الوقت- ذكرت مصادر قطرية أن وزير الخارجية القطري "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" توجه إلى لبنان اليوم ومن المقرر أن يلتقي بعدد من المسؤولين اللبنانيين. ولفتت تلك المصادر إلى أن وزير الخارجية القطري "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" وصل إلى مبنى الطيران المدني في مطار بيروت الدولي، ولقد قام باستقباله نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال "زينة عكر" وسفير قطر "محمد حسن الجابر".
وزير الخارجية القطري يزور لبنان
وسيناقش وزير الخارجية القطري خلال زيارته للبنان مع قائد الجيش اللبناني "جرف عون" تقديم المساعدات القطرية للمعهد العسكري اللبناني. وقالت السفارة القطرية في بيان إن وزير الخارجية القطرية سيصل إلى بيروت في زيارة تستغرق يوما واحدا في الساعة الخامسة مساء يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وسيلتقي خلال هذه الزيارة بالرئيس اللبناني "ميشال عون" ورئيس مجلس النواب "نبيه بري" ورئيس الوزراء المكلف "سعد الحريري". وقالت مصادر مطلعة على زيارة وزير الخارجية القطري إلى لبنان، إنه من المقرر أن يعلن "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" عن استعداد بلاده لتقديم مساعدات إنسانية للبنانيين في عدد من المجالات الاقتصادية والانسانية. وسيكون تشكيل الحكومة ومناقشة الازمة السياسية اللبنانية ومقترحات مساعدة الجيش اللبناني من بين المواضيع التي ستتم مناقشتها في الاجتماع بين وزير الخارجية القطري ومسؤولين لبنانيين.
وقالت مصادر لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، إن "زيارة وزير الخارجية القطري للبنان، لا يمكن عزلها عن اللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، ومن هنا يُنظر إليها على أنها بالغة الأهمية، وقد تؤسس لانفراج، لكن الشرط الأساس لذلك يبقى في تجاوب اللبنانيين مع الرغبة الدولية والعربية في بلورة حلول ومخارج سريعة للمعضلة الحكومية القائمة". وعولت المصادر على الزيارة لما تشكله قطر في هذه المرحلة من نقطة تقاطع أمريكية – فرنسية - سعودية – إيرانية. ومن جهة أخرى، نقل مقربون من رئيس البرلمان "نبيه بري" عنه قوله، إن زيارة الوزير القطري لبيروت تكتسب أهمية، آملا في أن تكون لها انعكاسات إيجابية.
"الحريري" قد يجتمع مع "عون" ويعلن استقالته
وبشأن قضية تشكيل الحكومة اللبنانية، نقلت مصادر لبنانية عن دوائر رفيعة المستوى أن "سعد الحريري" أبلغ رئيس مجلس النواب بأنه على وشك الاستقالة لعدم قدرته على تشكيل الحكومة. وأوضحت المصادر نفسها أن "نبيه بري" لا يزال ملتزمًا بمنصب رئيس الوزراء لـ" سعد الحريري"، ولكن إذا كان قرار "الحريري" بالاستقالة نهائيًا، فعليه ترشيح أحد أعضاء الطائفة السنية لتولي مهمة تشكيل الحكومة قبل القيام بأي شيء وذلك من أجل ألا تدخل لبنان في فراغ سياسي جديد.
وقالت مصادر مطلعة إن "سعد الحريري" أطلع "نبيه بري" على زياراته الخارجية ولقاءاته مع مسؤولين من دول مختلفة ولكنه غادر مبنى البرلمان دون الإعلان عن قراره النهائي، ولكن من المقرر أن يعقد اجتماع آخر مع "بري" قريباً للاعلان عن موقفه النهائي. وقالت مصادر، إن "الحريري لن يعلن عن تشكيل حكومة من 24 وزيرا، وفي الساعات والأيام القادمة سيشهد اللبنانيون عدة اجتماعات بين المسؤولين المعنيين للتوصل إلى قرار نهائي بشأن ما إذا كان الحريري سيستقيل أم لا". وفي هذا الصدد، أفادت مصادر سياسية لبنانية بأن اتصالات عديدة بدأت بعد عودة "الحريري" من رحلات خارجية من أجل البدء بعملية تشكيل الحكومة، وأن الاجتماع الأخير بين "الحريري ونبيه بري" الذي عُقد يوم أمس كان بعيد عن أعين وسائل الإعلام.
