الوقت- حاليا الكيان الصهيوني في ثغرة أمنية سوداء لا أمل له في الخروج منها حيث يخوض الكيان الصهيوني أزمة سياسية داخلية منذ حوالي خمس سنوات وصلت إلى ذروتها في الأشهر القليلة الماضية مع عودة ظهور نتنياهو. ومن أهم نتائج هذه الأزمة خلق فجوة وأزمة في الجزء الأهم والجسم الحيوي للنظام الصهيوني، أي هيكله العسكري - الأمني.
وفي الأشهر القليلة الماضية، عندما وصلت حالة التوتر في النظام الصهيوني إلى ذروتها، هددت القوات العسكرية التابعة للنظام الصهيوني بالاستقالة في رسائل جماعية وهددت قواتها الاحتياطية بالعصيان وعدم حضور الدورات التدريبية.
وفي الوقت نفسه، قام رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بإقالة وزير الحرب لانتقاده خطة الإصلاح القضائي، حيث أصبحت هذه القضية أكثر أهمية من ذي قبل. إن الهيكل العسكري والأمني للنظام الصهيوني هو مسألة حياة أو موت للصهاينة والضرر الذي يلحق بهيكله العسكري - الأمني يعني إنهاء عمل الكيان الصهيوني.
في الوقت نفسه، تتقدم التطورات في المنطقة على حساب الصهاينة. ولقد فشلت خطة الناتو العبري العربي ضد إيران، والدول العربية التي أقامت علاقات سياسية مع الكيان الصهيوني تعمل على تقليص مستوى علاقاتها مع هذا النظام، ومن ناحية أخرى، تتحسن علاقات الدول الغربية مع إيران، الأمر الذي يعتبر فشلاً ذريعاً للنظام الصهيوني.
إن محور المقاومة يزداد قوة يوما بعد يوم، وهجمات وتحركات وخطط الكيان الصهيوني لم تستطع منع القوة المتزايدة لمحور المقاومة في المنطقة.
وحول هذا السياق، قالت سيما شين، رئيسة مكتب إيران في معهد دراسات الأمن القومي التابع للنظام الصهيوني، في مؤتمر حول تقارب وتكامل الجبهات الأمنية على خلفية الأزمة الداخلية الإسرائيلية: "نحن في حالة مظلمة للغاية. الوقت بالنسبة للأمن القومي لإسرائيل سيء، وربما جاء بشكل خاطئ، يُفترض أن السبب الرئيسي لضعف إسرائيل الحالي هو الأحداث الداخلية ومحاولات تحدي إسرائيل. ولكن فيما يتعلق بإسرائيل، فنحن في نقطة التقاء تطورات أمنية سلبية للغاية ضد إسرائيل، ولا يمكن تجاهل هذه المسألة".
إلى ما سبق، تضاف أزمة العلاقة بين أمريكا والنظام الصهيوني الذي يعتبر أهم حليف خارجي وداعم للصهاينة لبقائه.
وفي الأشهر القليلة الماضية، وصلت العلاقة السياسية بين النظام الصهيوني والدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مستوى حرج. ومع عودة حكومة نتنياهو إلى السلطة، وصل التوتر والاحتكاك مع تنظيمات المقاومة الفلسطينية إلى ذروته، وفي أقل من خمسة أشهر يمكن القول إن أكثر من 100 صاروخ تم إطلاقها باتجاه الأراضي المحتلة.
وفي الأشهر الخمسة الأولى من حكم نتنياهو، وفي الوقت نفسه الذي تصاعدت فيه النزاعات الداخلية، ازدادت حدة التوتر والصراعات والاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين. كما رد الفلسطينيون بالمثل وقاموا بتنفيذ هجمات استشهادية غير المسبوقة، والتي تسببت في موجة من الذعر والاستياء في الأراضي المحتلة.
أهم ما في هذه الأشهر القليلة هو الرد الصاروخي لجماعات المقاومة الفلسطينية على الأعمال الهجومية التي يقوم بها النظام الصهيوني ضد الفلسطينيين واجتياح المسجد الأقصى، والتي اتخذت خلالها جماعات المقاومة، خطة منسقة، خلال شهر رمضان المبارك وأطلقوا الصواريخ على الأراضي المحتلة لتوجيه رسالة تحذير لهذا النظام حول عواقب أفعاله.
