الوقت- انطلقت يوم الجمعة، فعاليات أعمال القمة الرابعة والأربعين لقادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في مقاطعة "كيبك" الكندية، وسط أجواء يسودها الكثير من التوتر على خلفية فرض أمريكا رسوم جمركية عالية على صادرات الدول الأوروبية من الألمنيوم والصلب إلى أمريكا وفي تلك الأثناء تأهّب قادة المجموعة الصناعية الكبرى لمواجهة ما قد يكون عاصفة مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" المستفزّ، إذ من المتوقع أن يمارسوا ضغوطات عليه لإلغاء قرار الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم التي يخشون أن تقود إلى حرب تجارية ولقد ساد هذه القمة الكثير من الجلبة وبعض الانفعالات بين قادة أمريكا والحلفاء الأوروبيين فيما يتعلق بالعلاقات التجارية وملفات أخرى.
ووفقاً لبعض وسائل الإعلام الأمريكية فلقد كتب الرئيس الأمريكي "ترامب" قبل أن يتوجه للمشاركة في أعمال هذه القمة، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلاً: "أستعد للتوجّه إلى قمة مجموعة السبع في كندا للمحاربة من أجل بلادنا بشأن التجارة وذلك لأنّ لدينا أسوأ اتفاقيات تجارية على الإطلاق" وكتب في تغريدة أخرى:" أتطلع إلى تقويم الاتفاقيات التجارية غير العادلة مع دول مجموعة السبع وإذا لم يحدث هذا، فسنخرج في وضع أفضل لنا"، رافعاً شعار "أمريكا أولاً" ومهدداً بنسف جميع الاتفاقيات التجارية الثنائية بين بلاده والحلفاء الأوروبيين.
لقد ظهرت الخلافات بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وقادة مجموعة الدول الصناعية السبع جلية في قمتهم المنعقدة الآن في كندا ونظراً لكل هذه التصريحات التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الرئيس "ترامب" شخص همجي وعدواني، أعرب القادة الآخرون بأنهم سيقابلون موقفه هذا باستقبال عدائي وهذا الشيء دفع ببعض المراقبين لاقتراح تغيير اسم القمة إلى "قمة 6+1"، وفي سياق متصل نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كندي قوله: "ستكون هناك بعض الخلافات الكبيرة بشأن كثير من المسائل"، ومن جهته حذّر الرئيس الفرنسي، "إيمانويل ماركون"، قائلاً: "إن الأعضاء الستة الآخرين بمجموعة السبع قد يشكلون مجموعتهم الخاصة إذا اقتضى الأمر"، مضيفاً: "لا زعيم يبقى إلى الأبد"، وفي لهجة أكثر اعتدالاً قالت رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" للصحفيين إنها تريد أن يلتزم الاتحاد الأوروبي بضبط النفس في ردة فعله على فرض الإدارة الأمريكية للكثير من الرسوم الجمركية ولفتت إلى أن الرّد سيكون متناسباً وقانونياً.
ورغم ادعاءات الرئيس الأمريكي "ترامب" بأن الرسوم الجمركية ضرورية لحماية الصناعة الأمريكية، إلا أن كندا والاتحاد الأوروبي يستنكرون هذه الرسوم الجمركية بوصفها غير قانونية ويعكفون على التفكير في تنفيذ إجراءات مضادة وهنا يرى "جيمس روبنز"، المراسل الدبلوماسي لقناة الـ "بي بي سي"، بأن الخلافات بين الرئيس "ترامب" وحلفاء أمريكا شهدت مرحلة جديدة من التدهور بسبب هذه الرسوم الجمركية التي أثارت موجة غضب، حتى مع حلفاء أمريكا الذين أصبحوا عرضة لتكبّد الكثير من الخسائر كغيرهم.
ولهذا فلقد صرّحت " كريستيا فريلاند" وزيرة الخارجية الكندية، قائلة: "كندا لن تغير رأيها عندما يتعلق الأمر بتطبيق غير قانوني وقطعاً غير مبرر للتعريفات، والرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم" وفي سياق متصل وصف رئيس الوزراء الكندي خلال مؤتمر صحفي تذرّع الرئيس "ترامب" بهواجس الأمن القومي لفرض رسوم على الصلب والألمنيوم بأنه "مهين" وأضاف رئيس الوزراء الكندي، قائلاً: "أبلغوا "ترامب" أسفي بمنتهى الوضوح على مضي كندا قدماً في فرض إجراءات انتقامية اعتباراً من 1 يوليو المقبل، بتطبيق رسوم تعادل تلك التي فرضها علينا الأمريكيون ظلماً".
وردّاً على هذه التصريحات فلقد وصف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، رئيس الوزراء الكندي، بأنه شخص "غير نزيه وضعيف" وقال الرئيس "ترامب" في تغريده كتبها على تويتر: "بناء على تصريحات رئيس وزراء كندا المغلوطة في مؤتمره الصحفي ونظراً إلى أن كندا تفرض رسوماً جمركية هائلة على مزارعينا وعاملينا وشركاتنا، فقد طلبت من ممثلينا الأمريكيين سحب التأييد لبيان مجموعة السبع".
يذكر أن موسكو انضمت لمجموعة السبع في 2002، بعضوية كاملة ليتغير اسمها إلى مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى وفي عام 2014، استبعدت روسيا إثر تصاعد خلافاتها مع بقية الدول الأعضاء، على خلفية ضمّ شبه جزيرة القرم الأوكرانية وعاد اسم المجموعة إلى مجموعة السبع وفي سياق متصل أعرب وزير الخارجية الروسي بأن بلاده لم تطلب الانضمام إلى مجموعة الثماني وأكد بأن بلاده تعمل بشكل رائع في منظمة شنغهاي ومجموعة بريكس وتحديداً في مجموعة العشرين.