وذكرت المصادر، أن استمرار الجمود السياسي سيكون له تداعيات داخلية وخارجية كبيرة على لبنان، وأن هناك ثلاثة احتمالات و سيناريوهات محتملة قد تحدث في الأيام المقبلة: أولاً، تشكيل حكومة، وهو بالطبع لن يكون سهلاً ويبدو غير مرجح. ثانيًا، استمرار الجمود الحالي، وثالثًا استقالة أو استمرار مهمة "سعد الحريري"، الأمر الذي يتطلب إجماعًا داخليًا، وبالتالي ستكون الساعات القادمة حاسمة بالنسبة للبنان. ومن جهة أخرى، أفادت صحيفة "الأخبار"، بأن "سعد الحريري" سيتوجه على الأرجح إلى القصر الرئاسي الجمعة المقبل لعرض شروط تشكيل حكومة على "ميشال عون"، حتى يتمكن "الحريري" من الاستقالة بأقل تكلفة وخسائر.
وعلى صعيد متصل، أكد وزير الخارجية القطري "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني"، اليوم الثلاثاء، الحاجة للاستقرار السياسي في لبنان. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "آل ثاني" عقب لقائه بالرئيس اللبناني "ميشال عون"، في العاصمة بيروت، ضمن زيارة رسمية له تستمر يومًا واحدًا، تجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين. وقال "آل ثاني"، إن "هناك حاجة للاستقرار السياسي في لبنان". وأكد "ضرورة أن تكون الإصلاحات من صميم المصلحة اللبنانية، وليست نتيجة الضغوط الخارجية". وقال إن قطر"تؤكد تضامنها مع لبنان الشقيق، وما حصل في بيروت (انفجار المرفأ) هزنا من جراء الخسائر البشرية والمادية". وأضاف "آل ثاني": "موقف قطر ثابت مع لبنان الشقيق، فقد كانت من أول الدول التي أرسلت المساعدات". وأردف أن "توجيهات سمو الأمير واضحة لدراسة المشاريع المتضررة نتيجة الانفجار". وقال "آل ثاني" في هذا الصدد: "نحن على وشك دراسة إعادة إعمار المدارس الحكومية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وإعادة ترميم بعض المستشفيات المتضررة، من جراء التفجير الذي هز مرفأ بيروت مطلع الشهر الحالي". وأشار إلى أنه "كانت هناك خطة من قطر قبل الانفجار لدعم لبنان، ولدينا تصورات سنبحثها مع الدولة اللبنانية".
تحذير من تداعيات الخلاف السعودي الإماراتي على لبنان
لكن في سياق آخر حذرت دوائر دبلوماسية عربية من تورط لبنان في الخلاف والأزمة الجديدة بين السعودية والإمارات، مؤكدة أن "سعد الحريري" يجب ألا يعتمد على الإمارات في إرضاء السعودية، وخاصة بعد التوترات الأخيرة بين البلدين بشأن إنتاج النفط في "أوبك بلس"، والتي وسعت الفجوة بينهما بعد المصالحة السعودية مع قطر. وترى المصادر أن "الحريري" لا ينبغي أن يشرك لبنان في هذه القضية، لأن العواقب ستكون باهظة الثمن على اللبنانيين. كما حذرت المصادر من مؤامرات أمريكية جديدة ضد لبنان، قائلة إن "الحصار الاقتصادي الأمريكي الشديد على لبنان، والذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، هو جزء من الاستراتيجية الأمريكية لتعويض إسرائيل عن محادثات فيينا". ولفتت تلك المصادر إلى أنه بعد أن رفضت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" طلبات الوفود الإسرائيلية التي زارت الولايات المتحدة بعدم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فإنها ستحاول تضييق المجال اللبناني لمقاومة المشروع الصاروخي لحزب الله اللبناني الذي شكل كابوساً لإسرائيل.
