الوقت - انطلقت في مدينة ميونخ الألمانية اليوم الأحد 7 يونيو/حزيران قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في العالم أو ما يعرف بـ( G7) وسط غياب روسي هو الأول منذ منذ ستة عشر عاماً بسبب الأحداث في أوكرانيا.
وأعرب المشاركون في الاجتماعات التي انطلقت على مستوى الزعماء عن عدم رغبتهم في الاجتماع مع روسيا حتى تغير سياستها إزاء القرم. وافتتح زعماء كل من ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا في قلعة الماو في بفاريا الألمانية قمة G7، حيث أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن جميع المشاركين يريدون حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على طاولة المباحثات في في إطار المجموعة،مضيفاً:"فضل الجميع لو كانت روسيا وراء طاولة G7 أي G8، إلا أن مجموعتنا ليست ناديا للمصالح السياسية أو الاقتصادية، بل هي بالدرجة الأولى مجموعة قيم، لذلك روسيا الآن ليست معنا".
"اتفاق" امريكي الماني على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا
وفي غضون ذلك توصل الرئيس باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى اتفاق يقتضي أن تكون "مدة العقوبات على روسيا مرتبطة بتنفيذ روسيا الكامل لشروط اتفاقية مينسك بشأن أوكرانيا".
من جانبه حض اوباما المجتمعين في القمة الى وحدة الصف بوجه روسيا في الملف الاوكراني داعياً الى مواجهة "العدوان الروسي في اوكرانيا" مشيرا مرارا الى وحدة وجهات النظر حول نقاط كثيرة بين اوروبا وواشنطن فيما يتعلق بهذا الملف.
وعلى النقيض من ذلك أكد فرانك أكد وزير الخارجية الالماني فالتر-شتاينماير على ضرورة العودة إلى صيغة "الثماني الكبار" في أقرب وقت لبحث أهم القضايا الدولية، مؤكدة أن الدول السبع تحتاج إلى روسيا حاجة ماسة.مضيفاً إنه ليس من مصلحة الدول السبع أن تعقد القمم بصيغة "G7" إلى أبد الآبدين.وقال: "نحن بحاجة إلى مساعدة روسيا في جهود تسوية النزاعات المجمدة في أوروبا وسوريا والعراق وليبيا وفي المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
ويفرض الاتحاد الاوروبي بالتنسيق مع واشنطن جملة من العقوبات ذات الصبغة الاقتصادية ضد روسيا بين الفينة والأخرى، بفعل الأزمة الأوكرانية، وشكلت هذه العقوبات في مجملها ضربة “مؤقتة” للاقتصاد الروسي، وانكماشه لفترة محدودة، لكن سرعان ما قابلته روسيا بعقد اتفاقات تلو الأخرى مع الصين، والتي تعد المنافس الأقوى لأمريكا ودولٍ في الاتحاد الأوروبي، مما شكل صفعة كبيرة لهم.وتشمل قائمة العقوبات المراد تمديها تجميد الأصول وحظر السفر على المسؤولين ورجال الأعمال والهيئات الروسية، إلى جانب من ينظر إليهم على أنهم “يدعمون ماديا أو ماليا الأعمال التي تهدد سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها واستقلالها، والموارد الاقتصادية مثل العقارات لرجال أعمال مقربين من الرئيس الروسي فلا ديمير بوتين، وإمكانية فرض حظر أسلحة على روسيا.
يذكر أن مجموعة الدول الصناعية الكبرى أو مايعرف بـ "G7" كانت قد توسعت إلى "8" بانضمام روسيا عام 1998 إلا أن المباحثات في هذا الإطار بدأت عمليا قبل ذلك، إذ شارك رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف عام 1991 على هامش قمة لندن، و في العام الماضي اتخذ مشاركو النادي الصناعي على خلفية الأحداث في القرم قرارا بعدم المشاركة في قمة مجموعة الثماني في سوتشي حيث كانت روسيا تترأس المجموعة لعام 2014 واجتمعوا في بروكسل.
هذا وتتألف المجموعة حاليا من ألمانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا. ويجري توجيه الدعوة عادة كذلك الى ممثلين عن دول أخرى ومنظمات دولية. ومن المتوقع هذا العام حضور رؤساء ليبيريا إيلين جونسون-سيرليف، والسنغال ماكي سال، وتونس باجي قائد السبسي، ونيجيريا محمد بخاري، ورئيسي وزراء إثيوبيا خايليماريام ديسالين، والعراق حيدر العبادي بالإضافة الى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس صندوق النقد الدولي كريستين لغارد ورئيس لجنة الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما، ومدير المصرف العالمي جيم كيم ورئيس منظمة التجارة العالمية روبيرتو أزيفيدو، ومدير منظمة العمل الدولية غاي رايدر، وغيرهم.
يشار الى أن مدينة ميونخ الألمانية شهدت أمس السبت ، تظاهرات شارك فيها آلاف المعارضين لقمة مجموعة الدول الصناعية الـ7 الكبرى. كما توافد المعارضون بأعداد هائلة إلى وسط عاصمة ولاية بافاريا الواقعة جنوب ألمانيا.