الوقت - بدأ السباق الرئاسي في مصر، واندفع المصريون للإدلاء بأصواتهم في أول أيام الانتخابات الرئاسية المصرية التي يتنافس فيها أربعة مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وتستمر الانتخابات لثلاثة أيام داخل البلاد، وتستمر الفترة الرئاسية الجديدة 6 سنوات، بعدما كانت سابقاً 4 سنوات.
وأجريت تعديلات دستورية عام 2019 مددت فترة الولاية الرئاسية إلى ست سنوات بعد أن كانت أربع فقط، كما ألغي شرط صريح يحظر على أي رئيس الاستمرار في الحكم لأكثر من فترتين رئاسيتين، وبذلك سمحت التعديلات بتمديد فترة ولاية السيسي الثانية إلى ست سنوات بدلا من أربعة وأتاحت له الترشح لفترة ثالثة.
ويحق لنحو 65 مليون مصري الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تقام تحت إشراف القضاء، وتراقبها 14 منظمة دولية و62 منظمة مجتمع مدني محلية، وفقاً للهيئة الوطنية للانتخابات.
منافسو السيسي
يعد الرئيس المصري عبد الفتاح المرشح الأبرز للفوز في هذه الانتخابات، وقد أدى اليمين الدستورية لفترته الرئاسية الأولى في يونيو (حزيران) 2014، وأعيد انتخابه لفترة ثانية في يونيو (حزيران) 2018، وهو رابع عسكري سابق يتولى السلطة في مصر منذ أن أطاح جمال عبد الناصر وعدد من ضباط الجيش بالنظام الملكي في عام 1952، إذ أصبح عبد الناصر رئيسا عام 1954 وخلفه أنور السادات بعد وفاته عام 1970 ليستمر في الحكم حتى اغتياله عام 1981، ثم تولى حسني مبارك نائب السادات السلطة منذ عام 1981 حتى أطيح به في 2011.
والمرشحون الثلاثة في مواجهة السيسي هم: رئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس حزب المصري الديمقراطي فريد زهران، وقد حاول وجهان من المعارضة خوض غمار الانتخابات، دون جدوى، وهما هشام قاسم والنائب السابق المعارض أحمد الطنطاوي الذي كان أبرز المنافسين فيما لو خاض الانتخابات.
وقد شارك طنطاوي في ثورة 25 يناير 2011، ودعم ترشح حمدين صباحي لرئاسة الجمهورية 2012، وعارض محمد مرسي ودعا للتصويت بـ «لا» على دستور 2013، كما عارض الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره مُرسي، ومن ثم شارك في مظاهرات 30 يونيو 2013، ثم عارض ترشح الرئيس السيسي لرئاسة الجمهورية.
وأحمد طنطاوي سياسي مصري وعضو مجلس النواب المصري السابق، وهو عضو مؤسس بحزب الكرامة عام 2005، ثم عضو المكتب السياسي للحزب عام 2012، ثم استقال في مارس 2014، وبعدها عاد للحزب لكن عاد رئيسا له، واستقال من الحزب مجددا العام الماضي.
وأعلن طنطاوي أنه لن يترشح لعدم تمكنه من الحصول على العدد المطلوب من التوكيلات الشعبية، إذ أكدت حملته أن لديه مليوني متابع على موقع فيسبوك، وقد تمكن من جمع 14116 توكيلا، بما في ذلك 54 فقط في مسقط رأسه كفر الشيخ.
ويتعين على أي مرشح من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية، جمع توكيلات من 25 ألفا من أفراد الشعب في 15 محافظة، أو تزكية من 20 عضوا في البرلمان.
ويقول الطنطاوي في تصريحات إعلامية: تمت هندسة المشهد الانتخابي سلفا حتى تكون النتيجة محسومة، حيث تم استبعادي من الانتخابات، باعتباري المرشح القادر على الفوز بهذه الانتخابات على مستوى النتيجة الحقيقية، إذ انسحب في أكتوبر الماضي بعدما شكا من إلقاء القبض على العشرات من أنصاره.
