الوقت- على وقع الهتافات المناهضة للنظام المغربي، تظاهر عشرات الاف المغاربة أمس في الرباط تضامنا مع ما يسمى بـ"حراك الريف"، مطالبين بالعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد.
وردد المتظاهرون الذين جابوا وسط العاصمة المغربية قادمين من مختلف مدن المملكة، وحملوا الأعلام المغربية، والأمازيغية، وأعلام حركة 20 فبراير، شعارات مثل: "عاش الشعب عاش مغاربة مش أوباش"، في إشارة إلى نعت العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني لسكان منطقة الريف بالأوباش في احتجاجات اجتماعية عام 1984. كما رددوا شعارات تطالب بالحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد، مثل: "هي كلمة واحدة هاد الدولة فاسدة" و"الموت ولا المذلة"، كما حملوا صور المعتقلين على خلفية احتجاجات "حراك الريف" وطالبوا بالإفراج عنهم.
وأشارت تقديرات الشرطة إلى أن عدد المشاركين في التظاهرة تجاوز عشرة آلاف، لكن جماعة العدل والإحسان قالت إن الأعداد أكبر بكثير، وقال رئيس "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" أحمد الهايج: "تظاهرة اليوم كانت في حجم القضية التي خرجت من أجلها"، وأضاف: "كان لا بد للقوى الحية في المجتمع المغربي أن تعبر عن موقفها مما يجري في الريف خصوصاً بعد 18 أيار (مايو) الماضي، إذ جرت التظاهرات بطريقة سلمية منذ مقتل محسن فكري (بائع السمك)، إلا أنه بعد هذا التاريخ تبنت الدولة المقاربة الأمنية وعمدت إلى سياسة الاعتقالات والمحاكمات الملفقة بدل الاستجابة إلى مطالب الساكنة".
كذلك شهدت مدينة العروي في الحسيمة، مسيرة حاشدة وصفت بأنها الأكبر من نوعها بعد اعتقال ناصر الزفزافي أبرز الناشطين في الحراك، وجابت المسيرة الشوارع الرئيسية لتصل إلى إحدى الساحات حيث رفعت شعارات مطالبة بالمزيد من الحقوق والحريات، وأخرى نادت بإطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمهم الزفزافي، الذي اعتقل منذ السادس والعشرين من مايو.
ويأتي تحرك المحتجين وبينهم أنصار "جماعة العدل والإحسان" الإسلامية، في أعقاب تصريحات لعبدالإله بنكيران زعيم حزب "العدالة والتنمية" انتقد فيها "تعاطي الحكومة مع حراك الريف"، واتهمها بـ"الارتباك والإفراط في استخدام العنف ضد المحتجين".