الوقت- أيمن العودة، زعيم ائتلاف الجبهة والتغيير، وهو ائتلاف من الأحزاب العربية في البرلمان الصهيوني (الكنيست)، مستعد للتعاون لإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة. وأعلن عودة أنه مستعد للعمل مع زعيم المعارضة يائير لبيد للإطاحة بحكومة نتنياهو. جاءت هذه الكلمات بعد ساعات من إرسال لبيد، رئيس الوزراء السابق للنظام الصهيوني وزعيم المعارضة الحالي لحكومة نتنياهو، في تغريدة له: "مثل هذه الحكومة ستنهار في يوم واحد وسيستخدمون خراطيم المياه للتعامل مع المتظاهرين". وأضاف: "زفيكا فوغل، عضو حزب بن غير، يقول أيضا إنني (لبيد) يجب أن يسجن مع بيني غانتس بتهمة الخيانة".
وقال لبيد: "حاولوا ضرب طلابنا في منطقة بئر السبع، لأنهم احتجوا وأرادوا ممارسة حقهم في حرية التعبير". وقال مخاطبا حكومة نتنياهو: "لن نسمح لهم [حكومة نتنياهو المتطرفة] بسحقنا وتدميرنا نحن وإسرائيل". وفي وقت سابق، حذر لبيد مجلس الوزراء اليميني المتطرف برئاسة "بنيامين نتنياهو" من الإجراءات الأخيرة لـ "إيتامار بن جوير"، وزير الأمن الداخلي لهذا النظام، قائلا إن "أفعاله قد تؤدي إلى اندلاع الانتفاضة الثالثة".
كما دعا بيني غانتس، وزير الحرب السابق في النظام الصهيوني، الذي شكل بالفعل ائتلافًا ضد نتنياهو إلى جانب لبيد، يوم الثلاثاء إلى مواصلة مواجهة حكومة نتنياهو المتطرفة دون خوف. وزعم غانتس: "أطلب من كل المهتمين بديمقراطية إسرائيل أن يواصلوا النضال من أجلها بكل الوسائل القانونية والديمقراطية". وأضاف: "سنواصل هذا العمل دون عنف ودون استفزاز فردي ولكن دون خوف". وخاطب غانتس رئيس الوزراء الراديكالي في الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وقال: "نتنياهو، لم تعد إسرائيل بحاجة إلى مواصلة الاستفزاز".
يأتي تصريح غانتس في حين طالب ممثل النظام الصهيوني زفيكا فوغل وعضو حزب إتمار بن جوير، باعتقال غانتس إلى جانب لابيد وموشيه يعلون وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق، إلى جانب يائير غولان، ممثل حزب ميريتس اليساري. وقال زفيكا فوغل، عضو حزب بن جير، إن رئيس الوزراء لابيد، ووزير الحرب بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي الأسبق موشيه يعلون، ويائير غولان من حزب ميرتس، يجب أن يُعتقلوا بتهمة الخيانة لإسرائيل.
وقال: "إنهم في غاية الخطورة ويتحدثون عن الحرب علينا ويعاملوننا كأعداء، وهذا يعتبر خيانة لإسرائيل ومبرر لسجنهم". وجاءت هذه التصريحات بعد أن حذر كل من يائير لابيد وغانتس ويعالون وجولان من تصرفات بن جوير المتطرفة والمثيرة للجدل وأعلنوا أن مثل هذه التصرفات لن تأتي بنتائج جيدة.
كما طلب يعالون الثلاثاء الماضي من قوات شرطة الكيان الصهيوني عدم اتباع أوامر وزير الأمن الداخلي الجديد. وفي رسالة على تويتر، طلب من كوبي شباتي، قائد شرطة هذا النظام، دعم قواته ضد قرارات وأوامر وزير الأمن الداخلي الجديد. ولقد أدت تصرفات مجلس الوزراء المتطرف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الأمر بجمع الأعلام الفلسطينية، إلى تصعيد التوترات في الأراضي المحتلة، بل تسببت في رد فعل الأعضاء العرب في إسرائيل.
