الوقت- لا يخفى على أحد أن الشهيد الحاج قاسم سليماني كان رقماً صعباً في التحولات السياسية والعسكرية لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تمكن الشهيد سليماني من رسم مسارات جديدة لم تعهدها المنطقة، وفتح الطريق أمام محور المقاومة للاتجاه نحو النصر والتغلب على المشروع الأمريكي_الصهيوني في كل من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واستطاع أن يساهم بشكل كبير في ربط دول محور المقاومة مع بعضها البعض وتوحيدها في اطار هدف واحد، وكان الشهيد سليماني صانع النصر الأكبر لمحور المقاومة في العقود الماضية، لاسيما في حرب تموز التي كان شريكاً فيها، وساهم إلى جانب رجال "حزب الله" في صناعة نصر تاريخي على العدو الصهيوني، وغيّر معادلة الردع مع الاسرائيلي بل وأسس للتفوق عليه، وأصبح الشهيد البطل كابوسا يقض مضاجع اسرائيل حتى بعد استشهاده، فاليوم اسرائيل تخاف حتى من صوره في أحياء لبنان وتطالب بعدم نشرها.
حول هذا الموضوع علق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، يوم أمس الأحد، على نشر صور للقائد فيلق "القدس" السابق بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في شوارع لبنان، ونشر أدرعي تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على "تويتر"، للتعليق على انتشار صور لقاسم سليماني في شوارع بيروت، مع التأكيد على أنها ليست التغريدة أو التعليق الأول للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على نشر تلك الصور في لبنان.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صورة أخرى، يوم السبت، للتعليق على الأمر نفسه، قال فيها "حين يصبح الانتماء الإيراني في لبنان أكثر من انتماء الإيرانيين أنفسهم لإيران.. فيبقى مصير لبنان على المحك ليتكرر السؤال - لبنان إلى أين؟ (صورة حزينة من لبنان انتشرت على مواقع التواصل)".
من الطبيعي جداً أن يجن جنون أدرعي عندما يرى صور الشهيد سليماني، لأن القائد سليماني سطّر أروع ملامح البطولة في مواجهة العدو الصهيوني وكان يضع القدس نصب اعينه، ولم يكن ذلك أقوال بل افعال، والامريكي يعلم جيداً ماذا فعل بهم الشهيد سليماني وكيف أرعب جنودهم المحتلين لأرض العراق، وكذلك فعل مع الاسرائيلي في لبنان، ومن هذا المنطلق، قدم اللبنانيين عربون وفاء وتحية وشكر للقائد سليماني ونشروا صوره في أحيائهم، لأنه ساهم في منع الاسرائيلي من احتلال اراضيهم، ولذلك هم يريدون الحفاظ على عقيدة هذا البطل ونهجه في الدفاع عن الارض، وهذه الصور ان دلت على شيء فهي تدل على ان اللبنانيين سيكملون مسير الشهيد قاسم سليماني وسيبقى رمزهم ومثلهم الاعلى للتضحية في سبيل الوطن.
قاسم سليماني الذي أرعب الصهاينة والامريكان في العراق
استطاع الشهيد سليماني خلال تواجده في العراق، أن يقف في وجه المشروع الصهيوني القاضي بتقسيم العراق، وأفشله، وتمكن من تدمير "داعش" التي صنعتها الولايات المتحدة الامريكية لتقسيم المنطقة، وكان دائما متواجدا مع الجنود الابطال في الخط الاول، وعشية انطلاق المعارك في العراق، كان حاضرا يمد المقاومين بالخطط المحكمة، وجمع حلفاءه في المقاومة العراقية ضدّ الاحتلال الأميركي، وراح يوزّع بتنقلاته المكوكية جهده باتجاهين: وضع الخطط لاحتواء التمدد "الداعشي" ولإطلاق المعارك المضادة، وإعداد برامج التنظيم والتدريب للفصائل المقاتلة قيد الإنشاء تلبية لفتوى المرجعية العلیا، أو تلك التي تحتاج تأهيلاً لاستيعاب آلاف المتطوّعين الجدد، إلى أن أُطلقت عملية جرف الصخر باكورة المعارك الواسعة.
حفظ العاملون مع اللواء سليماني الكثير من القصص أيام المقاومة العراقية. هي شواهد على نبوغ عسكري وأمني تَسبّب، غير مرة، في إحباط لدى ضباط ودبلوماسيين أميركيين راوغهم في الأمن والعسكر وحتى السياسة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يخشى من القائد سليماني مثل بقية الأمريكيين، لذلك حضر لاغتياله بطريقة جبانة واجرامية، وكان ترامب يقول: "سليماني أسقط آلاف الأميركيين بين قتيل وجريح على مدى فترة طويلة". لم ينكر "الجنرال" هذه التهمة ولا الخوف الذي زرعته عبواته بالجنود الأميركيين، وقال في إحدى المناسبات ساخراً من جبن الجنود الأميركيين: إن القوات الأميركية كانت بحاجة لإمدادات من "حفّاضات البالغين".