الوقت- خيبة الأمل والنزاعات الداخلية وكفاح نتنياهو للبقاء في السلطة في ظل الفشل في تحديد الفائزين الحقيقيين في الحرب على مختلف الجبهات، كانت العناوين الرئيسية للصحف الرئيسية للكيان الصهيوني اليوم.
ورغم أنه كان من المتوقع أن تكون الانتخابات الأمريكية هي العناوين الرئيسية للصحف المطبوعة في الكيان الصهيوني، إلا أن جميع الصحف الأربع الرئيسية للكيان الصهيوني اختارت إجراء نتنياهو بإقالة وزير الحرب كعنوان رئيسي لها، وتم نقل قضية الانتخابات الأمريكية إلى أسفل الصفحات الأولى.
وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت في عنوانها الرئيسي أن نتنياهو يطيح بغالانت، ونشرتها بعنوان شاب غالانت رقم 2 لتذكير نتنياهو بإجراء مماثل مطلع عام 2023، عندما اضطر إلى التراجع عن منصبه تحت الضغط، من احتجاجات الشوارع، وكانت افتتاحية هذه الصحيفة العبرية تحمل أيضًا عنوان الديمقراطية.
وكتب ناحوم برنيا في افتتاحيته: "صباح الخير أيها الناس (المستوطنون) في إسرائيل، يبدو أن اليوم هو يوم عادي، الأطفال يذهبون إلى المدرسة، هناك الكثير من حركة المرور و...، ربما لا تشعرون بذلك، ولكن في الوضع الذي تعيش فيه تقول إن شيئا غير مسبوق قد حدث، عندما يكون رئيس الوزراء أهم من الحكومة التي يرأسها، نحن نعيش في ظل نظام دكتاتوري"، وفي جزء آخر من هذا المقال يذكر أن نتنياهو أقال غالانت في المرة الأولى لأنه عبر عن آرائه بشأن الانقلاب على النظام القضائي، لأنه كان على حق، وهذه المرة أقيل لأنه رفض إضفاء الشرعية على هجرة اليهود المتطرفين من الجيش لأن عمله قد يشكل خطرا على نتنياهو.
واليوم، أصبح استمرار نتنياهو في البقاء مؤشراً على كل شيء، حتى أكثر أهمية من العمل العسكري في ذروة الحرب وعشية الرد الإيراني، حيث إن نتنياهو يعتبر نفسه أكثر أهمية من أمن الجنود على الجبهة، وحتى أكثر أهمية من الحكومة نفسها، فعندما يكون رئيس الوزراء أكثر أهمية من النظام الحكومي بأكمله، فلن يكون هناك سوى حكومة دكتاتورية.
وهذا ما شهدناه في التاريخ في رومانيا والمجر، ومن رموز هذا السلوك اختيار يسرائيل كاتس وزيرا للحرب، وكاتس سياسي ماهر وذو خبرة، وهو شخص يحب السباحة في أعمق مستنقع الليكود، لكن إدارة الحرب ليست من ضمن تجاربه وربما يستطيع الجيش أن يواصل عمله من دون حرب، لكن ماذا سيحدث للعلاقة المعقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية.
وإذا قرر كاتس استخدام نفس الدبلوماسية العدوانية التي رأيناها منه مع جميع الدول خلال فترة عمله في وزارة الخارجية، إلى وزارة الحرب، فسنكون في ورطة حقيقية، وبالإضافة إلى الافتتاحية، نشرت وسائل الإعلام هذه أيضا عمودا يتعلق بعدد من الشخصيات السياسية الإسرائيلية بشأن قرار نتنياهو، وبجانب اسم كل منهم، عبارات مثل "لقد أذلنا، هذا جنون، إنه خطير، ونحن كذلك، يتجه نحو الهاوية"، ونشروا اقتباسات منهم.
وهذا يؤكد أيضًا أن هذا الإجراء يأتي في منتصف الحرب وفي وضع ننتظر فيه جميعًا رد إيران، بعد ساعات من نشر الفضيحة الأمنية الثانية في مكتب رئيس الوزراء إعلاميًا، يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي ظل الوضع الذي أصبح فيه اليهود المتطرفون يطلقون التهديدات والوعود بسبب فشل مشروع القانون.
