الوقت- نشر مركز واشنطن للأبحاث دراسة استقصائية أجرتها شركة إقليمية من خلال مقابلة 1000 مواطن سعودي دون تسمية الشركة، وصفها المركز بأنها مؤسسة مستقلة وذات خبرة. وأظهر المسح، أن الغالبية العظمى من السعوديين لديهم رأي سلبي فيما تسمى اتفاقية "إبراهيم"، التي تم توقيعها قبل نحو عامين بين الإمارات والبحرين والمغرب مع النظام الصهيوني. وحسب صحيفة الخليج الجديد، فإن نتائج هذا الاستطلاع الذي نشرت نتائجه من قبل معهد واشنطن للدراسات، تشير إلى أن عددا قليلا جدا من السعوديين ليس لديهم نظرة سلبية للعلاقة مع نظام الاحتلال، بل إن هذا الاستطلاع يرى أيضا أن غالبية السعوديين يعتقدون أن عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السلطة أمر سلبي.
وفي تطور غير عادي، قال 90٪ من المواطنين السعوديين إن نتيجة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التي عقدت في 1 نوفمبر، والتي عاد فيها بنيامين نتنياهو إلى السلطة، سيكون لها آثار سلبية على المنطقة. وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية للمملكة العربية السعودية، اتضحت أن شعبية الصين بين السعوديين كبيرة جدا وأنها تتوافق مع شعبية الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الاستطلاع. ويعتقد غالبية السعوديين (57٪) أن العلاقات الجيدة مع الصين مهمة للمملكة العربية السعودية.
وأيضًا، في هذا الاستطلاع حول العلاقات الخارجية للمملكة العربية السعودية، احتلت روسيا المرتبة الثانية بنسبة 53٪. ويعتقد 41٪ فقط من السعوديين أن العلاقات الجيدة مع واشنطن مهمة. وغالبية السعوديين (61 في المئة)، في استطلاعات الرأي الأخيرة ، يتفقون بالقول: "لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة هذه الأيام، لذلك يجب أن نولي المزيد من الاهتمام لدول أخرى مثل الصين أو روسيا كشركاء".
وعلى المستوى المحلي، نصف السعوديين يريدون الحد من الفساد وزيادة الخدمات الشاملة. وصرح 54 بالمئة من السعوديين أن حكومة الرياض تبذل "القليل من الجهد" من أجل "خفض مستوى الفساد في اقتصادها والحياة العامة". كما أكد 56 بالمئة أنه بينما يقرأ المسؤولون السعوديون استطلاعات الرأي ويحللون محتوى وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، فإن حكومة الرياض لا تبذل "جهدًا يذكر للاستماع إلى آراء المواطنين العاديين".
ولقد تم نشر هذه النتائج بينما استضافت المملكة العربية السعودية مصرفيًا صهيونيًا في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (دافوس في الصحراء) في جدة وفريقا رياضيا صهيونيا في الرياض وقت إجراء هذا الاستطلاع. وتتخذ المملكة العربية السعودية مزيدًا من الخطوات نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل يومًا بعد يوم واتخذت خلال الفترة السابقة إجراءات تهدف إلى تهيئة البيئة السياسية والعامة لقبول تطبيع العلاقات مع إسرائيل في المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى في الخليج الفارسي. هذا على الرغم من أن وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" صرح مؤخرًا أن الرياض تتجه نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال إنها مسألة وقت فقط في هذه الحالة.
وفي أغسطس 2022، سمح السعوديون للطائرات الصهيونية بالمرور عبر المجال الجوي السعودي. وحاولت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تقديم نفسها على أنها زعيمة العالم الإسلامي، ولهذا السبب يعتقد المراقبون أن المملكة العربية السعودية حساسة للغاية لأي إعلان عن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بسبب الخوف من ردود الفعل والانتقادات، بما في ذلك داخل السعودية وفي شبه الجزيرة العربية.
وفي الآونة الأخيرة، فيما يتعلق بعملية تطبيع العلاقات بين النظام الصهيوني والسعودية، أكد نتنياهو أن الرياض بدأت منذ فترة طويلة عملية التطبيع التدريجي مع إسرائيل. ومنذ عام 2018، وحتى قبل توقيع اتفاقية "إبراهيم" بين إسرائيل والإمارات والبحرين في سبتمبر 2020، سمحت هذه الدولة باستخدام مجالها الجوي حتى يتمكن مئات الآلاف من الإسرائيليين من الطيران من المملكة العربية السعودية إلى الدول العربية في الخليج الفارسي وحتى السفر خارجها.
من الواضح أن المملكة العربية السعودية سعت إلى إقامة علاقات مع الصهاينة في السنوات الماضية، ودائماً ما نوقشت العلاقات مع إسرائيل في وسائل الإعلام الحكومية المدعومة من السلطات السعودية. وأدلة كثيرة تظهر العلاقات السرية لمحمد بن سلمان مع النظام الصهيوني، بينما تشجعه دول غربية كثيرة على إقامة علاقات دبلوماسية مع هذا النظام وتعتبره الخالق الحقيقي للسياسات السعودية.
ووفقا لنتائج استطلاع حديث أجرته مؤسسة واشنطن للدراسات الأمريكية، بخصوص مسألة تطبيع العلاقات بين النظام الصهيوني والإمارات والبحرين والسعودية، أعرب أكثر من ثلثي سكان هذه الدول عن معارضتهم لاتفاقات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وأشارت نتائج هذا الاستطلاع إلى أن 75٪ من الشعب السعودي يعارض تطبيع العلاقات مع نظام الاحتلال في القدس.
قالت وكالة بلومبيرغ الأميركية إن إسرائيل والسعودية لم تعودا في حالة "عداء" إلا أنهما "ليستا صديقتين بشكل تام"، مشيرة إلى الأسباب التي جعلت المملكة لا ترغب في تطبيع رسمي للعلاقات على غرار الدول الأخرى التي دخلت في "اتفاقيات إبراهيم". وتشير الوكالة إلى أن "الروابط السرية في السابق باتت ظاهرة للعيان بشكل متزايد، حيث تفسح المنافسات بحذر المجال لعلاقات اقتصادية وأمنية براغماتية".
ويسعى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى تسريع خططه لإصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط، بينما تحرص إسرائيل على البناء على الاختراقات الدبلوماسية لعام 2020 (اتفاقيات التطبيع) مع دول الخليج الأصغر. وتشير الوكالة إلى أحداث "لم يكن من الممكن تصورها منذ وقت ليس ببعيد"، مثل ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بنيامين نتانياهو، على قناة سعودية تديرها الدولة، وذهاب أميركي إسرائيلي يقول إنه "الحاخام الأكبر في السعودية" إلى المملكة بتأشيرة سياحية، وقيام عائلة سعودية بارزة بالاستثمار في شركتين إسرائيليتين. وتوضح بلومبيرغ إلى أن "الدافع الاقتصادي القوي" هو الذي يقود العلاقات بشكل أكثر وضوحا الآن، حيث يحاول الأمير محمد تقليل اعتماد السعودية على النفط وتطوير الصناعات المتقدمة.
49٪ من الصهاينة يعتبرون حكومة نتنياهو "حكومة سيئة"
وحسب آخر استطلاع نشرته القناة الـ12 التلفزيونية الإسرائيلية، فإن 49٪ من المشاركين في هذا الاستطلاع يعتقدون أن الحكومة الجديدة في النظام الإسرائيلي "سيئة" و 41٪ يعتقدون أن الحكومة "جيدة" و 10 في المئة قالوا ليس لديهم رأي.
