الوقت- وسط اتساع قاعدة جبهة النصرة في سوريا، وازدياد قدرتها الاستقطابية، وسلوك الجولاني المريب بالنسبة لتنظيم دولة العراق، نصح العقيد حجي بكر البغدادي ان يوجه الجولاني للقيام بعمل عسكري ضد قيادات الجيش الحر اثناء أي اجتماع في تركيا يمكن من استهداف قيادات الجيش الحر، وكان هذا اختبارا للولاء، ومحاولة لزج النصرة في خلاف مع السلطات التركية التي تحتضنها وتمد لها يد العون.
وفعلا ارسل البغدادي خطاباً عاجلاً للجولاني يأمره بعمل تفجيرين الاول في تركيا والثاني في سوريا وكلاهما يستهدفان تجمعات قيادات الجيش الحر.
وتم تبرير ذلك بانه استهداف لصحوات المستقبل العميلة لامريكا وتصفيتهم قبل استفحالهم بالشام وقبل ان تقوى شعبيتهم.
وتم تحديد قيادات من الجيش الحر بالاسماء لاغتيالهم (وقد تحفظ المغرد عن نشر اسمائهم) وجاءت الاوامر لقيادات جبهة النصرة كبيرة وصاعقة.
تم اجتماع شورى جبهة النصرة وتم رفض الامر بالاجماع وتم ارسال رد مفصل للبغدادي ان الجبهة بشوراها رفضت ذلك.
(وترجع رفضها لانهم مسلمون ولان تركيا لا يمكن استهدافها لانها بلد بالغ الحساسية وداعم كبير للثورة وستتعطل مسيرة الجهاد بذلك) !!
ومع هذا الرفض، ازداد غضب العقيد الركن حجي بكر ومعه البغدادي واعتبروا الأمر خروجا صريحا عن الطاعة.
مرحلة مواجهة نفوذ النصرة وحسم الخلاف:
بعد الأخذ والرد وتهرب الجولاني من الاجابة الصريحة على طلب اعلان الانتماء لتنظيم الدولة في العراق، واعتماد البغدادي والعقيد بكر الاساليب والحيل والوسائل الكثيرة لتأمين انصياع الجولاني وسط عرض تفصيلي لمراحل مواجهة تصاعدية بين التنظيمين، أدت الى فشل المحاولات وبالتالي ولادة رسمية لبذرة الشقاق بين التنظيمين.
ومع استمرار ضبابية الوضع فرض انتقال البغدادي والعقيد بكر حجي شخصيا الى سوريا حيث كتب المغرد: دخل البغدادي والعقيد حجي بكر ومرافقوهم سوريا قبل حل جبهة النصرة بثلاثة اسابيع وتوجهوا فورا الى مقر الاقامة على الحدود التركية وأقاموا في غرف متنقلة حديدية بمكان غير بعيد من مخيم للاجئين السوريين.
وهناك بدأ البغدادي ينسق عملية شق النصرة تمهيدا لاعلان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" بشكله اليوم، وبالفعل هذا ما حصل بعد انشقاق اطراف من النصرة واستمرار الجولاني في رفضه الانضمام، عبر تفصيل كبير تناوله المغرد.
ظهور الدور السعودي الى العلن:
الأول: الضابط السعودي (السابق) بندر الشعلان
في هذه الاثناء بدأ يدور اسم الضابط السعودي (السابق) بندر الشعلان الذي له علاقات جيدة بدولة البغدادي منذ عهد البغدادي الأول، فبندر الشعلان لعب دورا مهما في مرحلتين الاولى: مرحلة دولة العراق ما قبل ابوبكر البغدادي والثانية: مرحلة ابوبكرالبغدادي.
كان بندر الشعلان من ضمن المؤثرين في دولة العراق ما قبل ابوبكرالبغدادي فكان ضمن التنظيم قائدا عسكريا في العراق، ثم رجع الى السعودية وتم تشكيل الدولة الجديدة بقيادة البغدادي ابوبكر وهو على اتصال جيد بها.
وكان بندر الشعلان على تواصل ودعم مستمر لدولة العراق قبل وبعد حل جبهة النصرة فقام بمهمة التعريف والربط بين مؤثرين في النصرة وبين البغدادي.
الثاني: السعودي أبوبكرعمر القحطاني
كانت اولى جهود الشعلان ان قام بتعريف البغدادي بأبوبكرعمر القحطاني على انه طالب علم سعودي سيوثر على "المجاهدين"، فكانت فرصة سانحة للسعودي ابوبكرعمرالقحطاني ان يتحول من سجين لدى الجولاني بسبب فكره ويخرج الى الواجهة مع البغدادي.
تم استدعاء القحطاني واللقاء بالبغدادي والعقيد حجي بكر وبايعهم فورا وابدى استعداده بالتأثير على اتباع النصرة وكسبهم خاصة السعوديين منهم.
لم يكن القحطاني معروفا من قبل لدى قيادة دولة العراق ورأوا انه واجهة سعودية جيدة للتأثير على المتبقين من جبهة النصرة. فبدأ القحطاني مرحلة جديدة من جندي وشرعي سجين في النصرة الى شرعي مقرب من ابوبكرالبغدادي!!
