الوقت- بعد صمود المقاومة في غزة وتكبد كيان الاحتلال الصهيوني خسائر كبيرة، لم تستسلم المقاومة بغزة بل أرغمت نتنياهو على القبول بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عبر المفاوضات، هذا الأمر كسر إرادة نتنياهو وذهبت تصريحاته أدراج الرياح عن تهديده السابق بأنه سوف يعيد الأسرى بالقوة وسوف ينهي حركة المقاومة حماس في غزة.
هذه الضربة للكيان الصهيوني أظهرت قوة كتائب القسام أثناء التسليم وخروجها وهي بكامل عتادها العسكري، ما أثر بشكل سلبي على نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، وخاصة مع التفاف الحاضنة الشعبية الفلسطينية حول المقاومة، وفي السياق نفسه، يمارس الكيان الصهيوني الآن الجرائم البشعة بحق أبناء جنين، وهذه هي عادة الكيان الصهيوني في ارتكاب الجرائم سواء كانت في غزة أو في الضفة الغربية.
الاحتلال يشن هجوماً واسعاً على جنين
ارتفع عدد الشهداء في الهجوم الواسع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنين شمال الضفة الغربية، الثلاثاء الماضي، تحت اسم "الجدار"، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة نحو 40 آخرين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين ومحيطها.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن قوات الاحتلال تمنع طواقمه من الوصول إلى المصابين داخل مخيم جنين، ما يزيد من خطورة الوضع الصحي للمصابين، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشهداء أكثر من ذلك لوجود إصابات خطرة، وفقاً لما ذكره الطبيب بهاء يحيى من مستشفى الرازي في جنين، وأشار الطبيب إلى أن المستشفى قام بمعالجة إصابات لأطفال بعمر سنة.
كذلك، قال مدير مستشفى جنين الحكومي إن عدداً من الأطباء والممرضين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها، وأصيب فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي في شارع المحطة بمدينة جنين، وفقاً للمصادر المحلية.
وفيما قصفت مسيّرات إسرائيلية موقعاً في مخيم جنين، أغلق جيش الاحتلال مداخل مخيم جنين ومخارجه بشكل كامل، وبدأت جرافات الاحتلال تدمير البنية التحتية في المخيم، كما انقطع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء مدينة جنين، وفقاً لما قالته مصادر.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجار ضخم في محيط مخيم جنين، وقالت إن هناك تحليقاً مكثفاً لمروحيات الاحتلال فوق جنين ومخيمها، تزامناً مع اقتحام واسع وحصار للمنطقة.
هجوم واسع على مناطق مختلفة بالضفة الغربية
في إطار الهجوم الواسع الذي شنته قوات الاحتلال على مدينة جنين شمال الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة شملت مناطق في القدس المحتلة ونابلس وقلقيلية.
وقالت مصادر: إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم شعفاط شرق القدس، كما اقتحمت حي المساكن الشعبية شرق نابلس، ما أسفر عن مواجهات وإطلاق نار صوب فلسطينيين.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شخص برصاص الاحتلال في مخيم شعفاط، وفي الوقت نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال حارة المنصور ببلدة عزون شرق قلقيلية، وأطلقت قنابل الغاز على منازل المواطنين، واعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين من بلدة بيت كاحل غرب الخليل، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
من ناحية أخرى، رشق مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب مستوطنة شيلو على الطريق الرئيسي بين رام الله ونابلس، وفقاً لما أوردته وسائل إعلام فلسطينية.
تستمر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك الهجوم الواسع على جنين واقتحامات مناطق مختلفة، هذه الأعمال تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتشكل خطراً حقيقياً على حياة المدنيين الفلسطينيين.
أهداف الاحتلال الصهيوني
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إطلاق عملية عسكرية بجنين من أجل "استئصال الإرهاب"، وأضاف: إن العملية "واسعة ومهمة" وتهدف لتعزيز الأمن وحماية المستوطنين في الضفة، كذلك، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن عملية "الجدار الحديدي" ستكون حملة قوية ومتواصلة ضد "عناصر الإرهاب"، بهدف حماية المستوطنين وأمن "إسرائيل".
وتابع إن العملية تأتي ضمن تغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية، بعد التطورات في غزة ولبنان، بهدف "القضاء على الإرهاب في المنطقة ككل"، وتأتي العملية ضمن حملة تصعيد واسعة بدأها الاحتلال بقواته ومستوطنيه في الضفة الغربية، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمس الأول الأحد.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذه الحملة تعكس الوعود التي قدمها نتنياهو إلى وزراء اليمين المتطرف لإقناعهم بعدم الانسحاب من الحكومة بسبب اتفاق غزة.
وأوضحت القناة الـ14 الإسرائيلية أن العملية في جنين انطلقت بقرار من المستوى السياسي في أعقاب الاجتماع، الذي عقده المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يوم الجمعة الماضي، لإقرار الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.
حماس تدعو إلى النفير العام للتصدي للاقتحامات الواسعة في الضفة
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى النفير العام للتصدي للاقتحامات التي شملت مناطق واسعة في الضفة الغربية، وقد أعلنت الحركة أن مقاومين فجروا عبوة ناسفة في آلية إسرائيلية بمخيم جنين، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين بجراح متفاوتة بين متوسطة وخفيفة.
كما بثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد قالت إنها تظهر إطلاق النار من جانب مقاومين باتجاه قوات الاحتلال في شارع الناصرة بمدينة جنين، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة أربعة جنود إسرائيليين بجراح بين متوسطة وخفيفة جراء انفجار العبوة الناسفة.
وقالت كتيبة جنين في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: إن مقاتليها فجروا عبوة ناسفة في ناقلة جند إسرائيلية بمحيط مخيم جنين وأوقعوا الجنود بين قتيل وجريح.
ذكرت الكتيبة أيضا أن مقاتليها يخوضون "معارك ضارية مع قوات العدو في محاور القتال قرب دوار الحصان وطلعة الغبز" ويقصفون قوات الاحتلال والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة.
تصدى مقاومون لقوات من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة السيلة الحارثية شمال غرب جنين، وأجبروها على الانسحاب بعد مواجهات عنيفة.
من جانبها، دعت حركة حماس إلى "النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني"، وقالت الحركة إن "سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين بالتزامن مع بدء عملية الاحتلال يثير الاستغراب".
وقال رئيس الحركة في الضفة الغربية زاهر جبارين، في مقابلة مع قناة الجزيرة: إن المقاومة ستهزم الاحتلال في الضفة كما هزمته في غزة، كذلك، دعت حركة الجهاد الإسلامي أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة إلى "التصدي بكل الوسائل للحملة المجرمة وإفشال أهدافها"، وقالت الحركة: إن هذه الحملة "حلقة بسلسلة الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب ضد شعبنا.
