الوقت– تزايدت في الأيام الأخيرة إصابات وجرحى الجنود الصهاينة في غزة مقارنة بالشهر الماضي، ويتزامن ذلك مع تصريحات مختلف الأطراف بشأن التقدم نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وكثفت كتائب عز الدين القسام عملياتها ضد القوات الصهيونية بالتوازي مع تصاعد جرائم قوات الاحتلال في حصار الغذاء والدواء لسكان شمال غزة وجولة اعتداءاتها الجديدة على المستشفيات ومخيمات اللاجئين.
من بين أمور أخرى، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، أنها قتلت خلال عملية وسط مخيم جباليا وسط قطاع غزة، 3 جنود احتلال بالأسلحة الباردة وأخذت أسلحتهم الشخصية.
وأضافت القسام: بعد ذلك هاجم المقاومون ملجأ لعدد من قوات المشاة التابعة لجيش الاحتلال في أحد المباني، وبعد ذلك قتلوا جنديين صهيونيين على مدخل المبنى واشتبكوا مع أفراد آخرين من هذه المجموعة من الحد الأدنى من المسافة.
وتعد هذه العملية الناجحة الثالثة لقوات القسام ضد الصهاينة خلال الأيام الثلاثة الماضية والتي أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف العدو.
وقبل ساعات من هذه العملية، نفذ مقاتلو المقاومة عملية أمنية معقدة أخرى من مرحلتين ضد جنود جيش الاحتلال في معسكر "جباليا" شمال قطاع غزة، أطلق خلالها أحد مقاتلي القسام النار على قناص صهيوني من مسافة قريبة وأصابه بجروح، ثم ارتدى نفس المجاهد زي جنود الاحتلال وفجر نفسه وسط ستة جنود صهاينة باستخدام حزام ناسف في معسكر جباليا.
وأعلنت كتائب القسام، الخميس، عن عملية لأحد مقاتليها في جباليا، تم خلالها استهداف ضابط وثلاثة جنود من جيش الاحتلال من مسافة قريبة، واستولى هذا المقاتل على أسلحتهم.
وذلك على الرغم من أن عمليات فصائل المقاومة لم تقتصر على المنطقة الشمالية، إذ قتل يوم الثلاثاء الماضي جنديان من جيش الاحتلال الصهيوني في عملية برفح جنوب قطاع غزة.
أعلن "دانيال هاغاري" المتحدث باسم جيش الكيان الصهيوني، الثلاثاء، أن ضابطا في الجيش الإسرائيلي يبلغ من العمر 35 عاما من بلدة موديعين في عيروت وقائد سرية في كتيبة الهندسة 7107 لشكر ناحال، تم قتله في كمين خلال مواجهات رفح.
ووقع مقتل وجرح جنود من جيش الكيان الإسرائيلي في رفح بينما كان جيش هذا الكيان قد ادعى أنه دمر لواء رفح.
ولذلك فإن تكرار سلسلة العمليات ضد الاحتلال في غزة، جعل رواية القادة الصهاينة عن تدمير قدرات حماس أكثر زيفاً وتشويهاً للمصداقية، كما كان الإعلان عن مفاوضات جديدة مع حماس بشأن تبادل الأسرى قد قوض هذه الرواية.
فخ المباني المتفجرة.. الرعب الجديد للمحتلين في غزة
إحدى النقاط المثيرة للاهتمام حول العمليات الأخيرة التي قام بها مقاتلو المقاومة في غزة هي استخدامهم للمباني غير المأهولة كأفخاخ وكمائن متفجرة.
وفي هذا الصدد، أعلنت القسام أنهم في العملية الأخيرة للمجاهدين الفلسطينيين قاموا بتفجير منزل مفخخ وسط جباليا شمال قطاع غزة بعد تواجد 11 شخصا من قوات الاحتلال، أسفرت هذه العملية عن مقتل وجرح قوات العدو.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني أن عدداً من جنود هذا الكيان أصيبوا بجروح جراء انهيار مبنى في مدينة رفح.
ونقلت إذاعة الكيان الإسرائيلي عن ضباط في الكيان الإسرائيلي قولهم إن هناك أكثر من 14 ألف مبنى تم تفخيخه في رفح وحدها لاستهداف جنودنا، وأن حماس تخطط لتفجير 30 إلى 40 منزلا في نفس الوقت.
وحسب آخر الإحصائيات التي أعلنتها منظمات الرصد الدولية، فإن التقييمات عبر الأقمار الصناعية تظهر أن 66% من المباني في قطاع غزة، منها 163,778 مبنى، تضررت، منها 52,564 مبنى مدمر بشكل كامل، و18,913 مبنى متضرر بشكل بالغ، و35 ألفاً و591 مبنى، قد تتضرر المباني ويتضرر 56 ألف 710 مبنى بشكل جزئي.
وقد خلق هذا الوضع وضعاً يقوم فيه الجيش الصهيوني، في ظل غياب المعلومات عن الأنفاق والملاجئ ومستودعات الأسلحة التابعة للمقاومة في غزة، بالبحث بشكل رئيسي عن مقاتلي المقاومة في الحي والمباني غير المأهولة، ما يعطي فرصة لقوات المقاومة، وتم الترتيب لقتل الجنود الصهاينة من خلال قصف المنازل.
المقاومة تعيد البناء وتستعيد قوتها في غزة
ويظهر تقييم عدد القتلى والجرحى من الجنود الصهاينة في غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أنه بعد شهر أكتوبر، الذي كان الشهر الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الإسرائيليين منذ اقتحام الأقصى، حيث سقط 88 قتيلا، الشهر الماضي يتحول إلى شهر آخر من حيث قتلى جيش الاحتلال.
ونقلت "العربي الجديد" عن حماس أن 60 جنديا وضابطا من جنود الاحتلال، بينهم قائد اللواء 401، قتلوا في غزة خلال الـ 77 يوما الماضية.
في حين تظهر نظرة على الإحصائيات أن أحد الأسباب الرئيسية وراء العدد القياسي للضحايا الصهاينة في أكتوبر الماضي كان الحرب على الجبهة اللبنانية، حيث قتل 41 جنديا و13 مستوطنا في معارك جنوب لبنان وعلى الحدود الشمالية.
ولذلك، إذا طرحنا خسائر الجنود الصهاينة على الجبهة اللبنانية من إحصائيات شهر تشرين الأول/أكتوبر، يتبين أن شهري كانون الأول/ديسمبر وتشرين الثاني/نوفمبر كانا أشهراً دامية بالنسبة لجيش الاحتلال في غزة.
وهي مسألة تظهر مرة أخرى صحة بطلان ادعاءات قيادات الصهاينة السخيفة بتدمير مقدرات المقاومة في غزة.
وفي الوقت نفسه، فإن تزايد عدد العمليات التي أدت إلى سقوط ضحايا، وبالتالي عدم تمكن الصهاينة من النجاح في العثور على مكان الأسرى، دليل على تنامي اتجاه المقاومة نحو استعادة قدراتها في كل مناطق غزة.