الوقت - من دون أدنى شك تعتبر صناعة المقاتلة "قاهر 313" واحدة من أشهر الصناعات الدفاعية للجمهورية الإسلامية في إيران خلال السنوات الأخيرة والتي أزيح الستار عن أول نموذج لها في عام 2012.
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم كثر الحديث بين الخبراء والمتخصصين حول مميزات هذه الطائرة، في حين كان يعتقد الكثيرون بأن هذه الطائرة هي مجرد نموذج "موكت" دعائي غير قابل للتطبيق، خاصة وإن الشكل الظاهري لهذه المقاتلة كان يختلف كثيراً عن نظيراتها في الدول المتقدمة.
وهذا الجدل استمر في المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي إلى أن ظهر وزير الدفاع الإيراني "حسين دهقان" في مقابلة تلفزيونية العام الماضي ليكشف عن معلومات جديدة ودقيقة بشأن هذه المقاتلة، حيث أكد دهقان أن النماذج المصغرة لهذه الطائرة الحربية قد أكملت اختباراتها بنجاح، وسيتم نصب محركاتها على النموذج الأصلي. وتكمن أهمية إزاحة الستار عن النموذج الأصلي لمقاتلة "قاهر 313" في إسكات الأصوات التي حاولت الاستهانة بهذا الإنجاز ووصفه بأنه مجرد دعاية وبأنه سيواجه الفشل.
مقاتلة "قاهر " مجهزة بمحركين
الأمر المهم في هذه المقاتلة هي أنها وعلى العكس عمّا أزيح الستار عنه في عام 2012، تم إضافة محرك آخر لهذه الطائرة في النموذج الجديد لتصبح مجهزة بمحركين وباتت تشبه إلى حد بعيد المقاتلة "جي 85" الأمريكية الصنع التي تعتبر من جيل مقاتلات "أف 55".
ولم تعلن وزارة الدفاع الإيرانية عن الوزن الحقيقي لهذه المقاتلة إلاّ أن الخبراء يخمنون بأن تبلغ 15 إلى 20 طناً، وهي تتمتع بقدرة عالية على المناورة، ويمكنها أن تستمر في الطيران في حال عطل أحد محركيها.
ما هي مهمة المقاتلة "قاهر 313"؟
من خلال تصريحات المشرفين على تصميم هذه المقاتلة للتلفزيون الرسمي الإيراني ومن خلال الشكل الظاهري لهذه المقاتلة والتقنيات التي جهزت بها يمكن التكهن بمهمة هذه الطائرة التي يمكنها التزود بصواريخ (جو - بحر) و (جو - بر) و(جو - جو) كصواريخ "فكور" المحلية الصنع. كما يمكن لهذه المقاتلة أن تتزود بتقنيات رادارية عالية الدقة كالتي تم تحديثها في مقاتلات (أف 14).
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المقاتلة تتمكن من التحليق على ارتفاعات منخفضة جداً، ما يمكنها من الإفلات من الرادارات المتطورة. ونتيجة لتصميم جناح الطائرة بشكل خاص يمكن لهذه المقاتلة التحليق لقطع مسافات طويلة جداً والإقلاع من مدارج ضيقة جداً، وكذلك الهبوط في مساحة ضيقة جداً. وتتمكن هذه الطائرة أيضاً من حمل قنابل وصواريخ يتم التحكم بها عن طريق الليزر لضرب أهداف من مسافات بعيدة جداً وبدقة عالية.
التخفي والتستر؛ حاجة ملحة في حروب القرن الحادي والعشرين
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين هو: ما الحاجة إلى تمتع مقاتلة معينة بميزة التخفي إذا كانت قادرة على الطيران بارتفاعات منخفضة جداً كمقاتلة "قاهر 313"؟
للإجابة عن هذا التساؤل ينبغي القول بأن القرن الحادي والعشرين وفي عصر التطور الهائل للصناعات الحربية والتقنيات العسكرية الحديثة جداً وخصوصاً في مجال الرادارات، بات من الضروري جداً صناعة مقاتلات قادرة على التحليق بارتفاعات منخفضة جداً كي تتمكن من الطيران مدة أطول في ميادين القتال، وهذا بدوره يتطلب قدرة عالية على الإفلات من الرادارات المعادية، وكذلك القدرة على تحديث المعلومات بشكل يومي وبما يتناسب مع التطورات الرادارية في العالم.
في الختام ينبغي القول بأن "قاهر 313" في طريقها إلى التطور الهائل، وقد أظهرت التجارب أنها ليست مجرد دعاية كما يزعم البعض، رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية في إيران ومن بينها الحظر المفروض عليها على خلفية الأزمة النووية مع الغرب. وفي هذا الخصوص أشار وزير الدفاع الإيراني "حسين دهقان" على هامش مراسم إزاحة الستار عن هذه المقاتلة بأن السنوات القادمة ستحمل المزيد من المفاجئات في مجال صناعة المقاتلات الحربية وباقي الصناعات الدفاعية الإيرانية.