الوقت - بعد مضي 7 أشهر على بدء العدوان السعودي على اليمن وعلى الرغم من الحرب النفسية الكبيرة التي يشنها الحلف السعودي على اليمنيين لم تصل قوات السعودية والدول الحليفة لها الى صنعاء بل على العكس من ذلك واجه هؤلاء هزائم متعددة في عدة جبهات داخل اليمن وباتت المعطيات تشير الى هزيمة سعودية مدوية ينقصها فقط اعلان الملك سلمان تقبل الهزيمة في هذه الحرب بشكل علني.
وقد اعلنت مصادر محلية ومستقلة في صنعاء ان السعودية والامارات قد سحبتا قواتهما من محافظة مأرب اليمنية وفي هذا الصدد قال الناشط اليمني هيكل بافنع على صفحته في تويتر يوم امس الجمعة "ان اخبار رويترز وبي بي سي وسي ان ان عن اليمن بطيئة جدا لكنني اقول لكم قبل هؤلاء ان جميع الجنود الاماراتيين والسعوديين قد انسحبوا من مارب قبل 5 أيام".
ويأتي انسحاب السعوديين من مارب بعد ان شنت الرياض حربا نفسية كبيرة قبل بدء هذه المعركة قائلة ان المعركة في مارب هي اثبات لقوة الجامعة العربية في عملية عسكرية ليست فقط ضد انصارالله بل ضد ايران واكدت الرياض انها ستنتصر في هذه المعركة مهما حصل.
وعندما شنت حركة انصارالله والجيش اليمني ضربة بعشرات صواريخ الكاتيوشا على قاعدة صافر في مارب وقتلت المئات من الجنود الاماراتيين والسعوديين والبحرينيين والقوات الموالية لمنصور هادي توقع محلل مؤسسة جات هام هوست "حسن حسن" ان تزيد القوات العربية عديدها في مارب لتحقيق انتصار، كما قالت صحيفية "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية ان السعودية وحلفائها تخوض اكبر المعارك منذ 80 عاما ولاتمتلك خيارا غير الانتصار لكن بعد مضي شهر على هذه المعارك في مارب لم تحقق السعودية وحلفاؤها اي تقدم بل اجبروا على سحب قواتهم من هذه المنطقة.
كما تحدثت بعض وسائل الاعلام مثل موقع "سبأ نت" اليمني نقلا عن مصادر عسكرية يمنية ان 160 جنديا تابعا للتحالف السعودي قد قتلوا في معركة في منطقة صرواح في محافظة مارب وجرح 378 آخرون، وهناك منطقة اخرى شن السعوديون حربا نفسية حول المعارك التي تدور فيها وهي منطقة تعز التي تقع جنوب صنعاء فالسعوديون قالوا قبل اسبوع ان تعز ستتحرر خلال 48 ساعة لكن لم يحقق السعوديون شيئا في تعز رغم مرور اسبوع على هذا الاعلان، وتقول المصادر اليمنية ان هذه هي المرة الـ 11 التي تعلن السعودية خلال الاشهر الثلاثة الماضية بأن تعز ستتحرر خلال 48 ساعة.
عدم الاستقرار في عدن
يعتبر الاستيلاء على عدن الانجاز الوحيد للتحالف السعودي لكن هذه المدينة غير مستقرة ولاتوجد سيطرة سعودية كاملة عليها فيوم الاحد الماضي اعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن الهجوم على مقر تواجد اعضاء حكومة خالد بحاح رئيس وزراء منصور هادي في عدن وقتل في هذا الهجوم 12 جنديا سعوديا واماراتيا كما تم اغتيال العقيد جمال السقاف الموالي لمنصور هادي يوم الخميس في عدن.
ان السعودية عجزت عن ارساء الاستقرار في عدن رغم مرور 3 اشهر من انسحاب انصارالله من هذه المدينة حيث يرتفع يوما بعد يوم عدد الجنود السعوديين الذين يقتلون في عدن، واذا كانت السعودية عاجزة عن ارساء الامن في عدن بغياب أنصار الله فكيف تريد ارساء الاستقرار في صنعاء التي يوالي معظم سكانها انصارالله وحلفائهم؟
المباغتة في البحر
باغتت انصارالله وحلفاؤها قوات الغزو السعودية والاماراتية واستهدفت بارجة حربية اماراتية في البحر الاحمر وقد اعلنت وزارة الدفاع اليمنية ان البارجة تم تدميرها في باب المندب جنوب غرب تعز كما قال موقع "سبأ نت" ان البارجة غرقت وان السفن الحربية السعودية غادرت تلك المنطقة بسرعة، وقد اكدت المصادر ان البارجة استهدفت بصاروخ كروز بحري من طراز سي 802 وهو الصاروخ نفسه الذي استهدف به حزب الله سفينة حربية اسرائيلية قبالة شواطئ بيروت في حرب تموز.
تقدم القوات اليمنية داخل الاراضي السعودية
ان آل سعود باتوا يعانون ايضا اليوم من فقدان السيطرة على جنوب مملكتهم وقد تقدمت قوات انصارالله والجيش اليمني داخل الاراضي السعودية خلال الأشهر الماضية وتحديدا في مناطق جيزان ونجران وعسير وسيطرت على بعض المواقع العسكرية السعودية.
ان خيبة وفشل السعودية بعد مضي 7 اشهر من الحرب في اليمن دفعا حتى حلفاء الرياض الى توجيه انتقادات لاذعة لها كما طالبت بعض التيارات السياسية في امريكا بعدم بيع السلاح للسعودية لأنها لاتمتلك استراتيجية لحربها في اليمن، وقد عرقل بعض الاعضاء الديمقراطيين في الكونغرس الامريكي موافقة الكونغرس على بيع اسلحة وذخائر جديدة للرياض بسبب ارتفاع عدد المدنيين القتلى في اليمن.
الهزيمة الحتمية
تشير كل المعطيات المتوفرة ان السعودية قد مُنيت بهزيمة مدوية في اليمن وان اعلان تقبل الهزيمة من قبل المسؤولين السعوديين بشكل علني هو مسألة وقت فقط ولهذا قام بعض المحللين الامريكيين باطلاق تحذير من خطر انهيار نظام آل سعود.
وقد نقل المحلل الاستراتيجي الامريكي جان هانا عن نائب الرئيس الامريكي السابق ديك تشيني قوله "كلما استمرت هذه الحرب يزداد خطر النقمة الداخلية في السعودية، ان الكثير من السعوديين يحملون الامير محمد بن سلمان مسؤولية هذا الخطأ وهو المعروف داخليا بأنه عديم المسؤولية وأرعن لأنه استعجل واشعل الحرب دون وجود استراتيجية محددة للخروج منها"، كما قالت الكاتبة السعودية المعارضة والأستاذ الزائر في جامعة الاقتصاد والسياسة بلندن مضاوي الرشيد "أن السيناريو الأسوأ بالنسبة للسعودية ربما كان احتمال تحول الحرب إلى اشتباك عسكري لفترات طويلة وإدامة الحرب" واضافت "ان النصر مستحيل للحرب السعودية في اليمن".
وهكذا يبدو ان المستنقع الذي حذر الكثير من بلدان العالم السعودية من الوقوع فيه في اليمن بات موجودا فعلا وهو يبتلع شيئا فشيئا موارد السعودية الاقتصادية وقوتها العسكرية ومكانتها التي بنتها لنفسها عبر الاتكال على الامريكيين ومن الممكن القول بأن الايام القادمة ستكشف المزيد من جوانب الهزيمة الكبيرة للسعودية في اليمن.
