الوقت- يواجه العالم هذه الايام أزمةً عالميةً هزت كل الركائز الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهنا تذكر العديد من التقارير الاخبارية بأن فيروس "كورونا" الذي ظهر قبل حوالي ثلاثة أشهر في مدينة "ووهان" الصينية، انتشر خلال الفترة الماضية في العديد من بلدان العالم ولا سيما دول الشرق الاوسط ولفتت تلك التقارير إلى أن هذا الفيروس تسبب في وفاة الآلاف من الاشخاص حول العالم، الامر الذي أجبر العديد من بلدان العالم على أتباع الكثير من الإرشادات الصحية للقضاء على هذا الفيروس الخطير وبالفعل قامت العديد من البلدان بالكثير من التدابير الصحية، بل إنها أيضا فرضت حجراً صحياً على شعوبها والغريب في الامر أن فيروس "كورونا" والأزمات التي خلقها في عدد من الدول الاوروبية، كشف أن قضايا الأمن المشترك، والاقتصاد المشترك، والمصير المشترك، والاتحاد المالي، والاتحاد النقدي، التي كانت تتغنى بها دول الاتحاد الأوروبي، ما هي إلا شعارات زائفة لا تظهر إلا في أوقات السلم والاستقرار، وأن هذا العالم الذي يبدو حضاريًا ليس متحضرًا في أوقات الأزمات، بل يمكن أن يكون أكثر وحشية من جميع المجتمعات التي كانت تسمى شعوب غير متحضرة ولكن عدداً من البلدان الاسلامية أثبتت غير ذلك وبرهنت للعالم المتحضر بأن رجال المقاومة بذلوا خلال الفترة الماضية الغالي والنفيس لتقديم يد المساعدة للمواطنين في عدد من بلدان الشرق الاوسط ولهذا فإننا هنا سوف نسلط الضوء أكثر علي ما قام به رجال محور المقاومة في إيران والعراق ولبنان.
قوات "الباسيج" الإيرانية وفيروس "كورونا"
مع انتشار فيروس "كورونا" في منطقة الشرق الاوسط ولا سيما دول محور المقاومة، نرى بأن رجال محور المقاومة على عكس الاوروبيين، قاموا بالتوجه إلى الصفوف الاولى للتضحية بأنفسهم ولتقديم يد المساعدة ومواجه فيروس "كورونا". وفي هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن قوات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أعلنت قبل عدة أسابيع، عن استعداد كوادرها الطبية في الجامعات والمستشفيات للتعاون مع وزارة الصحة للحد من انتشار فيروس "كورونا" في البلاد وفي إطار المساعي للتصدي لانتشار هذا الفيروس، قامت قوات "الباسيج" خلال الايام الماضية بعمليات تعقيم قطارات الأنفاق في عدد من المدن الإيرانية. يذكر أن السلطات الإيرانية قررت أيضا إغلاق كل الجامعات والكليات في عدد من محافظات البلاد.
وفي سياق متصل، وقال "علي رضا رئيسي" نائب وزير الصحة، إنه بالتعاون مع قوات "الباسيج" الإيرانية، تم نشر 300 ألف كادر صحي في كل أنحاء البلاد، لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والذي تسبب حتى الآن في وفاة المئات من الاشخاص في إيران. الجدير بالذكر، أن دور قوات "الباسيج" في إيران لا يقتصر على الأعمال الحربية، بل ويقوم خلال الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل، بدور الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين وقوات "الباسيج" هي قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين ذكورًا وإناثًا، أُسّست بأمر من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله الخميني في نوفمبر تشرين الثاني عام 1979.
حزب الله اللبناني وفيروس "كورونا"
ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن المسؤولون في "حزب الله" اللبناني أعلنوا خلال الفترة الماضية عن خططهم المقترحة في محاولة السيطرة على تفشي فيروس "كورونا"، حيث صرح مسؤول منطقة بيروت في الحزب، "حسين فضل الله"، قائلًا: "افتتحنا حسابًا في القرض الحسن لاستقبال مساهمات التكافل الاجتماعي". كما أعلن عن جهوزية ثلاثة مراكز لاستقبال مرضى "كورونا"، وأكد بأن شعار "حزب الله" الدائم في مقاومة أزمة كورونا وحماية البلاد منه هو "الخدمة بأشفار العيون"، مشددًا على ضرورة العمل بمبدأ "مقاومة مجتمعية لوطن خال من وباء كورونا". وأكد "فضل الله"، بأن خطر "كورونا" يكمن في انتشار الوباء في لبنان بما يفوق قدرة النظام الصحي على التعاطي معه، لذلك سوف يكون الهدف الأساسي هو الحد من انتشار كورونا وصولًا إلى إنهاء التهديد بالكامل، وسيتم تأمين ما يقارب 1500 طبيب، 3000 ممرض ومسعف، 5000 كادر خدماتي صحي، 15000 كادر خدماتي ميداني، لهذا الخصوص. وتابع "فضل الله" إن إجراءات "حزب الله" تشمل مركز اتصالات وثلاثة مراكز حجر بها 170 سريرا وتتسع لما يصل إلى ألف مريض و64 لجنة اجتماعية لمتابعة احتياجات الأسر المتضررة من الآثار الاقتصادية المترتبة على تفشي.
