نتنياهو ، الذي يسعى لتحقيق نجاحات جديدة على الصعيد السياسي ، على شفا أزمة جديدة بعد الكشف عن اشتراط الإمارات الحصول على مقاتلات F-35 مقابل تطبيع العلاقات.
الوقت-منذ الإعلان عن تطبيع العلاقات الإماراتية مع الكيان الصهيوني ، تناقلت وسائل الإعلام أنباء تفيد عن بيع الولايات المتحدة مقاتلات F-35 لحكومة الإمارات. وكان الخبر الأكثر إثارة للجدل هو أن الإمارات وافقت على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بشرط أن تبيع الولايات المتحدة طائرات F-35 للحكومة الإماراتية. وعلى الرغم من أن هذه الأنباء ليست القصة الكاملة ، لكن خلاصة الموضوع هو أن أحد شروط الإمارات لتوقيع اتفاقية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني هو الاستحواذ على طائرات F-35.
المنافسة على شراء طائرات إف 35
على مدى السنوات الخمس الماضية ، كانت هناك منافسة جدية بين دول غرب آسيا على شراء طائرات F-35. ولا تزال الاتفاقية العسكرية الاستراتيجية الأمريكية مع الكيان الصهيوني بشأن تبادل أحدث الأسلحة المتطورة بين الجانبين وفق التوازن الإقليمي ، تجري منذ عام 2017.
ووافقت الولايات المتحدة على تسليم ما لا يقل عن 30 من هذه المقاتلات للصهاينة. لكن بعد أن بدأ الكيان الصهيوني حاليا بتفعيل هذه المقاتلات في سلاحه الجوي ، بدأت تركيا والإمارات والسعودية، منافسة شرسة للحصول على هذه المقاتلات.
على الرغم من أن تركيا كانت على مقربة من الحصول طائرة F-35 ، إلا أنها تعرضت للعقوبات من قبل الأمريكيين لشرائها نظام الصواريخ S400 من روسيا ، وأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تبيع هذه المقاتلات للأتراك بعد الآن.
كما كانت السعودية هي الأخرى تصبو عينها نحو شراء طائرات F-35 منذ بداية الحرب اليمنية. في عام 2017 ، أثناء زيارة دونالد ترامب للرياض ، تم إبرام صفقة أسلحة كبيرة بين السعودية والولايات المتحدة ، لكن الأمريكيين رفضوا تسليم الطائرات للسعوديين ، على الرغم من أن هذه الصفقة كان من شأنها أن تحل جزءًا كبيرًا من مشاكل أمريكا الاقتصادية، وسبب رفض التسليم يعود الى اعتراض اسرائيل على بيع الولايات المتحدة هذه الطائرات للمملكة السعودية.
أما الإمارات فكانت ثالث دولة تطالب بالحصول على مقاتلات F-35 ، لكن هذا الطلب لم يحظَ باهتمام كبير من قبل الأمريكيين. ولم يأخذ الأمريكيون مطالب الإمارات على محمل الجد من خلال اتباع أساليب سياسية معهم ، وخلال لقاءاتهم مع الإماراتيين، طرحوا معهم قضايا هامشية بعيدًا عن ملف شراء المقاتلات، وكان النظام الصهيوني بطبيعة الحال يمثل أهم عقبة أمام شراء الإمارات مقاتلات إف 35.
شرط الإمارات لتطبيع العلاقات
مع دخول الأمريكيين على خط تطبيع العلاقات بين الإمارات والنظام الصهيوني ، كان أحد الشروط الرئيسية لدولة الإمارات هو بيع طائرات F-35 إليها مقابل التطبيع. وانتشرت أنباء متناقضة منذ الإعلان عن تطبيع علاقات الإمارات مع الكيان الصهيوني. وكانت هناك تقارير عديدة تفيد بأنه على الرغم من خروج تطبيع العلاقات بين الدولتين الى العلن، لكن الأمريكيين رفضوا تسليم مقاتلات F-35 إلى الإماراتيين بضغط من الصهاينة.
الكشف عن كواليس التطبيع ومشاكل نتنياهو
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن استحواذ الإمارات على مقاتلات F-35 كان جزءًا من اتفاقية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، ووقع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اتفاقية تطبيع العلاقات، رغم علمه بالشرط الإماراتي.
عدم التشاور مع القادة العسكريين والأمنيين
وكتبت الصحيفة أن نتنياهو اضافة الى أنه كان على علم بهذه القضية ، فإنه رفض التشاور مع القادة العسكريين والأمنيين في الكيان الصهيوني حول هذا الشرط. في حين لو استمع نتنياهو لنصيحتهم ، لكان بإمكانهم تذكير نتنياهو بالاتفاق العسكري الاستراتيجي بين أمريكا واسرائيل بشأن حظر بيع الأسلحة الاستراتيجية والجديدة ، مع تقديم نصائح أمنية وعسكرية مفصلة لنتنياهو.
الاتفاق العسكري هذا، يلتزم بموجبه الجانبان بعدم تقديم وبيع أي أسلحة جديدة وتكنولوجية إلى أي طرف ثالث ، لأن عملية البيع هذه قد تؤدي في يوم من الأيام إلى حصول أعداء الجانبين على هذه الأسلحة وبالتالي قد يؤدي الى تفوق عسكري لأعدائهم والقضاء على التوازن الإقليمي. لكن نتنياهو متورط في أزمة جديدة قد تدفعه الى سقوطه من منصبه الحالي وذلك برفضه إبلاغ القادة العسكريين بشرط بيع مقاتلات F-35 للإمارات العربية المتحدة.
زيارة بيني غانتس إلى الولايات المتحدة
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية ، سيتوجه وزير الدفاع ورئيس الوزراء الحالي بيني غانتس إلى واشنطن العام المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين. وذكرت وسائل إعلام أن بيني غانتس يعتزم لقاء العديد من المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين ، بمن فيهم وزير الدفاع الأمريكي ، وأن محتوى هذه الاجتماعات سيكون حول بيع طائرات إف -35 للإمارات.
يبدو أن نتنياهو كان على استعداد لتقديم تنازلات مقابل تطبيع العلاقات مع دولة عربية، وقد تضعه هذه التنازلات في أزمة قد تؤدي إلى فقدان كيانه السياسي. ويبدو أن نتنياهو الآن نادم على فعلته، لذلك يعتزم إرسال وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة لتبرير عمله والتغطية على نفسه، حتى يتمكن من إنهاء الأزمة بطريقة أخرى.
يبدو أن هذا الموضوع سيظل موضوعا ساخنا لوسائل الإعلام الصهيونية والإماراتية منذ شهور. ولا سيما الأراضي المحتلة التي تشهد احتجاجات أسبوعية أمام منزل نتنياهو تطالبه بتقديم استقالته بسبب الفساد وأسلوب تعامله مع أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.