وقالت حملة الطنطاوي، إن المسؤولين والبلطجية الموالين للحكومة أعاقوا حملته ومنعوا العديد من الأشخاص من تسجيل دعمهم لترشحه ومنع أنصاره عمدا من تحرير التوكيلات بمكاتب الشهر العقاري في محافظات مصر المختلفة، بينما اعتقلت قوات الأمن العشرات من أنصاره ومنعته من تنظيم فعاليات الحملة الانتخابية، لافتة إلى أنه بصدد إطلاق مشروع سياسي كبير سوف يغير الوجه السياسي في مصر خلال سنوات معدودة، بينما نفت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر ذلك وقالت إن مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، مؤكدة أنها تراجع شكاوى الطنطاوي، وقد بدأت محاكمته بتهمة "تداول أوراق تخص الانتخابات دون إذن السلطات، وتحرير توكيلات مزورة.
ويرى الطنطاوي أن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية محسومة، واصفا عملية الاقتراع بـ"إجراءات لإعادة تنصيب الرئيس المصري الحالي، لدورة ثالثة"، ومشيرا إلى أن السلطة المصرية استبعدت المرشح الجاد القادر على الفوز، ما جعل الانتخابات قد انتهت عمليا، ولذلك يتعامل معها المواطنون على أنها مجرد تحصيل حاصل.
مرشحو الرئاسة
عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي، قائد سابق للجيش قاد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في عام 2013، في أعقاب احتجاجات على حكمه مرسي، كان وزيرا للدفاع والانتاج الحربي بين عامي 2012 و2013 ومديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع بين عامي 2010 و2012. واستقال من القوات المسلحة، عام 2014، ليترشح للرئاسة ويصبح الرئيس الثامن لمصر.
فريد زهران سياسي ومعارض يساري، يرأس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي تأسس بعد انتفاضة 25 يناير عام 2011، ويتبنى أيدولوجية "الديمقراطية الاجتماعية" التي تقوم على مجموعة من المبادئ مثل العدالة الاجتماعية والمواطنة والأمن وسيادة القانون، وله باع طويل في تأسيس الحركات والائتلافات السياسية بما في ذلك الحركة الطلابية في السبعينيات، والحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التي احتجت على حكم مبارك، منذ عام 2004، والحركة المدنية الديمقراطية، التي تشكلت في عام 2017، لدعم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتضم عددا من أحزاب التيار المدني.
ركز زهران في تصريحاته منذ إعلانه الترشح على ضرورة تحسين حياة البسطاء في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، ويؤكد أنه يعطي الأولوية لقصر ملكية الدولة وإدارة المشروعات المملوكة للدولة على المشروعات الاقتصادية الاستراتيجية المرتبطة بالأمن أو بدعم القطاع الخاص بشكل غير مباشر، مثل قناة السويس وشركة الحديد والصلب وشركات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
عبد السند يمامة، محامٍ وأستاذ في القانون الدولي، وهو مرشح عن حزب الوفد أقدم حزب ليبرالي في مصر، ويهدف لتنفيذ إصلاحات اقتصادية وتعديل الدستور لتقليص مدة الرئاسة إلى 4 سنوات، كما كانت قبل التعديلات التي أجريت في عام 2019، ويدعم إجراء تعديلات الدستورية مع التركيز على الحقوق والحريات والإصلاح الاقتصادي إذ يقول إنه سيسمح بإقامة اقتصاد حر.
حازم عمر، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ المصري ورئيس حزب الشعب الجمهوري، وهو أصغر المرشحين سنا، ويبلغ من العمر 59 عاما، و يركز برنامجه الانتخابي على تحقيق انفراجة اقتصادية وتشجيع الاستثمار وتعزيز الإنتاج الصناعي، ويخوض حملته تحت شعار "نقدر.. مع بعض هنغير"، ويقول إنه يعتزم منح الأولوية لإصلاح قطاعي الرعاية الصحية والتعليم لإيمانه باهتمام عموم المصريين بهذين الملفين، إذ قال "أولوية الشعب هي أولويتنا"، كما يدعو إلى التركيز على النمو الاقتصادي المحلي والزراعة والطاقة والتجارة.
يرى مصريون مؤيدون للرئيس المصري، أن السيسي أعاد الهدوء إلى البلاد بعد الفوضى التي أعقبت ثورة العام 2011، إذ وعد بداية 2014 بإعادة الاستقرار بما في ذلك الوضع الاقتصادي، وقد أطلق الرئيس المصري في العام 2016، برنامجا طموحا للإصلاحات المالية والاقتصادية شمل تحرير سعر صرف العملة المحلية وخفض دعم السلع الأساسية الذي تمنحه الدولة لبعض الفئات محدودة الدخل، لكن ذلك أدى إلى ارتفاع الأسعار وتصاعد الغصب الشعبي، وتضاعف الدين الخارجي لمصر بنحو ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة.
