الوقت- في أعقاب الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية الأسبوع الماضي بشأن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي في ردّه على التصريحات الأمريكية أن ترامب قال 10 أكاذيب خلال خطابه المذكور، واليوم تخرج صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتقريرٍ موثّق لها أكدت فيه أنّ خطاب ترامب حمل في طيّاته خمس أكاذيب كبرى.
وأكدت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان: "خمس أكاذيب لترامب فيما يخصُّ إيران في خطاب الخروج من الاتفاق النووي" وقالت الصحيفة إنّ الأكاذيب الخمسة هي:
أولاً: ادّعى ترامب أنّ ميزانية إيران العسكرية قد زادت بنسبة 40٪ منذ توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة أو ما يُعرف بـ "الاتفاق النووي"، وزعم ترامب مرتين خلال اليومين الماضيين أن ميزانية إيران العسكرية قد ارتفعت بنسبة 40٪ منذ توقيع الاتفاق، حيث قال هذه الكذبة أوّل مرّة يوم الثلاثاء الفائت وخلال الإعلان عن انسحاب بلاده، وكرر هذه الكذبة مرّة أخرى يوم السبت الفائت أيضاً.
وتُضيف الصحيفة إنّ تقريراً لمعهد السلام الدولي في ستوكهولم أظهر عدم صحّة هذا الادعاء، وهذا يُشير إلى أنّ ترامب عَمِلَ وعن قصد على تزييف الحقائق وتضخيم الأكاذيب فيما يخصُّ إيران.
وفقاً لتقارير معهد السلام، فإن الميزانية العسكرية لإيران في السنوات الثلاث الماضية - بعد عام 2015 منذ سنة توقيع الاتفاق وحتى العام الحالي؛ نمت بنسبة 30 ٪، وليس 40 ٪ بحسب ما ادّعى الرئيس الأمريكي.
ثانياً: أما الكذبة الثانية التي حملها خطاب ترامب فهي ادعاؤه بأنّ الاتفاق النووي يسمح لإيران بإدامة تخصيب اليورانيوم، وهذا الادعاء زائف من أساسه، حيث إنّ الاتفاق النووي يُقيّد وبصرامة أنشطة التخصيب الإيرانية، فخلال السنوات الخمس عشرة القادمة والتي تستمر حتى العام 2030 اليورانيوم الذي سيكون لدى إيران في حالة مواصلة العمل بالاتفاق النووي؛ لا يمكّنها من إنتاج حتى قنبلة نووية واحدة.
ثالثًاً: أما الكذبة الثالثة فهي حصول إيران على 150 مليار دولار نقداً بعد توقيع الاتفاق، وهذا الادعاء محض كذبٍ وافتراء، وقد تكررت هذه الكذبة عشرات المرات خلال الأشهر والسنوات الأخيرة من قبل ترامب، وتؤكد الإحصاءات أنّه سُمِحَ لإيران باستعادة نحو 100 مليار دولار فقط من أصولها المُجمدة في البنوك الأجنبية، وقد تمّ إنفاق حوالي نصف هذه الأموال بالفعل من قبل إيران، كما ونجحت طهران بتحويل ما بين 35 و 65 مليار دولار من أصولها المحظورة في بنوك أجنبية إلى البنك المركزي، وهذه الأموال تأتي عائداً من بيع النفط الإيراني، وليس لها أيُّ صلةٍ بجيوب دافعي الضرائب الأمريكيين.
رابعاً: أما الكذبة الرابعة التي أطلقها ترامب خلال خطابه فهي ادعاؤه حول "نقطة الاختراق السريع"، حيث يقول ترامب بأنّه حتى لو امتثلت طهران وبشكل كامل للاتفاق؛ فإنها ستكون على شفا اختراق نووي في فترة قصيرة من الزمن، وهذا الادعاء غير صحيح بالمطلق، حيث إنّه ووفقاً لتقديرات الخبراء، فطهران وبحال عدم توقيعها للاتفاق، بحاجة إلى 3 أشهر تقريباً لتجميع ما يكفي من المواد اللازمة لصنع قنبلة نووية، لكن وبعد توقيعها للاتفاق النووي، والتزامها به؛ فقد ارتفعت هذه المدة إلى سنة واحدة على الأقل.
خامسًا: أما الكذبة الخامسة والأخيرة فيه ادعاء ترامب بأنّ إيران تكذب في محاولتها لتحقيق تكنولوجيا نووية عسكرية، وذلك استناداً إلى وثائق "إسرائيلية" مزعومة وجديدة، وهذا الادعاء غير صحيح أيضاً، لأن نتنياهو لم يقدم أي دليل على أنّ إيران تكذب في هذا الموضوع، أو وجود برنامج نووي سرّي، ووفقاً لوكالات الاستخبارات الأمريكية في تقريرٍ لها عام 2007، أكد خلاله أن إيران قد أوقفت برنامجها النووي العسكري منذ عام 2003، كما أنّ منظمة حظر الأسلحة النووية أكدت في تقريرٍ لها أنّ الوثائق التي عرضها نتنياهو لم تُقدّم أيّ جديدٍ للعالم، وأنّ ما تمّ عرضه من وثائق يوجد نسخة منه لدى الوكالة، وأنّ هدف نتنياهو من تلك المسرحية ما هو إلا مُبرر لخروج أمريكا من الاتفاق النووي.
لم توافق الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبشكلٍ مطلق على الادعاءات التي ساقتها أمريكا و"إسرائيل" والتي تختصُّ بمحاولة طهران الحصول على التكنولوجيا النووية العسكرية، وقد أخفقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحتى الآن في تقديم أي دليل يدعم ادعاءات "إسرائيل" وأمريكا.