تعليق:
مع هذا الظهور البارز للدور السعودي وما جره هذا الظهور من احداث اسست لمرحلة جديدة في تاريخ داعش، وما تم ذكره في التسريبات من اهتمام كبير جدا من قبل الحركات التكفيرية بإظهار الرضى السعودي عن كل منهما، ما يعكس رابطة قوية بين قوة التنظيم التكفيري والرضا السعودي عليه، وهذا ما يطرح تساؤلات كبيرة عن أسباب حجم التأثير السعودي الكبير الواضح من سلوك التنظيمين الارهابيين، وعن أسباب قوة هذا التأثير؟؟ وعن مدى ثقل تأثير الفكر الوهابي على عقول امراء وافراد التنظيمات التكفيرية؟؟
كما أظهر الدور المباشر للاستخبارات السعودية بشخص ما سمي أنه ضابط سعودي سابق، ألحقت به صفة الاسبقية لتبرئة النظام السعودي منه حين الحاجة، لكن صفته كضابط حتى لو سابق لا تمنعه من اداء دور امني من دولته في تشكيل نواة الارهاب ورعاية المتغيرات المفصلية لنموه واستمراره، وكذلك فإن كل نشاط هذا الضابط اتضح انه مغطى من قبل دولته حيث سمح له بعد التغيب العودة الى الداخل السعودي من دون رقابة وتحقيق معه حتى، وتخفيه حين اقتضت الضرورات!!
انتهى التشكيل الامني والعسكري لداعش، واستبدال الدور السعودي بالدعوة الدينية عبر الدور الذي أداه المدعو أبي بكرعمر القحطاني الذي مهد طريقه ابن بلده الضابط بندر الشعلان.
وتدحرج التسريبات الى حد اعلان نشأة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش)، حيث اتسع الخلاف واحتدم وصولا الى مرحلة أنبأت بصراع مسلح مع من تبقى في صفوف النصرة، وسط سعي من قبل داعش بجذب من تبقى من قيادات تحت لواء النصرة واحتوائهم لاعادة ضمهم الى التنظيم وبالتالي سحب البساط من تحت اقدام الجولاني.
ولتأدية هذا الدور بدأ داعش يستحضر بقوة العامل الديني، مستعينا بالدعوة السعودية الدينية التي أصبحت طي الخدمة، عبر الداعي الاستقطابي الفار من النصرة السعودي أبوبكرعمر القحطاني الذي بات مقربا من البغدادي.
وسط هذا السرد من التسريبات الخطيرة، والذي يظهر السعودية الأم التي تلد الارهاب ولا ترعاه فقط، فانتشار السعوديين بشكل كبير جدا في ساحة عمل التنظيم الارهابي واضح وجلي، والأخطر من هذا كله التحرك الواسع والعلني داخل الاراضي السعودية وعلى الاراضي السورية والعراقية من قبل رجال سعوديين معروفين ورجال دين مشخصين يبثون السموم في العالم العربي تلبية لنداء تنظيمات تدعي الحكم بالاسلام لكنها في سلوكها تشير الى ان الفتوى في خدمة مصالحها وليست هي طوع الفتوى، وأنها تستند الى رجالات تضع فتاوى القتل والذبح وتدمير الدول تحت ابطها لتخرجها كيف تجد مصلحة في ذلك وتحلل القتل والكذب وتشرع السرقة والاغتصاب والأوساخ كيفما تجد مصلحة الامير وجهة لها.
وسط هذه الاستباحة التكفيرية للشارع السني على وجه الخصوص، والحملات الاعلامية التجييشية والتحريضية التي تستقطب الشباب السني لتصنع منه آلة موت وتكفير متحركة، ومع تصدر السعودية التي تدعي حماية الحرمين الشريفين وتستبيح طائفة مسلمة لتجند امكاناتها وشبابها وعقولها لتسيرها وفق فتاوى جاهلة وتجعل منها آلة فتك للطوائف الاخرى وتستبيح الدول والشعوب، من يوقف السعودية عند حدها؟ والى اين ستنقلب الاوساخ التي تنمو في احشاء البلد الارهابي الاول؟ وأين ما يسمى بالثورة السورية والشعب والحريات؟! فما هي الا ثورة ارهاب تكفيري حاقد سعودي على الشعب السوري والعراقي والعالم العربي بأسره...
وأي مشروع يحتم علينا ان نطرده من عالمنا العربي وليس من بلادنا فقط، فما تقدم ليس الا نقطة في بحر الجهل الذي عرض عبر تسريبات "ويكيليكس دولة البغدادي".
انه مسلسل الجهل الخطير الفتاك الذي يتنامى في عالمنا العربي ويتخذ من السعودية أما له، وسط اهمال متعمد يصل الى حد الاتهام بالدعم والادارة لشبكات الارهاب التي تنتمي الى تنظيم داعش والتي تتخذ من السعودية منطلقا علنيا لها. فأين الاستخبارات السعودية الكاذبة، والمتورطة في لعبة الارهاب التي تسفك الدم العربي وتصنع من الطائفة السنية وحشا قاتلا دمويا عطشا لدماء من يعيشون على هذه الارض؟!
كل هذا نتاج الفكر الاستخباراتي الوهابي الذي يجب اجتثاثه من بطون ام الارهاب التي تحمل به ويتكاثر في احشائها، فهي التي توفر سلاحا ذا ابعاد شتى يستفاد منه لتغطية الاوساخ والتجنيد والتحليل والتكفير والقتل والسبي والاغتصاب وبيع النساء وقطع الرؤوس والقاء الاحكام على المعارضين والمخالفين.. انه سلاح الفتوى الفتاك..
سلاح اتخذ منه الفكر الوهابي سبيلا لتأسيس دين على حجم الحكام ومصالحهم.
وبات داعش بسلاح الفتوى لتثبيت دين الحكومة لا لتثبيت حكومة الدين، فدين الرحمة لا يبنى بالسلاح وقطع الرؤوس ؟؟!!
مزيد من التسريبات التي تفضح زيف واوساخ الطفل الذي تتخذه السعودية ولدا لها، تابعوها على الرابط التالي:
https://zamanalwsl.net/news/45122.html#sthash.xE39jOJs.dpuf
