الوقت- يشير موقع لوبلوغ الأمريكي إلى أن إيران وحلفاءها قد وصلوا إلى نقطة ردع فعالة بإطلاق ضربات متعددة على حلفاء أمريكا.
وبيّن الموقع في الأشهر القليلة الماضية، أصبحت الحقيقة واضحة لأي شخص أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو حلفاءه الإقليميين في الخليج الفارسي غير مستعدين للقيام بعمل عسكري ضد إيران، إنهم يدركون جيداً مخاطر الحرب الشاملة في المنطقة، لهذا السبب قامت أمريكا فقط بتقييد العقوبات الاقتصادية والهجمات الإلكترونية ضد القوات المسلحة الإيرانية.
وقال الموقع إنه وفي الأشهر المقبلة، من المرجّح أن يلجأ الجانبان إلى استراتيجية الردع الثنائية، حيث إن امتناع طهران والائتلاف المناهض لإيران بقيادة أمريكا عن الصراع العسكري قد يعيدان الاستقرار في الشرق الأوسط إلى حدّ ما، ففي 1 يونيو، أسقطت القوات الإيرانية طائرة تجسس أمريكية من طراز هوك بالقرب من مجالها الجوي، ولم ترد أمريكا والسعودية والإمارات على هذا الفعل الاستفزازي، ثم شنت إيران أو قواتها التابعة هجوماً متطوراً على منشآت النفط السعودية في 11 سبتمبر، وظلت الهجمات بلا إجابة.
وبيّن الموقع: أنه في أواخر أغسطس، هاجم الجيش الإسرائيلي اثنين من النشطاء المرتبطين بتنظيم حزب الله في سوريا، كما استهدفت إسرائيل أهدافاً مرتبطة بحزب الله في بيروت بطائرات من دون طيار، كما حذّر زعيم حزب الله علناً من أن تصرفات إسرائيل لن تمرّ دون إجابة، وقرر المسؤولون الإسرائيليون سحب قواتهم من الحدود مع لبنان، بالطبع، هاجمت قوات حزب الله في النهاية إحدى القواعد العسكرية داخل إسرائيل، وإن إسرائيل وحزب الله يتّبعان استراتيجية الردع الثنائي منذ حرب الأيام التسعة، ولكن بعد الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية، أصبح من الواضح للجميع أن الردع الثنائي لم يكن فقط على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بل بشكل عام حيث لا يتردد التحالف الأمريكي الإسرائيلي ومؤيدو حزب الله الرئيسيين في طهران في نشر النزاع في المنطقة، حسب الموقع.
وتابع الموقع: أجرى العالم النووي الإسرائيلي أوززي حواء مقابلات مع القدرات العسكرية الإيرانية بعد هجمات الشهر الماضي على السعودية، وقال "إيران لديها تكنولوجيا متقدمة وموثوق بها"، يمكن للقوات المسلحة الإيرانية نشر أعداد كبيرة من صواريخ كروز وصواريخها في وقت واحد في هجماتها، وعلى ما يبدو، لم يستطع نظام الدفاع السعودي اكتشاف الصواريخ الإيرانية، هذه الهجمات كانت ناجحة وفعالة، وقد أظهر الإيرانيون أو قواتهم بالوكالة أن بإمكانهم استهداف نقاط محددة على بعد بضع مئات من الكيلومترات من الدقة، يجب أن تقبل إسرائيل حقيقة أنها ستكون عرضة لمثل هذه الهجمات، بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة الإسرائيلية وقف الأنشطة النووية في مفاعل ديمونة، هذه المنشآت لن تكون محصنة ضد أي هجمات محتملة من قبل إيران أو حزب الله.
واختتم الموقع أنه وكما أشار العديد من المراقبين، فإن حزب الله لم يتمكّن من الحفاظ على الردع الثنائي مع إسرائيل إلا بمساعدة الصواريخ التقليدية منذ العام الخامس، كما تحاول إيران إرسال أنظمة توجيه دقيقة إلى لبنان في السنوات الأخيرة، وبمساعدة هذه التقنية يمكن لحزب الله أن يستهدف البنية التحتية الحيوية لإسرائيل، وقد أظهرت إيران وحلفاؤها في لبنان واليمن وسوريا في الأشهر الأخيرة أن لديهم قدرات عسكرية بارزة، ويعتقد توماس فريدمان من نيويورك تايمز أن هذا جعل الشرق الأوسط أكثر خطورة، وقال: لسنا بعيدين عن حرب واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة، لكنني لا أتفق مع هذا الاستنتاج، وإذا نظرنا إلى الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، وجدنا أن استراتيجية الردع الثنائي منعت حرباً نووية كارثية في العالم، إن الوضع الحالي في الشرق الأوسط في وضع مماثل، فلماذا يجب أن نتخيل أن المنطقة في وضع أكثر خطورة مما كانت عليه خلال الحرب الباردة؟.