الوقت – يشهد العالم دائماً حملات تضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال المسيرات الشعبية والمقاطعات ووقفات الاحتجاج في عواصم العالم يشارك فيها مئات الآلاف من مواطني هذه البلدان وتعبر عن حجم التضامن العالمي المؤيد للحقوق الفلسطينية التاريخية والداعي لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال العنصري.
وفي هذا السياق، أغلق نشطاء ومتضامنون مع القضية الفلسطينية، يوم الجمعة، المقر الرئيس لشركة “Elbit System”، احتجاجاً على استمرار توريدها الأسلحة لإسرائيل حيث يتم استخدامها في قتل الفلسطينيين.
وحاصر النشطاء من منظمة "حركة فلسطين"، وهي منظمة دولية تنشط للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، مقر الشركة الواقع في منطقة هولبورن، وسط العاصمة البريطانية لندن.
وعلى الرغم من الانتشار الكبير لرجال الأمن العاملين في الشركة والذين زاد عددهم بسبب احتجاجات سابقه، إلا أن النشطاء تمكنوا من اعتلاء المبنى الرئيسي، ورش المباني بالطلاء الأحمر، للدلالة على الدماء الفلسطينية التي يتم سفكها باستخدام الأسلحة التي يتم تصنيعها في الشركة المذكورة. وانضم إلى النشطاء عدد من المتظاهرين في الشوارع، ومن بينهم مجموعة من عازفي الطبول.
يأتي ذلك بمناسبة مرور عام على تأسيس منظمة “حركة فلسطين”، بعد تمكنهم من إغلاق مواقع “Elbit”، ومواقع لتوريد قطع غيار الطائرات من دون طيار التابع لشركة “APPH”.
وحسب بيان للمنظمة فإن الخطوة الاحتجاجية هذه تأتي لمنع “Elbit System” من توريد أسلحتها لإسرائيل التي لا تتوقف عن قتل الفلسطينيين، واعتبارها شريكة في ارتكاب مزيد من الجرائم بحقهم، مجددين الدعوة لإغلاق “Elbit”، إذ تقوم الشركات المذكورة بتصنيع الطائرات من دون طيار والتي يتم تطويرها باستخدام التكنولوجيا العسكرية البريطانية.
وتفاعل عدد من رواد مواقع التواصل مع إغلاق الناشطين للشركة الإسرائيلية، معبرين عن تشجيعهم وتضامنهم معهم.
وكتب حساب على تويتر يحمل اسم "عبّر"، نشطاء يعتصمون عند مدخل شركة "إلبيت سيستمز الإسرائيلية" في لندن، ويخطون شعارات منددة بتطوير الشركة لتقنيات عسكرية تستخدمها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين.
بدورها كتبت هـدى، على صفحتها في تويتر، "اللون الأحمر للدلالة على إراقة الدماء..، نشطاء مؤيدون للقضية الفلسطينية يغلقون مقر شركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية "Elbit Systems" في لندن، وهي التي استخدمت طائراتها من دون طيار باستهداف المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة. هاد الي بتعملة السوشل ميديا، لا توقفوا النشر عن فلسطين".
وهذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها "حركة فلسطين"، مقر شركة “Elbit” منذ إطلاقها كحركة مدافعة عن الحقوق الفلسطينية قبل نحو عام، إذ قامت بتعطيل أفرعها العشرة في المملكة المتحدة لمدة 105 أيام.
وقالت المنظمة في بيان "نحن هنا من أجل إنهاء توريد الأسلحة والطائرات من دون طيار، والذخائر والتكنولوجيا العسكرية المصنوعة في المملكة المتحدة لإسرائيل يتم بيع هذه التقنية، التي يتم تصنيعها في مواقع Elbit العشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة إلى إسرائيل لغرض صريح، يتمثل في قمع وتعنيف وقتل الشعب الفلسطيني".
وفي فبراير الماضي ، أغلق ناشطون من (حركة فلسطين) مصنع شركة الأسلحة الإسرائيلية إلبيت سيستمز “Elbit Systems” في قرية شينستون البريطانية. وطلى الناشطون جدران المصنع بلون الدم احتجاجًا على مساهمات الشركة في جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
ونشرت الحركة عبر صفحتها على فيسبوك بيانًا قالت فيه إن الناشطين الذين أغلقوا مصنع الأسلحة الإسرائيلي، احتجزوا في مركز للشرطة بمدينة ستوك أون ترينت البريطانية.
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق طلاء الناشطين جدران المصنع باللون الأحمر، ورفعوا علم فلسطين على سور مبنى الشركة الإسرائيلية دعمًا للقضية الفلسطينية وشجبًا لممارسات قوات الاحتلال.
التضامن مع الشعب الفلسطيني من قبل شعوب العالم يظهر ويؤكد على قوة الحقوق وعدالة القضية الفلسطينية والتي تدعو الى إنهاء الاحتلال والعنصرية والاضطهاد ووقف جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال العنصري الاسرائيلي في حربه المفتوحة ضد القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.
اتساع قاعدة التأييد الدولي للنضال الفلسطيني والحقوق المغتصبة وما يشهده العالم من تحرك واسع يعطي رسالة واضحة عن عدالة القضية الفلسطينية وتصدرها للاهتمام الدولي وضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وتلعب وقفات الاحتجاج وهذه الفعاليات الداعمة للشعب الفلسطيني دورا مهما في فضح جرائم الاحتلال واستخلاص تجارب الماضي لتوسيع قاعدة الدعم الدولي للشعب الفلسطيني تأكيدا على الحقوق الفلسطينية التاريخية ووضع حد لأطول احتلال يعرفه العالم.
