الوقت – اتخذت الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني منحىً هائلاً، ويتزايد نطاق وحجم الصراعات كل يوم.
في هذه الأثناء، أمضى الجيش الصهيوني عطلة نهاية أسبوع صعبة للغاية ضد قوات المقاومة اللبنانية، حيث تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أكبر عدد من الخسائر البشرية والأضرار التي لحقت بجنود الكيان منذ بداية الحرب مع حزب الله.
وفي هذا الصدد، أكد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل 10 من جنوده في جنوب لبنان خلال 24 ساعة. قال الجيش الإسرائيلي: إن خمسة جنود احتياط قتلوا اليوم الخميس بصاروخ أطلقه حزب الله.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن قوات حزب الله خرجت من أحد الأنفاق وفتحت النار على جنود الجيش، وأدى هذا الحادث إلى مقتل خمسة جنود صهاينة وإصابة ستة آخرين، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، وكانت هذه المنطقة قد تعرضت للقصف قبل وصول القوات الإسرائيلية، لكن قوات حزب الله كانت محمية بشكل جيد ولم تتعرض لأي أذى، وعند رؤية الجنود الإسرائيليين ألقوا القنابل اليدوية عليهم.
كما أكد الجيش الصهيوني مقتل خمسة جنود في معارك الجمعة. وفي التفاصيل التي نشرتها وسائل إعلام هذا الكيان، جاء أن حزب الله أطلق صاروخاً باتجاه المنطقة التي تتواجد فيها القوات الإسرائيلية في إحدى القرى الجنوبية، وأدى هذا الهجوم الصاروخي إلى مقتل 5 أشخاص من الكتيبة 89، وأصيب 4 أشخاص بجروح خطيرة، وجرح 8 أشخاص، ووقع هجوم حزب الله عندما كانت قافلة إمدادات تنقل معدات إلى القوات الإسرائيلية في بلدة حدودية لبنانية.
وأعلن دانييل هاجاري، المتحدث باسم الجيش الصهيوني، الجمعة، أن اثنين من الجنود برتبة ضابط قُتلا في صراع مع قوات حزب الله، وحسب هذا البيان فإن أحد الضباط القتلى هو نائب قائد الكتيبة 89 في الجيش.
وأعلن الجيش الصهيوني، أمس، رسمياً أن 57 جندياً إسرائيلياً قتلوا على هذه الجبهة منذ بدء المواجهات البرية في جنوب لبنان، منهم 21 جندياً قتلوا منذ بداية الهجوم البري في الـ 30 من سبتمبر/أيلول الماضي.
تزايد أعداد الضحايا وسط رقابة إعلامية شديدة
وبالإضافة إلى مقتل جنود الاحتلال الصهيوني، أصيب عشرات آخرون أيضًا. وأعلنت وسائل الإعلام العبرية أن 40 جنديا أصيبوا في الهجوم المزدوج الذي شنه حزب الله وتم نقلهم إلى المستشفى بواسطة المروحيات، لكن رغم كثافة حركة مروحيات الجيش، يبدو أن عدد الجرحى أكثر مما أعلنته وسائل الإعلام والجيش الصهيوني، لأن مستشفى "زيف" في مدينة "صفد" أعلن: "خلال 24 ساعة وصول 30 جريحاً من مناطق مختلفة في الشمال إلى هذا المستشفى".
وأوضاع جيش الاحتلال في الجبهة الشمالية لا تسير على ما يرام كما يدعي قادة هذا الكيان، وقال جنود إسرائيليون على الحدود الشمالية إنهم واجهوا الإهمال ونقص تدابير الحماية والدروع، حسبما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، وأعلن جنود على الحدود الشمالية أن الحكومة تجاهلت تحذيراتهم، ونتيجة لهذا الإهمال قتل وجرح عدد منهم بصواريخ حزب الله.
وكان مقتل وجرح العشرات من الجنود مفاجئا لقادة تل أبيب لدرجة أن يوآف جالانت وزير الحرب الصهيوني قدم تعازيه عبر صفحته على تويتر على قناة "إكس" قائلا "هذه لحظات صعبة ويجب أن نبقى متحدين في هذه اللحظة".
وكان مقتل 10 جنود صهاينة وعشرات الجرحى في أقل من 24 ساعة أكبر ضربة لهذا الكيان منذ بداية الصراع مع حزب الله، والأرقام والإحصاءات التي أعلنها الجيش عن أعداد القتلى والجرحى على مدى يومين غير مؤكدة، لأن جيش الاحتلال تعمد إخفاء خسائره منذ بداية الحرب وأعلن عن أعداد القتلى في حوادث خطيرة بصورة أقل، ويبدو أن هذه المرة أيضاً الإصابات أعلى بكثير من الإحصائيات التي أعلنها الجيش.
