الوقت - يستمر كيان الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب لا انسانية في كل المجالات فبالإضافة الى استهداف الفلسطينيين في منازلهم وفي مخيمات نزوحهم والمدارس والمساجد يستهدف الاحتلال اليوم الأطفال من خلال حرمانهم من تطعيم شلل الأطفال لأربع دورات متتالية.
وقال ماجد أبو رمضان، وزير الصحة الفلسطيني: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد منع وصول التطعيمات والأمصال إلى قطاع غزة، بعد التأكد من وجود إصابات بمرض شلل الأطفال في مدينة دير البلح جنوب القطاع.
وطالب "أبو رمضان"، خلال مؤتمر صحفي المجتمع الدولي بتوفير الحماية اللازمة للطواقم الطبية في الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمنع طواقم الصحة من إجراء الفحوص اللازمة للتأكد من انتشار فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة.
وأضاف إن وزارة الصحة الفلسطينية مستعدة لمواجهة انتشار فيروس شلل الأطفال، وإنها تتعاون مع كل المنظمات لاحتوائه، قائلاً: "تأكيد أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في جنوب قطاع غزة يعني أن هناك مئات الحالات غير المكتشفة".
في حين أعلن حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان أنه بالإضافة إلى عدوان الكيان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، فإن هذا القطاع الآن متورط أيضًا في انتشار فيروس شلل الأطفال.
وأضاف مدير مستشفى كمال عدوان إن هناك نية واضحة من جانب الاحتلال الإسرائيلي لتهيئة الظروف لانتشار فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة.
بدورها أعلنت حركة "حماس" اليوم الجمعة، أنها تدعم طلب الأمم المتحدة لهدنة سبعة أيام لتطعيم أطفال غزة ضد الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال.
وقال القيادي في الحركة عزت الرشق في بيان: إن "حركة حماس تدعم الطلب الذي أعلنته الأمم المتحدة اليوم لهدنة لمدة 7 أيام، من أجل تطعيم آلاف الأطفال من الشلل الرباعي".
وطالب الرشق السماح بإدخال الدواء والغذاء والمساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني "محاصرين في قطاع غزة".
وكانت منظمات أممية وإنسانية قد دعت اليوم الجمعة، في بيانات منفصلة السماح بهدنة إنسانية لمدة أسبوع، لمرتين، من أجل تنفيذ حملتين لتطعيم أطفال غزة ضد الفيروس.
وطالب المنظمات الإنسانية والدولية بالتدخل للحد من انتشار فيروس شلل الأطفال.
وجاء في بيان لمنظمة الصحة العالمية على منصة "إكس"، أنه "من المتوقع أن يتم إطلاق جولتين من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، في نهاية أغسطس وفي سبتمبر، في جميع أنحاء غزة، لمنع انتشار هذه السلالة من الفيروس".
وأضافت المنظمة الأممية إنها تطلب من جميع الأطراف "تنفيذ فترات توقف إنسانية لمدة سبعة أيام خلال كل جولة من الحملة".
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في بيان على منصة "إكس"، أنها تنضم إلى الحملات الداعية لوقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة من أجل تنفيذ حملتي تطعيم ضد الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال.
وجاء في بيان وكالة "أونروا"، "ننضم إلى الدعوة إلى سبعة أيام من التوقف الإنساني [وقف إطلاق النار] في قطاع غزة، للسماح بجولتين من حملات التطعيم ضد شلل الأطفال".
وأكد مدير مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة إسماعيل ثوابتة أن "إسرائيل" تتعمد تأزيم الواقع الإنساني في قطاع غزة، حيث دمرت شبكات المياه والصرف الصحي في معظم مناطق القطاع، فيما جميع معابر القطاع مغلقة، وليس هناك دخول للمساعدات.
وفي سياق متصل طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طرفي الصراع في غزة بتقديم ضمانات ملموسة لإعلان فترات وقف إطلاق نار إنساني من أجل إجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال.
وقال غوتيريش في تصريح للصحفيين: "دعونا نكون واضحين.. إن اللقاح النهائي ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار فورا لأسباب إنسانية".
وتابع: "ولكن على أي حال، فإن هدنة من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه، فمن المستحيل إجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في ظل الحرب الدائرة في كل مكان".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تستعد لإطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة للأطفال دون سن العاشرة لكن التحديات خطيرة".
وأوضح أن هناك حاجة إلى تطعيم 95% على الأقل من الأطفال خلال كل من الجولتين من الحملة لمنع انتشار شلل الأطفال والحد من ظهوره في ظل الدمار الذي لحق بغزة.
وفي وقت سابق، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح جنوب قطاع غزة، لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر، لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
وقد اشتبه الأطباء بوجود أعراض مطابقة لمرض شلل الأطفال، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة في العاصمة الأردنية عمان، تم تأكيد الإصابة بسلالة فيروس شلل الأطفال المشتقة من اللقاح، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قبل أيام قليلة أعلنت عن إصابة مليون و737 ألفا و524 شخصا في غزة أبلغوا عن أمراض معدية وأعلنت إصابة 71 ألفا و338 شخصا بالتهاب الكبد الفيروسي.
كما أعلنت الوزارة أن 350 ألفا من سكان غزة يعانون من أمراض مزمنة تهدد حياتهم بسبب نقص الدواء، وتعتبر النساء الحوامل من أكبر ضحايا هذه الحرب، وحسب الإحصائيات المتوافرة فإن هناك 60 ألف حامل تتعرضن في غزة لخطر جسيم بسبب نقص الرعاية الصحية.
وحسب تقارير، حاولت "إسرائيل’ بشكل منهجي تدمير النظام الصحي في غزة وتعطيل 34 من أصل 36 مستشفى في غزة، كما تم تعطيل 80 مركزاً صحياً في غزة بشكل كامل، واستهداف 162 مؤسسة صحية جراء اعتداءات الجيش الصهيوني.