وعلى صعيد متصل، كشفت بعض التقارير الاخبارية بأن "حزب الله" اللبناني حشد ما يزيد على 20 ألف عضو من منظمات صحية وأهلية لتعقيم مناطق كاملة وتثقيف الناس بشأن كيفية المحافظة على النظافة من أجل كبح تفشي فيروس كورونا المستجد وفي الأسابيع الأخيرة، حول حزب الله قدرا كبيرا من قوته تجاه مجابهة تفشي الفيروس وحشد "حزب الله" الفرق الطبية والمساعدين الطبيين والمتطوعين حول المناطق التي تتمتع فيها بالدعم للمساعدة في مكافحة المرض الجديد وعرض وضعها تحت تصرف الحكومة اللبنانية إذا تفاقم الوضع.
الحشد الشعبي وفيروس "كورونا"
أعلنت هيئة الحشد الشعبي العراقية، قبل عدة أيام، عن انطلاق حملة "وعي" للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد بالتزامن مع تنفيذ خطة حظر التجوال وقالت الهيئة في بيان، إنه على بركة الله تعالى نعلن انطلاق المرحلة الثانية من حملة "وعي" برعاية رئيس هيئة الحشد الشعبي الأستاذ "فالح الفياض" من اجل الوقاية من فيروس "كورونا" المستجد ودعم الإجراءات والتدابير الوطنية والدولية في مواجهة انتشاره بعد نجاح المرحلة الأولى من الحملة بتعفير وزارات ومؤسسات الدولة ومطار بغداد وعدد من الأماكن العامة والدينية من قبل طبابة الحشد الشعبي. وأوضح البيان، أن المرحلة الثانية جاءت بالتزامن مع قرار حظر التجوال الذي اقرته خلية الازمة لمنع تفشي الوباء، مبينا أن حملة "وعي" تتضمن شقين الأول وقائي والآخر توعوي ضمن الواجب الكفائي لمواجهة تهديد الفيروس.
وأضاف بيان الحشد الشعبي، أن المرحلة الثانية تتضمن اطلاق حملة اعلامية كبيرة لبث إرشادات تثقيفية صحية إعلامية بشأن الفيروس وسبل الوقاية منه والقيام بحملة كبيرة لتعفير الأماكن العامة والأحياء السكنية والأسواق و الجامعات والمعاهد ودور العبادة والأحياء السكنية من قبل المفارز الطبية المختصة في الحشد الشعبي. وتابع البيان، أن المرحلة الثانية ستشهد ايضا تنفيذ حملات توعية ميدانية عبر نشر مفارز مدربة ومختصة لتحقيق المزيد من الوعي الصحي والبيئي لدى المواطن بمشاركة ٥٠٠٠ متطوع في عموم المحافظات العراقية، بالإضافة الى زيادة التثقيف بالإجراءات الحكومية المتعلقة بمواجهة الفيروس وحث المواطن على المزيد من التعاون مع مؤسسات الدولة.
ومن جهته أكد معاون رئيس أركان الحشد الشعبي لشؤون العمليات "أبو علي البصري"، استنفار وتسخير الطاقة القصوى في حملات كوادر الحشد الشعبي لمكافحة فايروس "كورونا". وقال "البصري"، أثناء نزوله ضمن فرق مكافحة فيروس "كورونا"، إن "الحشد الشعبي جند إمكاناته وكوادره كافة في حملات مكافحة وباء كورونا". وأضاف، أن "العمل كبير في جميع المحافظات وأن الهدف الأسمى هو مساندة العراقيين"، مشدداً على أن "الحشد الشعبي سيستمر بتسخير امكاناته القصوى لحين القضاء على الفيروس في البلاد.
