الوقت- منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نفذت ثلاث مراحل من عمليات تبادل الأسرى، وأفرج خلالها عن عشرات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومن بين القضايا العديدة التي تعكس انتصار المقاومة في صفقة تبادل الأسرى، فإن أحد أهم النقاط التي تهم الشعب الفلسطيني في هذه العملية هو عدم التمييز بين أسرى حماس وغيرهم من الأسرى من أي فئة أو طبقة أو عرق أو منطقة جغرافية، حتى أن عائلات الأسرى المحررين يعزون عودة أحبائهم إلى نضال وتضحيات المقاومة وشعب غزة.
ويرى مراقبون أن ذلك قد تكون له تأثيرات كبيرة على التطورات السياسية والاجتماعية في فلسطين مستقبلا، ويصب في مصلحة توسع نفوذ المقاومة، وبعد ذلك سنتناول المراحل الثلاث الأولى من اتفاقية الأسرى ونناقش تفاصيلها، ومن ثم سنتناول التداعيات السياسية والاجتماعية لهذه الظاهرة.
المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى
من بين الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الأولى من عملية التبادل عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم خالدة جرار، القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي حكم عليها بالسجن المؤبد، كما تم الإفراج في هذه المرحلة أيضاً عن أحمد البرغوثي، قائد حركة فتح في منطقة رام الله، الذي قتل 12 إسرائيلياً في تل أبيب والقدس خلال الانتفاضة، وكانت سلطات الاحتلال قد حكمت على أحمد البرغوثي بالسجن مدى الحياة، لكنها اضطرت الآن إلى الإفراج عنه، ومن بين الأسرى المحررين أيضاً "عبلة عبد الرسول سعدات"، زوجة أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و"دلال خصيب العاروري"، شقيقة الشهيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها.
المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى
وفي المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني والتي جرت في الـ 26 من شباط/فبراير، تم إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني، وشملت هذه المجموعة 121 شخصًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، و79 شخصًا صدرت عليهم أحكام طويلة الأمد، ومن بين الشخصيات البارزة التي تم الإفراج عنها في هذه المرحلة زكريا الزبيدي القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.
كما أن عبد الناصر عيسى، أسير فلسطيني بارز آخر، يعتبر قائداً بارزاً في كتائب القسام وأفرج عنه ضمن صفقة تبادل أسرى مع الكيان الإسرائيلي، وتمت عملية التبادل مقابل إطلاق سراح أربع جنديات إسرائيليات، هن "كارينا عارف، ودانييل جلبوع، وناما ليفي، وليري الباغ".
المرحلة الثالثة من التبادل
وفي المرحلة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى، التي جرت في الـ 11 من فبراير/شباط، ورغم محاولات تل أبيب تخريبها، تم إطلاق سراح 110 أسرى فلسطينيين، وشملت هذه المجموعة 32 شخصًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، و48 شخصًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن مختلفة، و30 طفلاً.
وفي المقابل، أفرجت المقاومة الفلسطينية عن ثلاثة أسرى إسرائيليين، وهم "أربيل يهود"، و"جادي موسى"، و"أجام بيرغر"، ومن بين أبرز الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في هذه المرحلة محمد الشعلان، أقدم أسير من مدينة القدس، وهو من بلدة أبو ديس في القدس الشرقية، وأمضى أكثر من 20 عاماً في سجون الاحتلال.
أسماء وشارات المفرج عنهم من السجن المؤبد
ومن بين الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، 70 أسيراً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، فيما يلي أسماؤهم:
1- محمود صدقي سليمان رضوان من مواليد عام 1979 من مدينة قلقيلية وهو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2001.
2- جهاد يوسف إسماعيل النجار من مواليد عام 1981 وهو من الخليل ومعتقل منذ عام 2001.
3- جاسر عفيف محمد رد، من مواليد عام 1975، من طولكرم، وهو معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2002.
