الوقت- يبدو أن زيارة وفد المقاومة الفلسطينية إلى دمشق وعلى رأسهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، قد أزعجت الولايات المتحدة الأميركية وأربكت حساباتها في المنطقة، حيث تعتبر واشنطن من أكبر وأبرز الرابحين عندما يتم الشقاق والخلاف بين فصائل محور المقاومة ولذلك عندما يكون هناك تقارب بينها وتعود المياه إلى مجاريها بين الدولة السورية وحماس وتتم المصالحة تصبح أميركا في حالة من الهيجان السياسي والاضطراب لأنها تعلم خطر هذا الأمر على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وزارة الخارجية الأميركية ادعت أن مصالحة حركة حماس الفلسطينية والرئيس السوري بشار الأسد تظهر عزلة دمشق. وحذرت من تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وزعمت الخارجية الأميركية أن هذه المصالحة تضر بمصالح الشعب الفلسطيني وتقوض الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها.
حركة حماس رفضت التصريحات الأميركية، وأكدت برفقة حركة الجهاد الإسلامي على أن الأولوية في هذه المرحلة من التحرر الوطني تقتضي العمل على توحيد قوى المقاومة، وتصعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على الاندحار عن كامل التراب الفلسطيني. وشددتا على أن القدس ستبقى مركزًا للصراع، وعنوانًا لوحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان، وأنه لن يفلح العدو في تهويدها أو تقسيم مسجدها الأقصى المبارك. وأكدوا أيضًا على أن معركة القدس ما زالت مستمرة، ولن تتوقف حتى تطهيرها من دنس الاحتلال.
الإدارة الاميركية تجاهلت الجرائم الصهيونية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وجرائم كيان الاحتلال الاسرائيلي في الاستيطان والاعتقال وقتل الفلسطينيين بدم بارد، وتجاهلت أيضًا الحصار الذي تفرضه تل أبيب على سكان قطاع غزّة والذي أدى إلى أزمة بيئية ومعيشية مستمرة منذ أكثر من ستة عشر عامًا، إضافة إلى الحروب التي يقوم بها كيان الاحتلال ضد قطاع غزّة والذي فاقم من الأزمة فيه وخصوصًا في ظل استهداف البيئة الطبية والمعيشية، وكل هذا لا يضر بمصلحة الشعب الفلسطيني من وجهة نظر واشنطن، لكن ما يضر بمصلحته هو إعادة العلاقات بين حركة حماس والدولة السورية حسب الأيدلوجية الأميركية. ربما تقصد واشنطن إن هذه المصالحة ستضر بمصلحة حليفتها تل أبيب التي لن تنعم بالهدوء طالما أن هذه المصالحة تمت وإعادة المياه إلى مجاريها وإعادة القوة والوحدة إلى صفوف قوى المقاومة، هذا المحور الذي جعل الصهاينة يدخلون إلى الملاجئ ويذوقون طعم الهزيمة والقتل والخوف.
حركة حماس أعلنت أنها مهتمة بأن يكون لها علاقات قوية مع الدول المحيطة بفلسطين، لحشد المواقف السياسية الداعمة للمقاومة ومشروع التحرر. وأضافت إن زيارة وفد قيادي رفيع من حركة حماس ضمن وفد فصائلي لسوريا ولقاءه الرئيس بشار الأسد يأتي في إطار تطوير العلاقة مع دمشق. وأشارت إلى أنه تم الاتفاق على طيّ صفحة الماضي وتطوير العلاقة بين حماس وسوريا بما يخدم الشعب الفلسطيني ومشروعه بالتحرير من كيان الاحتلال الإسرائيلي. مبينة أنه قبل اللقاء كانت وسلطات ومراسلات بين الحركة وسوريا وبدعم من الحلفاء في المنطقة.
المصالحة بين مختلف الفصائل والقوى في محور المقاومة يخدم بصورة مباشرة القضية الفلسطينية لأنه سينعكس إيجابيًا عليها ويجعلها تعود إلى قلب العمل المقاومة ويزيل الخلافات والانشقاقات وانحراف البوصلة. إضافة إلى أنه يُعزز طرق تسليح المقاومة الفلسطينية وتدريب المقاومين على مختلف أنواع الأسلحة ويجعلهم أمام طرق عسكرية جديدة في التدريب والتفكير والتخطيط، ويجعل ظهرهم محميًا وبعيدًا عن الاختراق، وخصوصًا أنه في الفترة الأخيرة حاول كيان الاحتلال الإسرائيلي اختراق بعض الحركات المقاومة عبر جواسيسه في الخارج، ولكن تم كشف هذه العمليات، ولكن وجودها من الأساس جعل المقاومة تحسب حسابات جديدة لتحركاتها وربما هذه المصالحة هي من أهداف قطع الطريق على الموساد الإسرائيلي، لأن دمشق تعرف دائمًا بأنها حامي المقاومة وسياجها المنيع عن الاختراقات الإسرائيلية، وأنها رأس حربة المقاومة في الصراع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، فمنذ عقود ودمشق تسلح وتمول وتدعم المقاومة الفلسطينية على مختلف مسمياتها وفصائلها وتوجهاتها، وفلسطين ودعمها هو قدر سوريا والرئيس بشار الأسد، قام بوصية والده حافظ الأسد وتسلم راية المقاومة التي رفض المساومة عليها، وبقي مصرًا على دعمها لأنه على يقين بأن الشعب الفلسطيني تمثله البندقية التي دعمها حافظ الأسد، ويحميها الآن بشار الأسد، وخلال السنوات الماضية رفض جميع الإملاءات الأجنبية والضغوطات الدولية للتخلي عنها.