الوقت- وكأن لديه قلب إنسان رغم كل ما شهده في غزة، زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "أمن الفلسطينيين الأبرياء" في قطاع غزة يظل موضع قلق كبير، وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستستمر في دعمها القوي للكيان، مشدداً على ضرورة أن تتخذ "إسرائيل" تدابير أكثر حساسية لحماية حياة المدنيين في غزة خلال هجماتها على القطاع،
وأضاف إن أمن الفلسطينيين الأبرياء في غزة لا يزال محل قلق كبير، وأوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "إسرائيل" يجب أن تظل "متزنة" في تصرفاتها لتجنب "الإضرار بالفلسطينيين الأبرياء أو قتلهم"، وشدد على أن هناك مسؤوليات تقع على عاتق الولايات المتحدة للتأكد من عدم وقوع خسائر مدنية في المنطقة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
بايدن قلق على أرواح الفلسطينيين!
يحافظ على أرواح الفلسطينيين بالتنسيق مع عدوهم، هذه وجهة نظر بايدن الذي أشار إلى استمرار اتصالاته بشأن هذا الأمر مع "الحلفاء الإسرائيليين والعرب" على حد سواء، وفيما يتعلق بالوضع الداخلي في "إسرائيل"، أعلن بايدن أن تل أبيب بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب "القصف العشوائي" لقطاع غزة، وطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتغيير حكومته لأنها "لا تسعى لحل الدولتين"، وتعد تصريحات بايدن "غير مسبوقة"، حيث جاءت بعد بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، واستخدم الجيش الإسرائيلي خلال هذه الحملة قوة هائلة، ما أسفر عن قتل أكثر من 18,412 شخصًا، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة 50,100 آخرين، وتسببت في دمار هائل في البنية التحتية، ويُعتبر هذا الوضع "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقًا لمصادر رسمية فلسطينية.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، قدمت إدارة بايدن دعمًا قويًا عسكريًا ودبلوماسيًا للكيان، مع استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يطالب بوقف دائم لإطلاق النار، ومع تزايد عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته إلى فرض ضغط على حليفتهم لتقليل حجم الخسائر المدنية، دون اتخاذ إجراءات قاطعة تلزم "إسرائيل" بالامتثال، وفقًا لتقارير غربية، وفي سياق متصل، أكد مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء لا يواجه أي ضغط دولي قد يؤثر على سياسات "إسرائيل"، وقد حث كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، "إسرائيل" بصراحة على توجيه ضربات دقيقة أكثر، وخاصة في جنوب قطاع غزة، بهدف تجنب تكرار الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين كما حدث في الهجمات الشمالية.
وتأتي تصريحات بايدن في وقت تقدم فيه الولايات المتحدة لـ "إسرائيل" مساعدات عسكرية تبلغ 4 مليارات دولار سنويًا، تتضمن طائرات مقاتلة وقنابل قوية قادرة على تدمير أنفاق غزة، وطلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار، ويُشير سيث بيندر، مدير مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، إلى أن هذا الدعم يمنح واشنطن نفوذًا كبيرًا في تسيير الحرب على حماس، وأن حجب أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة يمكن أن يضطر الحكومة الإسرائيلية لتعديل استراتيجياتها، ويشدد على أن هذا الدعم لا يزال مضمونًا بالنسبة للكيان، وتؤكد مصادر أمنية إسرائيلية كبيرة أنه لا توجد تغييرات في الدعم الأمريكي حتى الآن، مع تأكيد استمرار التفاهم والتنسيق.
وبوضوح تام، أعلنت منظمة العفو الدولية أن ذخائر أمريكية الصنع قتلت عشرات المدنيين –بل الآلاف- في غزة، والدليل أنه في وقت سابق، أفاد تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال بتزويد الولايات المتحدة "إسرائيل" بمئة قنبلة خارقة للتحصينات وعشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى للاستخدام في الحرب ضد حركة حماس في غزة، وأشارت الصحيفة إلى توفير القنابل ذات الرؤوس الحربية "بي ال يو-109" المصممة لاختراق الخرسانة قبل الانفجار، وإن الواقع يظهر دائمًا الازدواجية في المعايير الأمريكية، ولا يمكن للولايات المتحدة أبدًا التخلي عن تأثيرها في المنطقة أو تقليل دعمها لمصالحها المتعددة، يُعتبر الدعم الأمريكي المستمر ل"إسرائيل" منذ تأسيس احتلالها عام 1948، على أنقاض فلسطين، واحدًا من أبرز القضايا السياسية المثيرة للجدل في العلاقات الدولية.