وفي وقت سابق، دعا عضو الكنيست الإسرائيلي، نائب الوزير الإسرائيلي السابق للصناعة والتجارة يئير جولان، إلى العصيان المدني في "إسرائيل"، احتجاجا على سياسة حكومة نتنياهو، التي أطلق عليها حكومة الفاسدين والظلاميين. وغرّد جولان على حسابه في “تويتر”: يجب إعلان العصيان المدني بالكامل، من خلال إغلاق المحال التجارية والشوارع والتظاهر على مدار اليوم والأسابيع حتى يتم إسقاط الحكومة الفاسدة. وأضاف “هذه حكومة فاسدين والحرديم يحصلون على أموالنا ويفعلون ما يريدون دون رادع، وحكومة المتطرفين والظلاميين تجب محاربتها وعدم الاكتفاء بمظاهرات أيام السبت”.
ووصف رئيس حزب “ييش عتيد” ورئيس المعارضة، يائير لبيد، خطة إضعاف جهاز القضاء بأنها “تغيير النظام بشكل متطرف” و”القضاء على الديمقراطية”. وأضاف لبيد إن “دولة مسموح فيها كل شيء، وتلغي فجأة كل التوازنات والكوابح لدى السلطة، ليست دولة ديمقراطية. ومثل أي حكومة ليست ديمقراطية في العالم، كل ما يهمهم هو التمسك بالحكم، وليس ما سيحدث للمواطنين. وهذه حرب على البيت. وقد بدأت وحسب”
كذلك هاجم عضو الكنيست الإسرائيلي جدعون ساعر، وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير. وقال ساعر ” إن بن غفير يتصرف مثل شخص يعاني اضطراب هوس الحرائق ويحاول تصعيد الأوضاع عمدا”. وأضاف ساعر وفق ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلي “مكان” ، أنه لا يجوز تحويل الشرطة الى أداة سياسية تستخدم لقمع احتجاجات شرعية. و قال إن الدعوة التي أطلقها رئيس القائمة بيني غانتس الى المواطنين بالخروج الى الشوارع، ليس التحريض على التمرد، بل تندرج في نطاق حرية التعبير المسموح بها في نظام ديمقراطي.
وتعقيبا على حالة التوتر القائمة في إسرائيل قال محمد دراغمة المختص بالشأن الإسرائيلي :” إن التوتر على الساحة السياسية الإسرائيلية هذه الأيام يذكر إلى حد ما بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال رابين رئيس الحكومة الإسرائيلية في العام 1995 على خلفية الخلافات السياسية حول توقيع اتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، حينها اتهم رابين بالخيانة، وعرضت صوره في التظاهرات الإسرائيلية بالكوفية الفلسطينية أحياناً، وبالزي النازي أحياناً أخرى.
وذكر دراغمة، أنه وفي الأيام الأولى للحكومة الإسرائيلية الـ (37) والسادسة لنتنياهو مستوى التوتر السياسي في تزايد من يومٍ إلى آخر، وصلت الأمور لاتهام عضو الكنيست تسفيكا فوجل من “القوة اليهودية ” برئاسة بن غفير أربع شخصيات إسرائيلية بالخيانة، داعياً لاعتقالهم على خلفية التحريض على التمرد على الحكومة. وأوضح المختص بالشأن الإسرائيلي، أن من تلك الشخصيات لبيد رئيس الحكومة السابق، وغانتس وزير الجيش السابق، وموشه يعلون وزير جيش سابق، و يائير جولان نائب رئيس أركان سابق وعضو كنيست سابق عن حركة ميرتس. وأشار دراغمة، إلى أن الاتهامات للسياسيين بالخيانة تشكل تربة خصبة لقيام عناصر من اليمين المتطرف بتنفيذ عملية اغتيال محتملة ضد شخصيات من المعارضة الإسرائيلية.
وتظاهر آلاف الإسرائيليين مساء السبت في تل أبيب ضد إجراءات اتخذتها الحكومة الجديدة التي يرأسها بنيامين نتنياهو. وخرج المتظاهرون إلى شوارع وسط المدينة حاملين لافتات كتبوا عليها "ارحل" و"الديمقراطية في خطر". وبعد فوزه في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الأول من نوفمبر، تولّى نتنياهو في 29 ديسمبر رئاسة حكومة تشكّلت من أحزاب يمينية ودينية متشددة. وكانت الحكومة الجديدة قد أعلنت نيتها مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وإجراء إصلاحات على النظام القضائي.
