الوقت- دعت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، الفلسطينيين إلى “التصدي والاشتباك” مع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في كل مناطق وجودهم بكل الأدوات، في ظل تواصل اقتحام مدينة طولكرم ومخيم نور شمس، شمال الضفة الغربية المحتلة منذ الخميس.
وجاء ذلك في بيانين منفصلين عبر منصة تلغرام، وتعقيبًا على قتل جيش الاحتلال لسبعة فلسطينيين خلال الاقتحام المستمر لمدينة طولكرم ومخيم نور شمس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
حيث أكدت “حماس” في بيانها على “ضرورة تواصل وتكثيف الحشد والرباط، وحالة النفير العام في الضفة والقدس، وتصعيد المواجهة والاشتباك وإرباك الاحتلال في كل المناطق وبشتى السبل والأدوات”.
وأضافت: “نزف لجماهير شعبنا وأمتنا كوكبة من الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في ساحات التضحية والفداء خلال التصدي لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم نور شمس”.
وتابع: “شعبنا الفلسطيني المجاهد لن يسمح للاحتلال أن يستفرد بغزة أو الضفة أو القدس أو أي جزء من الوطن، وسيتصدى لكل سياسات ومخططات الاحتلال الرامية لتصفية قضيتنا والنيل من حقوقنا”.
بدورها، دعت حركة “الجهاد الإسلامي” أبناء الشعب الفلسطيني “في كل مكان إلى الاشتباك بكل ما يتوافر من عزيمة وإرادة مع الاحتلال والمستوطنين وإحباط المخططات الصهيونية فوق أرضنا ووطننا”.
وأدانت الحركة “بشدة الصمت العربي والعالمي إزاء الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق أهلنا في الضفة الغربية، التي كان آخرها اقتحام مدينة طولكرم وفرض حصار على مخيم نور شمس، في الضفة المحتلة”.
واتهمت الحركة، الحكومة الإسرائيلية رعاية “جرائم” المستوطنين في الضفة الغربية.
ووصفت “الجهاد الإسلامي” العقوبات التي تفرضها الدول الغربية وأمريكا والاتحاد الأوروبي بـ”الهزيلة”.
من جهتها أدانت الرئاسة الفلسطينية، "الجريمة" الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم بما فيها مخيما نور شمس وطولكرم، وأدت إلى استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين، فضلا عن إحداث تدمير كبير في البنية التحتية والممتلكات، وترويع الفلسطينيين.
وأكدت الرئاسة، أن استمرار الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءات قطعان المستوطنين، لا يمكن أن تكسر إرادة الفلسطينيين، ولكنها تقود فقط إلى مزيد من العنف والتوتر.
على المقلب الآخر فرض مجلس الاتحاد الأوروبي في وقت سابق عقوبات على أربعة مستوطنين، وجماعتين إسرائيليتين مُتطرفتين، بسبب اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس المُحتلة.
وقال المجلس - في بيان صحفي - إنه "تم إدراج أربعة مستوطنين وكيانين تحت نظام العقوبات العالمي لحقوق الإنسان للاتحاد الأوروبي، لمسؤوليتهم عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، بما في ذلك التعذيب والمعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة وانتهاك الحق في الملكية والحياة الخاصة والعائلية للفلسطينيين في الضفة الغربية".
وأضاف إن "الكيانات المدرجة هي لاهافا، وهي مجموعة يهودية يمينية متطرفة، وشبيبة التلال، وهي مجموعة متطرفة تتألف من أعضاء معروفين بأعمال العنف ضد الفلسطينيين وقراهم في الضفة الغربية، كما تم إدراج زعيمين بارزين من شبيبة التلال وهما مئير إتينجر، وإليشا يريد، وكلاهما كانا متورطين في هجمات قاتلة ضد الفلسطينيين في عامي 2015 و2023".
هذا وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مخيم نور شمس في طولكرم بالضفة الغربية الذي بدأته يوم الخميس مع فرض حصار شامل على المخيم، وقطع الماء والكهرباء والإنترنت، إضافة إلى استشهاد عدد من سكان المخيم وإصابة العشرات .
وبدأ العدوان الإسرائيلي على المخيم بشن حملات مداهمة وتفتيش لمنازل الفلسطينيين تم خلالها اعتقال العشرات من ضمنهم نساء وأطفال، فيما قامت الجرافات الإسرائيلية بعملية تدمير للبنى التحتية في المخيم تسببت في انقطاع الكهرباء، والمياه، والاتصالات والإنترنت، ما جعل المخيم معزولا تمامًا عن محيطه.
كما قامت قوات الاحتلال بإعاقة عمل الطواقم الطبية، ومنع سيارات الإسعاف من إخلاء المصابين إلى المستشفيات، ونقل جثامين الشهداء.
وفي بيان مقتضب أصدرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أكدت على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعرقل عمل طواقمها وتحول دون محاولتها إسعاف المصابين.
وأضافت إن طواقمها نجحت في إخلاء إصابتين بالرصاص الحي، من مخيم نور شمس وأوضحت أن الاحتلال أجبر المصابين على الترجل خارج عربات الإسعاف للتحقيق في هويتهم.
وفي نفس السياق ورصدًا لجرائم الاحتلال في مخيم نور شمس أفادت وسائل إعلام فلسطينية عن استهداف الاحتلال سيارة إسعاف حاولت الدخول إلى المخيم بالرصاص.
في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 4 من جنوده خلال العملية العسكرية على مخيم نور شمس وذلك جراء المقاومة الشرسة والاشتباكات الجارية مع قوات الفصائل وفقا لوسائل إعلام عبرية.
هذا وكانت أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أنه سقطت شظايا صاروخ اعتراضي عقب إطلاقه لاستهداف صاروخ آخر أطلق من قطاع غزة، الجمعة، في مدينة سديروت جنوب "إسرائيل"، دون وقوع إصابات.
وقالت الإذاعة (رسمية)، إنّ “شظايا صاروخ اعتراضي أطلق لاستهداف صاروخ أطلق من قطاع غزة، سقطت في سديروت، وأحدث أضرارًا مادية، دون وقوع إصابات”.
وقبل ذلك، ذكرت الإذاعة أنّ صافرات الإنذار دوت في سديروت والمنطقة المحيطة بها.
في المقابل، قالت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”: “قصفنا سديروت ونيرعام ومغتصبات (مستوطنات) غلاف غزة برشقات صاروخية رداً على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا”.
ولا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تعلن بين الحين والآخر إطلاق صواريخ على مدن ومستوطنات إسرائيلية، لكن بوتيرة ومدى أقل بكثير مما كان عليه الحال قبل الحرب.
ويشن كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا، ما أدى لمثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية".