4- باسل عاطف محمد مخلوف، من مواليد عام 1977، من طولكرم، وهو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
5- سليم محمد سعيد سليم حاجي، من مواليد عام 1972، من نابلس، وهو معتقل لدى الاحتلال منذ عام 2002.
6- ثابت عزمي سليمان مردوي، من مواليد عام 1976، من جنين، وهو معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2002.
7- ربيع رفيق شريف أبو الرب، من مواليد عام 1977، من جنين، وهو معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2002.
8- علي سليمان سعيد السعدي، من مواليد عام 1963، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2002.
9- رمضان عيد رمضان مشيهرة، من مواليد عام 1976، من القدس، وهو في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
10- محمود علي عبد الردايدة، من مواليد عام 1971، من بيت لحم، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
11- نافذ نايف سليم حاج حسن، من مواليد عام 1978، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
12- وسام سعيد موسى عباسي، من مواليد عام 1977، من القدس، وهو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
13- محمد أوضحاسحق أوضحا، من مواليد عام 1973، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
14- وائل محمود محمد علي القاسمي من مواليد عام 1971 من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
15- إياد ياسر محمود المسلة، من مواليد عام 1975، من الخليل، وهو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
16- محمود حماد محمود شريتح، من مواليد عام 1977، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
17- عبد اللطيف محمد لطفي أحمد حمادة، من مواليد عام 1972، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
18- محمد شاكر علان معلف، من مواليد عام 1984، من بيت لحم، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
19- منيف محمد محمود أبو عطوان، من مواليد عام 1971، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
20- إياد محمود عبد الرحيم نصار، من مواليد عام 1980، من طولكرم، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
21- شادي عبد السميع سليمان زيد، من مواليد عام 1982، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2003.
22- سامر عبد السميع أحمد الأطرش، من مواليد عام 1978، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
23- أحمد ذيب عبد الرحمن ديدي، من مواليد عام 1982، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2003.
24- نور محمد شكري جابر، من مواليد عام 1973، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
25- عمر صالح محمد فائق الشريف، من مواليد عام 1982، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
26- أحمد مصطفى أحمد الشيباني من مواليد عام 1972 من جنين، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
27- عبدالله عدنان يحيى الشرباتي، من مواليد عام 1989، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
28- حسام عدنان توفيق عابد، من مواليد عام 1980، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
29- صالح صبحي داود دار موسى، من مواليد عام 1964، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
30- سعيد عبد السميع سليمان زيد، من مواليد عام 1978، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2003.
31- خالد ذيب حسن أبو حمدف، من مواليد عام 1976، من نابلس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
32- مؤيد شكري عبد الحميد حماد، من مواليد عام 1976، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
33- مراد وليد خالد البرغوثي، من مواليد عام 1973، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
34- أحمد خالد داود حامد، من مواليد عام 1975، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
35- يونس علي محمد مساعيد، من مواليد عام 1975، من طوباس، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2003.
36- هاشم ناصر أحمد صوص، من مواليد عام 1966، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2003.
37- عمار صديقي سليم أبو غلوس، من مواليد عام 1983، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2004.
38- ساجد أحمد سليم أبو غلوس، من مواليد عام 1985، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2004.
39- جعفر فوزي قاسم أبو حناني، من مواليد عام 1978، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2004.
40- بهجت محمود جميل أشقيرات، من مواليد عام 1978، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2005.
41- عبد المعزب إبراهيم قداقة، من مواليد عام 1962، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2005.
42- ليفي شاكر شهيب الواوي، من مواليد عام 1986، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2006.
43- ليلى أيوب محمد أبو جيلة، من مواليد عام 1978، من رام الله، معتقلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2006.
44- نائل محمد سليمان ياسين، من مواليد عام 1976، من نابلس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2006.
45- علاء جبرين محمد دمهوري، من مواليد عام 1978، من أريحا، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2006.
46- موسى آدم سالم أخيل، من مواليد عام 1989، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2007.
47- مضر موسى أحمد أبو دية، من مواليد عام 1989، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2007.
