الوقت- تحاول العديد من وسائل الإعلام العبرية وصف أبعاد هذه الحرب لقرائها في تحليلاتهم ومناقشاتهم، وقد زادت هذه التحليلات وخاصة بعد مناورة حزب الله الأخيرة في جنوب لبنان. حيث ناقشت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في مقال مفصل سيناريوهات "حرب يوم القيامة"، وزعمت أن لبنان لن يكون وحده في هذه الحرب، لكن سوريا والعراق وحتى إيران ستشارك فيها بشكل ما.
تم الاعتراف في جزء من هذا المقال أنه على الرغم من المراقبة الدقيقة للجزء الشمالي (فلسطين المحتلة)، فإن المؤسسات الأمنية تضع هذه القضية دائمًا في أذهانها، وعليها انتظار هجوم آلاف الطائرات دون طيار بجميع أنواعها من داخل لبنان وسوريا وحتى من داخل أراضي العراق ستنهال عليها، إضافة إلى الصواريخ الدقيقة وصواريخ كروز عالية السرعة والصواريخ الثقيلة (بقوة الدمار الشامل).
القلق الأكبر لإسرائيل في الحرب مع حزب الله هو وقوع عمليات ضد قواعد الجيش الإسرائيلي أو مراكزه الاستراتيجية في عمق (فلسطين المحتلة) والتي تتم بطائرات من الداخل (فلسطين المحتلة).
لعرض الأمر بشكل أوضح، هناك قلق في الهيكل الأمني للكيان الصهيوني من أن العمليات ضد القواعد العسكرية لهذا الكيان ستتم من خلال طائرات تحلق من مطارات الكيان الإسرائيلي، وبالتالي فإن جميع الطيارين المدنيين العاملين في هذا الكيان يتم فحصهم بشكل دوري. يشار إلى أنه في العام الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي عن إسقاط طائرة مدنية صغيرة دخل طياروها الإسرائيليون أجواء رمات ديفيد دون تنسيق. وقد ازدادت حدة هذه التحذيرات والمخاوف في الإعلام العبري مع الإعلان عن مناورة جديدة تحت عنوان الفتح المبين في منطقة جبل عامل في لبنان.
أعلنت القناة 13 التابعة لتلفزيون الكيان الصهيوني عن حالة التأهب على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة ونقلت عن قادة عسكريين في هذه المنطقة قولهم إنهم قلقون من زيادة التوتر مع لبنان. كما كتب إيلون بن دافيد، المحلل العسكري المعروف في الكيان الصهيوني، في وسائل إعلام هذا الكيان: وحدة رضوان التابعة لحزب الله تقترب تدريجياً من الجدار الحدودي، وقد أصبحت مصدر قلق لإسرائيل.
وأضاف: نصر الله الذي يصر على أن إسرائيل تخشى دخول الحرب محق، ونتنياهو لا يملك الشجاعة لقيادة إسرائيل إلى حرب في الشمال، ولهذا السبب فإن رئيس الأركان وقائد الجيش فرع المخابرات حاولوا إقناعه، بأنه إذا شن على نصر الله هجوما فإنه يخاطر بحرب كبيرة.
حسب بن دافيد: أصيب حزب الله وإسرائيل بجروح في حرب لبنان الثانية (حرب 33 يومًا)، لكن الحرب القادمة ستكون مدمرة للغاية. وتجدر الإشارة إلى أن معظم وسائل الإعلام العبرية عكست جزءًا من خطاب السيد حسن نصر الله الأخير، والذي أكد فيه لقائد المخابرات العسكرية للكيان الصهيوني، أن أي خطأ من جانب إسرائيل سيؤدي إلى الحرب، أنت من يجب أن يتجنب الحرب التي هي أكبر مخاوف إسرائيل، لست أنت من يهددنا بالحرب.