هذه الجزر رسالةً قوية مفادها بأن هذه الأراضي هي "خط أحمر" لا يمكن لأحد تجاوزه.
العاطفي شدد على أن الجزر اليمنية ليست مجرد نقاط جغرافية على الخريطة، بل هي جزء من هوية الأمة اليمنية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصيرها ومستقبلها، فهو يراها جزءًا لا يمكن التفريط فيه تحت أي ظرف من الظروف، ولا مجال لأي تنازلات أو تجزئة في هذا الشأن.
أكد العاطفي أن السيادة اليمنية على جزرها أمرٌ غير قابل للتفاوض أو التنازل عنه، وأن أي محاولة من قبل أي طرف أجنبي للتمدد أو إقامة أي وجود عسكري أو مدني على هذه الجزر ستكون بمثابة انتهاك صارخ لسيادة اليمن.
وحذر أن "أي مغامرة في هذا المجال ستكون خطوة غير محسوبة العواقب، ويجب على أولئك الذين يطمحون لتهديد أمننا أو التفكير في التوسع على أراضينا أن يفكروا ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة عدائية"، هذا التحذير لم يكن مجرد كلام بل كان يهدف إلى أن يكون رسالة واضحة للمجتمع الدولي وللأطراف الإقليمية التي قد تسعى لتوسيع نفوذها على حساب الأراضي اليمنية.
وفي هذا السياق، أشار العاطفي إلى أن التاريخ اليمني الطويل قد علم الشعب اليمني كيفية الدفاع عن أراضيه، وأنه مهما كانت القوة العسكرية للأعداء، فإن الشعب اليمني لن يتردد في بذل كل غالٍ ونفيس من أجل حماية هذه الجزر التي تشكل جزءًا أصيلًا من سيادته، هذه الجزر تمثل رمزًا للوحدة الوطنية، وإذا تم المساس بها فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير أي أمل في إقامة علاقات طبيعية مع أي طرف كان، لأنها بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو القبول بأي تهديدات ضدها.
وأضاف الوزير العاطفي إن اليمن قد أكد من قبل مرارًا وتكرارًا موقفه الثابت تجاه أي محاولات للمساس بترابه أو تهديد سيادته، سواء كان ذلك من قبل الاحتلال السعودي أو الإماراتي أو أي قوى أخرى تسعى للهيمنة على المنطقة، وتابع إن هذا الموقف لا يمكن أن يتغير وأن اليمن سيستمر في الحفاظ على جغرافيته كاملة دون أن يسمح لأحد بالمساس بها.
في الختام، قال العاطفي: "لن نسمح لأي طرف أجنبي بالتحرك على هذه الجزر أو التواجد فيها، وسنكون مستعدين للرد بكل قوة على أي محاولة للتهديد أو التوسع، وعليه، فإن كل من يفكر في تصعيد الأمور مع اليمن عليه أن يكون مستعدًا لتحمل تبعات ذلك."
اليمن قادر على الرد بكل قوة.. صواريخ وطائرات مسيرة رادعة
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها اليمن جراء التصعيدات العسكرية المستمرة من قِبل التحالف السعودي الإماراتي، أكد محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، على استعداد اليمن الكامل للتصدي لأي تهديدات أو تصعيدات عسكرية من قبل أعدائه.
وفي حديثه، أبدى الحوثي ثقة عالية في القدرات العسكرية التي يمتلكها الجيش اليمني الآن، قائلاً إن اليمن قد أصبح اليوم في وضع استراتيجي مختلف عما كان عليه في بداية الحرب، حيث أصبح لديه من الأسلحة المتطورة ما يمكنه من مواجهة أي تهديد بكل قوة.
وأشار الحوثي إلى أن الجيش اليمني يمتلك الآن صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة ذات قدرة عالية على تنفيذ ضربات نوعية على الأراضي السعودية والإماراتية، مستطردًا بأن اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا حديثة في هذا المجال لم تكن موجودة في عام 2015، عندما بدأ العدوان على اليمن.
وأضاف: "في عام 2015، كنا نعتمد على أسلحة بدائية في مواجهة العدوان، ولكن اليوم لدينا أسلحة حديثة ودقيقة، من الصواريخ والطائرات المسيرة، قادرة على إصابة أي هدف داخل الأراضي السعودية والإماراتية بدقة عالية، نحن اليوم نملك القدرة على الرد بقوة ودقة لا تقبل المساومة."