48- عبد الناصر محمد محمود رزق، من مواليد عام 1977، من أريحا، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007.
49- علاء الدين جميل عيد غنيم، من مواليد عام 1982، من نابلس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007.
50- محمد نعيم سلمان القواسمة، من مواليد عام 1984، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2008.
51- يحيى هاشم عبد الفتاح حموني، من مواليد عام 1986، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2008.
52- محمد جرب عودة حرب، من مواليد عام 1982، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2010.
53- بهاء الدين علي حسن العدم، من مواليد عام 1985، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 2010.
54- إسحاق طاهر صلاح عرفة، من مواليد عام 1988، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2011.
55- خالد زهير نجم الدين قطينة، من مواليد عام 1978، من القدس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2015.
56- أمجد مصطفى صالح حامد، من مواليد عام 1977، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2015.
57- عبد الله منير صالح اسحق، من مواليد عام 1991، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2015.
58- فايز عبد المجيد جبر حامد، من مواليد عام 1973، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2015.
59- أيهم باسم إبراهيم صباح، من مواليد عام 2001، من طولكرم، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2016.
60- مالك أحمد موسى حامد، من مواليد عام 1994، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2017.
61- محمود كامل محمد العطاونة، من مواليد عام 1979، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2019.
62- شريف محمد يوسف النادي، من مواليد عام 1976، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
63- نصر محمد يوسف نادي، من مواليد عام 1973، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
64- محمد محمد يوسف نادي، من مواليد عام 1980، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
65- محمد أحمد عبد الحميد طوس، من مواليد عام 1955، من بيت لحم، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1985.
66- محمد نبيل عامر محمد عرقان، من مواليد عام 1959، من الخليل، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1995.
67- عماد راشد عبد الرحمن كامل، من مواليد عام 1964، من جنين، معتقل في سجون الاحتلال منذ عام 1998.
68- جاد إبراهيم موسى معلا، من مواليد عام 1977، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2001.
69- ياسر محمد عبيد ربايعة، من مواليد عام 1977، من رام الله، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2001.
70- محمود أسعد محمود عيسى، من مواليد عام 1968، من نابلس، معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
إشراك كل الفصائل الفلسطينية في عملية تبادل الأسرى
ومن المؤكد أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من كل الفصائل والتيارات السياسية يعد انتصاراً كبيراً لحماس والمقاومة الفلسطينية.
وبهذه الخطوة قدمت حماس نفسها للرأي العام الفلسطيني باعتبارها زعيمة النضال ضد الاحتلال وقضية التحرير الفلسطينية في هذه اللحظة التاريخية المهمة.
في الواقع، ارتكب الصهاينة خطأً استراتيجياً بمهاجمة غزة بهدف اقتلاع وتجفيف خطاب المقاومة، ولكن باستسلامهم لقبول صفقة تبادل الأسرى فإنهم في الواقع مهدوا الطريق لمزيد من الترويج للمقاومة وحماس في الضفة الغربية والقدس.
وأثبتت حماس أنها لا تسعى لمصالحها الخاصة فقط، بل تدافع عن كل الفصائل والشعب الفلسطيني، وقد أدى هذا الإجراء إلى اكتساب المزيد من الثقة في الحركة حتى بين المجموعات التي كانت على خلاف مع حماس في السابق، وزادت شعبية حماس بين الفلسطينيين.
ومن خلال التفاوض على إطلاق سراح السجناء من الفصائل الفلسطينية الأخرى، أثبتت حماس عمليا أنها تقاتل ليس من أجل غزة فحسب، بل من أجل الأمة الفلسطينية بأكملها، ولذلك، فإن هذا القرار على المستوى السياسي لا يعتبر عملاً إنسانياً فحسب، بل خطوة استراتيجية ومدروسة من قبل حماس، ومن شأنها أن تعزز موقف المقاومة وقاعدتها الاجتماعية في كل المناطق الفلسطينية، وتؤدي إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتفشل مخططات الكيان الصهيوني في منع انتشار المقاومة في الضفة الغربية والقدس.
