الوقت- أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم، مهند مطر، اليوم الأحد، نزوح أكثر من 90% من سكان مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية، بفعل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن حركة النزوح الجماعي التي تشهدها طولكرم غير مسبوقة، فيما تغيب إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد النازحين وحجم الدمار مع تواصل العدوان.
وحسب ما يشير مطر فإن الأوضاع الإنسانية في مدينة طولكرم ومخيميها، نور شمس وطولكرم، باتت سيئة للغاية، خاصة في المخيمات التي تعيش حصارًا خانقًا فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أن الحصار مستمر على مخيم طولكرم منذ 21 يومًا بالتوازي مع استمرار اقتحام مدينة طولكرم، بينما يدخل مخيم نور شمس يومه الثامن تحت الحصار، مما أدى إلى حركة نزوح جماعي غير مسبوقة.
وأشار مطر إلى أن أكثر من 90% من سكان المخيمين، أي ما يزيد عن 20 ألف مواطن، اضطروا إلى النزوح، غالبيتهم لجؤوا إلى منازل أقاربهم داخل مدينة طولكرم وضواحيها، بينما تم استقبال آخرين في مراكز إيواء خصصتها الجهات المختصة. وأشاد مطر بحالة التكاتف المجتمعي الكبيرة بين الجهات الرسمية والأهلية، حيث إن هذا التكاتف جاء رغم غياب أي استعدادات مسبقة لهذا النوع من الكوارث، مؤكدًا أن النزوح شمل تقريبًا المخيمين بالكامل.
وكشف مطر أن قوات الاحتلال تعمل على تغيير معالم المخيمات بفتح طرق داخلية باستخدام الجرافات، وسط استمرار قطع الكهرباء والمياه عن غالبية أحياء المخيمين. وأوضح أن طواقم بلدية طولكرم تمكنت من الوصول إلى بعض الأحياء المحيطة بمداخل مخيمي نور شمس وطولكرم لإصلاح الشبكات المتضررة، لكنها مُنعت من دخول المناطق الداخلية بسبب وجود قوات الاحتلال.
من جانبها، أكدت الناشطة نهاية الجندي أن معظم سكان مخيمي نور شمس وطولكرم أجبروا على النزوح إلى منازل أقاربهم أو مراكز إيواء في مدينة طولكرم والأرياف، ووصفت أوضاع من تبقى في المخيمين بـ”المأساوية”. وأشارت الجندي إلى أن الخسائر طاولت المواطنين النازحين ماديًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، إذ يعيش النازحون حالة من القلق على منازلهم، وأفراد عائلاتهم، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، فضلًا عن صعوبة العيش في مراكز الإيواء.
وأوضحت الجندي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عمليات التدمير، والتجريف، وهدم المنازل. وأكدت أن قوات الاحتلال تقتحم المنازل في المخيمين بشكل ممنهج وتلجأ إلى تفجيرها، أو حرقها، أو هدم جدرانها، مشيرة إلى أن الجنود يتخذون من المنازل الفارغة أماكن للمبيت خلال الليل.
وقالت إن “قوات الاحتلال لم تترك النازحين في مأمن، حيث اقتحمت مراكز الإيواء في القرى، والبلدات، ومدينة طولكرم، ونفذت تحقيقات ميدانية، واعتقال عدد من الشبان”، لافتة إلى اعتقال عشرات المواطنين منذ بدء العدوان على طولكرم. وأشارت إلى الشلل الكامل الذي أصاب الحياة العامة في طولكرم، حيث توقفت الحركة التجارية، وأُغلقت المدارس، وأصبح الوصول إلى المراكز الطبية والمستشفيات أمرًا بالغ الصعوبة.