وقد حدث هذا الحجم من الضحايا في وضع يتجنب فيه حزب الله، على عكس جيش الاحتلال، قصف المدن واستهدف المدنيين، ولم يستهدف سوى البنية التحتية للعدو وقواته العسكرية بهجمات صاروخية وطائرات دون طيار.
شمال "إسرائيل" تحت وابل صواريخ حزب الله
وفي الموجة الجديدة من العمليات العسكرية لحزب الله، تم استهداف سماء الأراضي المحتلة، وخاصة في المناطق الشمالية، بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، وفشلت أنظمة الدفاع المختلفة للكيان في صد هذه الهجمات.
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن 130 صاروخا أطلقت من لبنان باتجاه "إسرائيل" خلال الـ 24 ساعة الماضية. وذكرت يديعوت أحرونوت أيضًا أن 23 فريق إطفاء يحاولون احتواء الحريق في مستوطنة كوخاف يائير.
كما أفادت مصادر ناطقة بالعبرية بأن 12 وحدة سكنية على الأقل تضررت في المنطقة الشمالية، كما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن أجراس الإنذار دقت في مستوطنتي النارا ومرغليوت في الجليل، وأكد الجيش الصهيوني إطلاق 30 صاروخاً باتجاه الجليل.
وأكد حزب الله، الجمعة، قصف قاعدة الكرمل جنوب حيفا بصاروخ خاص، كما نفذت المقاومة اللبنانية هجمات صاروخية على موقع قوات الاحتلال في "مثلث العديسة - الرب - تلاسين - الطيبة".
وأعلن حزب الله أنه في جولة هجماته الجديدة، استهدف بصواريخ متطورة قاعدة "الكرمل" العسكرية جنوب حيفا وقاعدة "نشريم" الواقعة شرق هذه المحافظة.
كما أعلن حزب الله أنه استهدف اليوم الجمعة قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال كفر جلعادي شمال فلسطين المحتلة بهجوم صاروخي، كما تم استهداف قوات الاحتلال المحيطة بقاعدة المرج من قبل المقاومين.
كما أعلنت إذاعة الجيش الصهيوني أن 20 شخصا أصيبوا في هجوم صاروخي على مجد الكروم وأن حالة 3 من المصابين حرجة.
كما أعلن حزب الله أنه استهدف مركز "البغدادي" العسكري بسلسلة من الطائرات الهجومية من دون طيار، أصابت الأهداف المقصودة بدقة، أعلنت وسائل إعلام عبرية أنه في هجوم حزب الله على شمال فلسطين المحتلة، أصاب صاروخ بشكل مباشر مبنى في بلدة "شمرا"، أصيب خلاله عدد من الجنود.
إلى ذلك، أعلن حزب الله، الجمعة، أنه استهدف دبابة ميركافا قرب قاعدة مسكاف-عام بصاروخ موجه، ما أدى إلى مقتل وإصابة جميع ركاب الدبابة.
وفي عملية أخرى، استهدفت المقاومة اللبنانية دبابة ميركافا في مدينة مسكرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة روادها، وفي العملية الثالثة استهدف حزب الله دبابة إسرائيلية ومجموعة من الجنود الصهاينة في محيط بلدة الحولة في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل وجرح ركاب الدبابة.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية الاجتياح البري والجوي للكيان الصهيوني للبنان، سجلت قوات المقاومة نجاحاً هائلاً في تدمير دبابات الميركافا الإسرائيلية المتقدمة، بشكل حال دون تقدم الوحدات البرية للاحتلال بشكل كامل.
مع اغتيال القادة، أصبحت المقاومة أكثر تصميماً
ونفذت الهجمات الضخمة يومي الخميس والجمعة، والتي كانت أكبر العمليات في العام الماضي، بعد يوم من استشهاد السيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وأظهرت أن اغتيال القادة لم يتسبب في أي خلل في هذه الحركة، لكن إرادتهم في القتال ضد العدو المحتل أصبحت أكثر تصميما.
بينما كان نتنياهو يعتقد أنه مع اغتيال قادة حزب الله، سيعم الأمن قريباً في المناطق الشمالية، لكن هذه الدعوات الحربية جاءت بنتائج عكسية، وانتشر انعدام الأمن في جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
وتسعى حكومة نتنياهو إلى إنشاء منطقة عازلة على الحدود اللبنانية لطرد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم، ولكن مع اتساع نطاق هجمات حزب الله، يتزايد عدد اللاجئين كل يوم.