وأكد الحوثي أن الشعب اليمني، الذي عانى لسنوات من الحصار والعدوان، أصبح اليوم أكثر قوة وصلابة في مواجهة المعتدين، وقال: "لقد تعلمنا من تجربتنا الطويلة في الحرب أن الدفاع عن أرضنا ليس خيارًا بل هو واجب مقدس، والآن، مع هذه الأسلحة الحديثة التي نمتلكها، نحن مستعدون للرد على أي تصعيد بكل حزم وقوة"، هذه الرسالة كانت واضحة جدًا للأعداء، فهي تؤكد أن اليمن لن يتردد في استخدام كل قدراته العسكرية إذا تم تهديد سيادته أو أراضيه.
وختم الحوثي حديثه بالقول إن اليمن، رغم الحصار الذي فُرض عليه، أثبت قدرة كبيرة على تطوير ذاته في المجال العسكري، وأن أي محاولة لاستهداف الأراضي اليمنية أو مساس بسيادتها سيكون له رد فعل غير متوقع ومؤلم على الأعداء.
اليمن يواجه تهديدات السعودية والإمارات بهوية قوية لا تقهر
منذ بداية العدوان السعودي على اليمن في عام 2015، تعهدت القيادة اليمنية بأنها لن تستسلم أمام أي تهديد خارجي مهما كانت التحديات التي قد تواجهها. وقد أكد محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، في عدة مناسبات على أن اليمن سيظل يقاوم العدوان وسيظل مدافعًا عن سيادته وأراضيه حتى آخر نفس.
ففي خطابه الأخير، قال الحوثي إن الشعب اليمني أثبت قدرة استثنائية على الصمود، وأنه رغم الضغوط العسكرية والاقتصادية التي يمارسها التحالف السعودي الإماراتي، فإن الشعب اليمني لن يرضخ للتهديدات وسيدافع عن حقوقه بكل قوة وإصرار.
وأضاف الحوثي: "نحن نقول للسعوديين والإماراتيين بكل وضوح، إذا استمر العدو في انتهاك اتفاقات السلام أو إذا قرر التصعيد وشن الهجمات على أراضينا، فإننا سنرد بكل ما لدينا من قوة، لن نتراجع عن مواقفنا ولن نسمح لأي طرف بتهديد أمننا أو سيادتنا"، هذا التصريح يعكس إصرار اليمن على الدفاع عن حقوقه، ويؤكد أن الشعب اليمني مستعد لمواصلة مقاومته ضد أي قوة تسعى لتدمير استقلاله الوطني.
وأكد الحوثي أن اليمن يملك من الإرادة القوية والعزيمة ما يجعله قادرًا على مواجهة أي تهديدات، وقال: "أرضنا ليست مجرد أرض، بل هي جزء من هويتنا، ونحن لن نسمح لأي طرف بالتعدي عليها، سنبقى نواجه العدوان بكل قوتنا حتى نحقق السلام العادل الذي يضمن لليمن سيادته واستقلاله"، وأضاف إن هذا ليس تهديدًا فارغًا بل هو التزام من الشعب اليمني بالمقاومة حتى آخر لحظة.
وأشار الحوثي إلى أن اليمن قد أصبح أكثر قوةً وصلابة منذ بداية العدوان، وأن المجتمع الدولي الذي وقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث في اليمن يجب أن يدرك أن الشعب اليمني لن يتراجع عن أهدافه في الحفاظ على استقلاله، مهما كانت التضحيات، وختم بالقول: "لن نسمح بأن يكون اليمن ساحة لصراع الآخرين، ولن نسمح لأحد بالتلاعب بسيادتنا".
ختامًا، رغم هذا الخطاب الحاد، أبدت القيادة اليمنية استعدادها للحوار وإيجاد حلول سلمية للنزاع، شريطة أن تحترم الأطراف الأخرى السيادة اليمنية، وبيّن الحوثي أن اليمن مستعد لتحقيق السلام "بإيماننا وقوة أسلحتنا"، وأن اليمن لن يتنازل عن حقوقه أو يرضخ للضغوط الخارجية، لقد أصبحت الرسالة اليمنية واضحة: اليمن لن يتراجع عن سيادته مهما كانت التهديدات، ولن يتسامح مع أي محاولة للمساس بأراضيه أو شعبه.
في الوقت الذي تسعى فيه القوى الإقليمية والدولية لتغيير موازين القوة في المنطقة، يبقى اليمن ثابتًا في موقفه، متمسكًا بحقوقه، ويعِد برد فعل قوي على أي تهديد يواجهه، هذا التحذير يعكس إرادة الشعب اليمني في الحفاظ على سيادته وعزته مهما كانت التحديات.