ولقد أدت الهجمات الصاروخية المحدودة والتحذيرية من غزة وجنوب لبنان وسوريا إلى تلقي الصهاينة رسالة واضحة من محور المقاومة. إنهم يدركون جيدًا أن الوضع قد تغير، وإذا أخطؤوا، فسيواجهون جحيمًا لهجوم صاروخي من جميع الاتجاهات. هذا ما دفع نتنياهو، بعد الهجمات الصاروخية في رمضان، إلى عدم التواجد الصهيوني في المسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان.
لكننا نقترب الآن من موعد إقامة مراسم عرض العلم الصهيوني في القدس المحتلة، وهو احتفال صهيوني تشعر منظمات المقاومة الفلسطينية بحساسية شديدة تجاه إقامته حول المسجد الأقصى. ويقام موكب يوم العلم كل عام بمناسبة احتلال القدس خلال حرب الأيام الستة عام 1967. ويدخل المتظاهرون الصهاينة البلدة القديمة في القدس عبر باب العمود ويتجهون باتجاه سور الندبة مرورا بأحياء المسلمين. وفي هذا الحفل، يزعجون الأحياء الإسلامية من خلال ترديد الأغاني والشعارات ذات المواضيع العنصرية مثل الموت للعرب، وإهانة المقدسات الإسلامية، وإلحاق الضرر بالمتاجر الفلسطينية، وما إلى ذلك، وإحداث صراعات مع الفلسطينيين وجماعات صهيونية متطرفة من بين مؤيدي إقامة مسيرة العلم في القدس المحتلة.
ومع الظروف الحالية في الأراضي المحتلة والوضع الأمني العسكري الخطير للنظام الصهيوني، يجب أن نرى ما إذا كانت السلطات الصهيونية ستخاطر بتنفيذ هذا الاحتفال العنصري أم لا، وإذا تجرأت على إقامة هذا الاحتفال في القدس المحتلة، ربما عليهم الاستعداد لجولة أخرى من الصراع مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وعلى صعيد متصل، كشفت بعض المصادر الاخبارية، أن الاحتلال الصهيوني شن عدواناً على قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء 9 ايار/مايو 2023، طال مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفر في بدايته عن ارتقاء 13 شهيداً بينهم 3 من قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، إضافة إلى إصابة العشرات.
ومن جهته، أعرب المتحدث باسم لجان المقاومة الفلسطينية بأن المقاومة وبتكتيك جديد أربكت حسابات الصهاينة وأكد المتحدث باسم لجان المقاومة الفلسطينية أبو مجاهد، يوم الأربعاء، أن المقاومة أربكت حسابات الاحتلال الصهيوني، واعتمدت تكتيكا جديدا في الرد على العدوان على غزة. وقال ابو مجاهد: إن عدوان الاحتلال متواصل حتى اللحظة، ومن السابق لأوانه الحديث عن وقف إطلاق النار قبل إعلان قيادة المقاومة ذلك. وأضاف: إن المقاومة اعتمدت تكتيكاً جديداً في الرد على عدوان الاحتلال على غزة، مشدداً على أن غرفة العمليات المشتركة "ستبقى سنداً ودرعاً لشعبنا وقضيتنا".
وتابع: إن المقاومة أربكت حسابات الاحتلال، وأفشلت محاولاته للاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي. وفي وقت سابق من يوم الاربعاء، كشفت مصادر خاصة للميادين، أن الصواريخ التي استهدفت تل أبيب وضواحيها هي ذات تقنيات جديدة مكّنتها من تجاوز القبة الحديدية، مؤكدةً أن المعركة لم تنتهِ بعد. وأطلقت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تسمية "ثأر الأحرار" على عملية ردها على العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وأشارت الغرفة في بيان لها بشأن عملية ردها على العدوان الصهيوني إلى أن عملية "ثأر الأحرار" تمثّلت في توجيه ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع العدو ومغتصباته وأهدافه.
ومع انطلاق عملية "ثأر الأحرار"، أطلق الإعلام الحربي لسرايا القدس - الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، شعار "شعاعنا .. ليس له حد". في غضون ذلك، جدّدت المقاومة الفلسطينية إطلاقها رشقات صاروخية من غزة في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية، في حين استهدف الاحتلال أرضاً زراعية في عزبة بيت حانون شمالي القطاع. وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن "صافرات الإنذار دوّت في تل أبيب وغوش دان"، وأيضاً أُطلقت صافرات الإنذار في بئر السبع التي دخلت، لأول مرة، إلى هذه الجولة. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 25 شهيداً من بينهم 5 أطفال و4 سيدات.