ووفقا لوسائل الإعلام هذه، فإن "إسرائيل" سوف تتجه نحو "الفوضى"، وكتبت صحيفة إسرائيل هيوم في عنوانها الرئيسي إقالة (لمصلحة) الفارين من الجيش "يسرائيل كاتس يصبح وزيرا للحرب، وجدعون ساعر يصبح وزيرا للخارجية".
وتناولت هذه المسألة ببعض الملاحظات، وكتب يوآف ليمور في مذكرته: كل أم لديها طفل في الجيش ستعرف أنها تركت ابنها بين يدي مريض، وفي مقال له، يعتقد أمير أتجنر أيضًا أن جالانت فشل كضابط أمن في حماية التحالف.
وفي مذكرته، أشار شيريت إيفينان كوهين وشدد على توقيت هذا الإجراء، حيث اختار نتنياهو وقتًا لا تستطيع فيه الولايات المتحدة الرد بجدية، كما أشار يهودا شيلينجر إلى مسألة اختيار نتنياهو بين غالانت وقانون التجنيد، وحذر من أن نتنياهو أخطأ في الاعتماد على اليمينيين المتطرفين.
وخصصت صحيفة هآرتس عنوانها الأول لهذه الحادثة، وكتبت: نتنياهو أقال وزير الحرب في ذروة الحرب، وقد نشرت ملاحظات بهذا الخصوص في وسائل الإعلام تحت عنوان الضربة المباشرة (لأنصار الحريديم العسكريين)، والخطر الحقيقي والرهان السخيف، وفي خبر آخر أعلنت وسائل الإعلام أن وحدة لاهاف 443 تجري تحقيقها بشأن الانتهاكات في مكتب رئيس الوزراء بداية الحرب.. ونقلا عن المتهم الرئيسي الذي لم يذكر اسمه قال أيضا إن "هذا يعد خرقا للقانون وابتزاز ضدي".
كما كتبت صحيفة معاريف، وهي صحيفة شعبية أخرى تصدر باللغة العبرية، في هذا الصدد: "نتنياهو أعلن عن إقالة غالانت".
ليلة غالانت الثانية
ورغم أن التهديد بالرد الإيراني يلوح في الأفق، فإن الحرب في لبنان بلغت ذروتها، حيث طرد نتنياهو غالانت حتى قبل أن يحقق نصراً حاسماً.
افتتاحية هذه الصحيفة اليوم تعود لابن كاسبيت، والتي قال فيها: تم التأكيد على أن نتنياهو غير مؤهل ليكون رئيسا للوزراء، وذكر في المقدمة: "على ما يبدو، أن يوآف غالانت ليس الشخص الوحيد الذي ستتم إقالته، بل رئيس أركان الجيش ورئيس الشاباك أيضا في الصف".
ويسعى نتنياهو إلى خلق جهاز أمني إسرائيلي انطلاقاً من رؤيته، شبيهاً بأعضاء مكتبه، الذين يعتبرون جميعاً أقزاماً وجزءاً من حديقته الشخصية، ويضيف الكاتب: "هذا ليس رأيي فقط، بل رأي معظم ذوي الخبرة الذين يعملون معه، وسمعت بأذني من مطلعين أن من المحتمل أن كثيرين آخرين من الشاباك والجيش سيواجهون نفس المصير، لذلك سوف يحل محلهم من لا يملك الإمكانية والكفاءة للوصول إلى هذه المناصب في الظروف العادية".
وفي خبر آخر ظهر على الصفحة الأولى لماريو، يمكننا أن نقرأ العنوان الرئيسي، حيث أمر نتنياهو بسحب اقتراح حقوق السكن المثير للجدل (دعم اليهود الحريديم) من الكنيست لأنه لم يحصل على أغلبية حتى داخل الائتلاف.
كما أن خبر الكشف عن القضية الثانية في مكتب رئيس الوزراء كان أيضا على الصفحة الأولى لهذه الصحيفة، وكتبت معاريف في هذا الصدد: "بالتوازي مع تقدم قضية تسرب المعلومات، يتم التحقيق مع المجرم الذي عمل ضد مكتب رئيس الوزراء".