الوقت- استيقظ الإسرائيليون الأسبوع المنصرم على خبر اختراق شركة التأمينات الصهيونيّة "شيربيت" وقرصنة خوادهما من قبل مجموعة "بلاك شادو"، فيما تحاول شركة "شيربيت" بالتعاون مع سلطة السوق الماليّ والتأمينات ووحدة السايبر القوميّة، الحصول على معلومات حول الاختراق وحجم الأضرار الكبيرة الذي ألحق بها بعدما اخترق قراصنة عبر الإنترنت موقعها الإلكترونيّ وخوادمها، وسرقوا معلومات شخصيّة لمئات الآلاف من زبائنها.
حرب ناعمة
يَعتبر الكيان الصهيونيّ نفسه لاعباً قويّاً في مجال الحرب الإلكترونيّة التي تشكل جزءاً أساسياً من “قوته الناعمة” ضد الدول الرافضة لاحتلاله، لكن هذه السمعة التي تحاول تل أبيب إلصاقها بنفسها تشوهت بشدة بعد إعلان اختراق شركة التأمين المعروفة "شيربيت" والتي فازت مؤخراً بمناقصة لتأمين سيارات خاصة لموظفي الدولة ووزارة حكومية، وفيها عدد كبير من الذين يخدمون في الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة التابعة للعدو الغاصب.
وفي الوقت الذي تشكل فيه "الحرب الناعمة" خطورة على الكيان لا تقل عن الحرب العسكريّة، تشير تقديرات المختصين في تل أبيب، إلى أن جميع معلومات الشركة والتفاصيل الشخصية عن جميع الزبائن قد تسربت في إطار هذا الهجوم، وبينها تفاصيل تراخيص سيارات وأرقام هويات وبطاقات ائتمان وتقارير ماليّة، وكشوف عن صناديق ومخصصات توفير للزبائن، ومن بينهم من يخدمون في الوزارات ومؤسسات الدولة والأجهزة الأمنيّة والاستخباراتيّة.
وعقب رفض الشركة الصهيونيّة دفع فدية قيمتها 4 ملايين دولار بواسطة العملة الرقمية "بيتكوين"، هددت مجموعة "بلاك شادو" الأحد الشركة ببيع كامل المعلومات الشخصيّة للصهاينة، لجهات أو دول يعتبرها الكيان معادية له، وبعد انقضاء المهلة ورفض الشركة الإسرائيليّة تنفيذ أوامر القراصنة، قاموا بنشر قرابة ألفي وثيقة تضم مئات البطاقات الشخصيّة، والتفاصيل المهمة لبعض الزبائن، إضافة إلى قسائم أجور عمل، وتقارير مالية عن الشركة.
أهداف استراتيجيّة
تشير بعض التقديرات إلى أن مجموعة القرصنة التي اخترقت الأنظمة الصهيونيّة تضم شخصاً إسرائيليّاً فيها، فيما توصلت كل الجهات التابعة للعدو إلى استنتاج بأنّ اختراق خوادم الشركة ينضوي تحت أهداف استراتيجيّة ضد الكيان الغاشم، ولا تقف وراءه دوافع ماليّة فقط كما في الظاهر.
وفي هذا الخصوص، قامت مجموعة القراصنة بنشر الكثير من الوثائق الخاصة والشخصيّة من المخزون المسروق، من ضمنها رسائل تم تحويلها إلى الشركة عبر أجهزة الفاكس، علماً أن حجم الملفات الإلكترونيّة المسروقة من خوادم الشركة الصهيونيّة يقدر بألف غيغابايت وهو رقم ضخم جداً ويدل على حجم المعلومات الكبير الذي أصبح لدى المخترقين من الشركة التي تستحوذ على قرابة 3% من التأمينات في كيان الاحتلال، مع رأس مال يقدر بنحو 90 مليون دولار وأرباح سنوية تقدر بنحو 10 ملايين دولار، وفقاً لقناة الجزيرة، نقلاً عن تقارير الشركة لعام 2019.
وفي هذا الصدد، تزعم ما تسمى "وحدة السايبر" التابعة للعدو، أنّ مجموعة القراصنة لم تتمكن من الوصول إلى قاعدة بيانات بطاقات الائتمان الخاصة بالزبائن، وأن المعلومات التي بحوزتهم ليست ذات قيمة كبيرة، وبالتالي لن يتم بيعها، بينما حذر خبراء الحماية الإلكترونيّة من أن معلومات وتفاصيل الزبائن سلعة مطلوبة بين مجرمي الإنترنت الذين يستخدمونها للتسلل إلى حسابات الزبائن على منصات مختلفة، ولإنشاء حسابات مزيفة، حيث سيتعرض الكثير من الزبائن للأذى بعد أن عهدوا بمعلوماتهم الأكثر سرية إلى شركة التأمين الخاصة بهم، وفشلت في حمايتها.
ومن المرجح أن يتم استخدام المعلومات الشخصيّة لزبائن الشركة للوصول إلى حسابات متعددة عبر الإنترنت وكأنها حقيقية، ويمكن للمرء محاولة بيع أشياء لزبائن ممن تسربت تفاصيلهم ومعلوماتهم الشخصية أو حتى ابتزازهم، والأسوأ من ذلك، أن بعض المعلومات هي رصيد لمنظمات إرهابيّة معادية أو وكالات استخبارات.
ومن الجدير بالذكر، أنّ الكيان فشل في إحباط الهجوم الإلكترونيّ رغم امتلاكه الوحدة رقم 8200 والتي تعد من أخطر الوحدات لدى تل أبيب، وتعمل تحت مظلة جهاز المخابرات الداخليّة أو ما يطلق عليه ”الشاباك”، وهي المسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونيّة وجمع المعلومات الاستخباريّة، وتقوم دائماً بتجنيد عدد كبير من الشباب ليشكلوا أكبر جيش الكترونيّ لنشر الفكر الصهيونيّ والتوغل في أعماق العالم الإسلاميّ وتسميم ثقافة وفكر المسلمين وضرب قيمهم الأخلاقية والإنسانية والعقائدية، وهم يعملون بهدوء على بث الفتن وترويج الإشاعات واستهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج فتن مذهبية دينية.