دعم أمريكيّ تاريخي للاحتلال
وبدأ هذا الدعم بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قدمت الولايات المتحدة مساعدة مالية وعسكرية للكيان لمواجهة التحديات الأمنية، منذ ذلك الحين، لم تتوقف العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية عن التطور والتقوية، يمتد الدعم الأمريكي لتل أبيب إلى جوانب متعددة، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والعسكرية، والدعم الأمريكي للكيان الإرهابي يتضمن مجموعة واسعة من المساعدات المالية والعسكرية، منها الإمدادات العسكرية وبرامج التدريب والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وفي أغلب الأحيان، تحظى "إسرائيل" بالأولوية في صفقات الأسلحة الأمريكية، يُبرر هذا الدعم بعدة أسباب، منها تعزيز الأمن الإسرائيلي ودعم الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في المنطقة، وتُعتبر "إسرائيل" حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة.
ويرى البيت الأبيض أن "إسرائيل" تلعب دورًا مهما في المنطقة، ما يجعلها شريكًا حيويًا للولايات المتحدة، ومع ذلك، يثير الدعم الأمريكي للكيان انتقادات واسعة في الأوساط الدولية، حيث يتهم بعض المنتقدين الولايات المتحدة بتقديم الدعم للكيان على حساب الحقوق الفلسطينية والعدالة الاجتماعية في المنطقة، ويمتد هذا الدعم للكيان إلى مختلف الجوانب، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلى جانب المساعدات العسكرية والمالية، يشمل الدعم أيضًا الجانب السياسي والدبلوماسي، حيث تعد الولايات المتحدة واحدة من أقوى داعمي تل أبيب في المجتمع الدولي، يُظهر مثل هذه الدعم الثنائي بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" العلاقة الوثيقة والتأثير القائم بينهما.
وبلا شك، يُعتبر معروفًا للجميع، وخاصةً الفلسطينيين، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم دعمًا قويًا لـ "إسرائيل"، وتسعى جاهدة لتعزيز علاقتها بها، ورغم أن هذا الدعم يستمر، إلا أن الفلسطينيين لم يتراجعوا يومًا عن هدفهم في تحرير بلادهم، يثير هذا الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ "إسرائيل" الكثير من الانتقادات والجدل نظرًا لتداعيات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، سواء على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويشمل هذا الدعم مختلف الجوانب، من الدعم السياسي والعسكري إلى الدعم الاقتصادي، حيث تُقدم الولايات المتحدة مساعدات مالية ومعدات وتكنولوجيا عسكرية متقدمة لـ "إسرائيل"، حيث تأسست "إسرائيل" لتحقيق مصالح المستعمرين، وتطورت هذه العلاقات وتعمقت على مر السنين، وسط تأثيرات كبيرة اليوم على الأبرياء وخاصة في قطاع غزة.
وفي الوقت الحالي، تشهد الولايات المتحدة الأمريكية نقاشات وانتقادات متزايدة بشأن دعمها للكيان الإسرائيلي، ويرى كثيرون أن هذا الدعم يسهم في تعزيز الحروب والمجازر في المنطقة، بينما يرى آخرون أنه يعزز التوترات ويعقد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويمتد الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل" إلى مختلف الجوانب، بما في ذلك المساعدات العسكرية والمالية، فضلاً عن التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والشراكات العلمية الهدامة، ويُشار إلى أن الولايات المتحدة تستخدم حق النقض لمصلحة الكيان الإرهابي في الأمم المتحدة، مُؤكدة على علاقتها الاستراتيجية مع الكيان، وينجم عن هذه العلاقة المزيد من الانتقادات، حيث يتعرض الفلسطينيون للعديد من المجازر بسلاح أمريكي دون الأخذ في اعتبارهم أي مساعٍ دولية تهدف إلى التهدئة.
