الوقت- بمجرد أن دعا ملك المغرب نتنياهو لزيارة البلاد، وحديث مصادر ناطقة بالعبرية أن "محمد السادس" ملك المغرب دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لزيارة المغرب بعد اعتراف النظام الصهيوني بسيادة البلاد على الصحراء الغربية، انتفض الشعب المغربيّ على هذه الزيارة، حيث توجد شعبية واسعة في المغرب ضد التطبيع السياسي والاقتصادي مع كيان الاحتلال الإسرائيليي، تشير الاستطلاعات إلى أن غالبية الشعب المغربي تعارض التطبيع مع تل أبيب، وترجع أسباب المعارضة إلى التاريخ السياسي والثقافي للبلدين، والذي اشتمل على دعم المغرب للقضية الفلسطينية ورفض الاحتلال الإسرائيليي للأراضي الفلسطينية، والذي يعتبر القضية الفلسطينية أحد القضايا الوطنية المهمة في المغرب، ويشعر الكثير من المغاربة بالتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضالهم من أجل الحرية والعدالة.
نتنياهو غير مرحب به
لا يبدو أن الشعب المغربي يرحب بقدوم نتنياهو، حيث يعارض المغربيون التطبيع مع الاحتلال بسبب الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الإسرائيليي ضد الفلسطينيين، والتي تشمل الاعتقالات التعسفية والهجمات العسكرية والحصار على القطاعات الفلسطينية، وتتراوح ردود الفعل على التطبيع بين التظاهرات السلمية والمقاطعة الاقتصادية لمنتجات الكيان الإسرائيليية، ورفض الشراكة الأكاديمية والثقافية مع تل أبيب، وقد ظهرت هذه المعارضة جلية منذ التطبيع واشتدت مع إعلان مكتب رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني أن تل أبيب اعترفت بسيادة المغرب على الأراضي المتنازع عليها في الصحراء الغربية وتدرس فتح قنصلية هناك، وقد أوضحت تل أبيب مواقفها في رسالة وجهها رئيس وزراء الكيان الإسرائيليي بنيامين نتنياهو إلى ملك البلاد محمد السادس.
وإضافة إلى المعارضة الشعبية، فإن هناك أيضًا معارضة من قبل بعض المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية في المغرب، وترى هذه المنظمات والأحزاب أن التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي يمثل خيانة للقضية الفلسطينية ويدعم الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيليي ضد الفلسطينيين، وفي عام 2020، تم إعلان اتفاقية التطبيع بين المغرب وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي أثار احتجاجات في المغرب. وقد أدى هذا الاتفاق إلى تعبير العديد من المغاربة عن استيائهم ومعارضتهم للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة بعدما كان المغرب يعتبر داعماً للقضية الفلسطينية ومناصراً للشعب الفلسطيني.
ويزعم المغرب أن الصحراء الغربية هي أراضيه، لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تريد دولة مستقلة هناك، وفي عام 2020، اعترف رئيس الولايات المتحدة آنذاك ، "دونالد ترامب" ، بمطالبة المغرب بالأرض مقابل استئناف العلاقات الدبلوماسية المغربية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ونقل بيان من القصر الملكي المغربي عن الرسالة قولها إن موقف كيان الاحتلال الإسرائيلي "سيرسل إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية"، وقد افتتحت 28 دولة أخرى - معظمها أفريقية وعربية - قنصلية لها في الداخلة أو مدينة ليون، وقال مسؤول حكومي مغربي كبير لرويترز إن موقف كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن الصحراء الغربية "واضح" وأضاف زخما لصالح المغرب حيث أيدت واشنطن ومدريد من بين عواصم أوروبية أخرى الخطة الكيان الاحتلال الإسرائيليية بشأن المنطقة، وأضاف إن اعتراف تل أبيب بمبادئ المغرب لن يؤثر على دفاع المغرب عن حل الدولتين والصراع بين الاحتلال الإسرائيليي والفلسطينين.
وفي الوقت نفسه، قال المسؤول المغربي إن المغرب يتوقع أن يشجع هذا القرار على استثمار الاحتلال الإسرائيليي في الإقليم، وفي وقت سابق أيضا، وفي علامة على تحسن العلاقات، عيّن جيش الكيان الإسرائيليي عقيدًا كملحق دفاعي في المغرب في وقت سابق، ومنذ استئناف العلاقات، وقع المغرب وكيان الاحتلال الإسرائيلي اتفاقيات تعاون، بما في ذلك اتفاقية دفاعي ، وادعى إيلي كوهين، وزير خارجية الكيان الصهيوني، أن إعلان رئيس الوزراء عن الاعتراف بسيادة المغرب في الصحراء الغربية سيؤدي إلى "تعزيز العلاقات بين الدول وبين الشعوب واستمرار التعاون لتعميق السلام والاستقرار الإقليميين".
وبعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين، استأنف المغرب علاقاته مع الكيان الصهيوني بضغط من الحكومة الأمريكية آنذاك برئاسة ترامب، وفي عام 2000، في أعقاب الحركة الفلسطينية المعروفة باسم "الانتفاضة الثانية"، قطع المغرب العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، لكن قبل سنوات نقل موقع صحيفة جيروزاليم بوست العبرية عن السفير المغربي في واشنطن جمال العلوي، قوله إنه بناءً على أوامر محمد السادس ملك المغرب تقرر استئناف العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية.
وكان الشعب المغربي قد أعلن في وقت سابق معارضته الشديدة لعمل حكومة الرباط في تطبيع العلاقات مع الصهاينة من خلال تنظيم مظاهرات واسعة النطاق في مناطق مختلفة من البلاد، وفي ذلك الوقت، انتقد البرلماني الجزائري منصور عبد العزيز بشدة عمل الحكومة المغربية في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وقال: تطبيع علاقات المغرب مع الكيان الصهيوني خيانة لفلسطين، وأضاف: "إن اتفاقية التطبيع مع النظام الصهيوني أشبه بالمراهنة على القضية الفلسطينية مقابل الاعتراف بسيادة المغرب العربي على الصحراء الغربية"، وأكد عبد العزيز أن الأمة المغربية تعارض تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، لكن حكومة هذا البلد تريد بيع فلسطين مقابل الصحراء الغربية.
انتقادات لاذعة للحكومة
تواجه الحكومة المغربية انتقادات لاذعة بسبب التطبيع وما تبع ذلك من زيارة المسؤولين الصهاينة، وخاصة بسبب عدم استشارة الشعب المغربي أولاً قبل القيام بهذه الخطوة، ويعتبر البعض أن التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي يضر بالمصداقية والتزامات المغرب في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان في المنطقة، ومن الجدير بالذكر أن الحكومة المغربية أعلنت أن التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يؤثر على موقف المغرب الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وأن المغرب سيواصل دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة.
يتمحور الجدل حول التطبيع مع تل أبيب في المغرب حول العديد من القضايا، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والأخلاق، وقد أدى إعلان اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل في ديسمبر 2020 إلى تصاعد الجدل في المغرب حول هذا الموضوع، وتزعم الحكومة المغربية أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. ومع ذلك، يرى الشعب المغربي أن التطبيع يمثل تخلياً عن الدعم للقضية الفلسطينية، وقد أدى إلى تنظيم عدة احتجاجات كبيرة في المغرب ضد هذه الخطوة.
وفي الوقت نفسه، تم تشجيع الاستثمار الإسرائيلي في المغرب، وتقديم الحكومة المغربية للتسهيلات اللازمة للشركات الإسرائيلية التي ترغب في الاستثمار في المغرب، ومع ذلك، ترى العديد من المنظمات والأحزاب السياسية أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق مكاسب اقتصادية فقط، وتتجاهل الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، إضافة إلى ذلك، يرى البعض أن التطبيع مع تل أبيب يؤثر على الهوية الثقافية والدينية للمغاربة، حيث يعتبر القضية الفلسطينية جزءًا من الهوية الوطنية للمغرب، ويشعر الكثير من المغاربة بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويرون التطبيع مع الصهاينة كخيانة لهذه الهوية.
حكومة مغربية مخادعة
تحاول الحكومة المغربية تهدئة الجدل وخداع شعبها بالقول إن "التطبيع مع إسرائيل" لا يعني تغيير موقف المغرب الثابت في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان في المنطقة، وتعتبر الحكومة المغربية أن التعاون الاقتصادي والتجاري مع تل أبيب سيساعد في تعزيز اقتصاد المغرب وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين، وفي الوقت نفسه، يحث البعض على ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب العربية وليس مع أعدائها، وخصوصًا بعد التطبيع الذي تم بين الإمارات والبحرين والسودان والكيان، والذي يعتبره البعض خطوة مهينة وسلام الضعفاء والتعايش مع السرطان في المنطقة.
النتيجة، تواجه الحكومة المغربية انتقادات حادة من ملايين المعارضين، وقبل زيارة نتنياهو، حيث يعتبرون التطبيع مع "إسرائيل" خيانة للشعب الفلسطيني وتنازلًا عن الأراضي الفلسطينية، وقد نظمت العديد من الحركات والمنظمات الفلسطينية والمغربية مظاهرات واعتصامات للتعبير عن رفضها للتطبيع، وتحث الحكومة على العودة إلى موقفها السابق في دعم القضية الفلسطينية، ومن المهم أن نذكر أن التطبيع مع تل أبيب ليس موضوعًا محليًا فقط، بل يشمل أيضًا العلاقات الدولية والإقليمية، ومن المحتمل أن يؤدي التطبيع إلى تغييرات في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب ودول أخرى في المنطقة، وقد تتم مواجهة المغرب بضغوط من بعض الدول العربية والإسلامية المعارضة للتطبيع.
