الوقت - قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمس في مقال لها ان مصر وتركيا والبلدان التي كانت معارضة للرئيس السوري، بشار الأسد، وبدرجات متفاوتة، خففت من حدة مواقفها بشكل ملحوظ في الاونة الاخيرة.
حيث بينت الصحيفة بالقول ان مصر، بلد كبير من حيث عدد السكان في المنطقة وان هذا البلد يشهد اليوم زيادة الدعم الشعبي للحكومة السورية لأول مرة، بينما تركيا، وهي القوة الإقليمية الكبيرة ايضاً تتجه نحو تلطيف الاجواء مع دمشق.
وتابعت الصحيفة بالقول ان هذه التحولات تأتي في وقت متقلب مع دول في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة مع امريكا وسط توخي الحذر في رهاناتها فالتحالفات الأمريكية طويلة الأمد مع تركيا ومصر والسعودية هي متوترة الان بشكل كبير، حيث انها تواجه عدم اليقين وسط انتخاب دونالد ترامب، الذي لا يزال غير معروف السياسة إلى حد كبير، باستثناء لهفته المعلن بتغيير جذري في السياسة الخارجية.
وأضافت الصحيفة ان مصر، التي شهدت تضاؤلاً في نفوذها، قامت بالبحث عن حلفاء وعن أهميتها أينما يمكن العثور عليها.
ونقلت الصحيفة قول "بريان كاتوليس" الصحفي البارز في مركز التقدم الأمريكي في واشنطن إنه "في السياق الإقليمي اليوم، هذا التحول هو تكتيكي من قبل الدول على جبهات متعددة ومن المرجح أن يستمر وقد يتسارع في ظل إدارة ترامب".
وتابعت الصحيفة بالقول ان تركيا وصلت الى حد فهم التغيير المحتمل لقواعد اللعبة مع روسيا في شمال سوريا وسط تباطؤ بدعم المتمردين المحاصرين في المدينة بينما مصر المتباينة في علاقتها مع حلفائها التقليديين في بعض الطرق، عن طريق انقسامها بين السعودية وسوريا، لا تزال تعتمد ماليا على السعودية بينما تأمل في رأب الصدع مع أمريکا برئاسة ترامب، فمصر، تسعى للإشارة إلى أن لديها وجهة نظر مستقلة وموقف حول النزاع السوري وعلى صعيد السياسة الإقليمية، وتحقيق التوازن بين الولايات المتحدة وروسيا، وليس مواءمة الدول الخليجية.
ونقلت الصحيفة قول الصحفي مايكل وحيد حنا في مؤسسة القرن، وهو معهد أبحاث ومقرها نيويورك، ان الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر يكافح التشدد ويدعم بصراحة الدول القومية وذات السيادة حيث ان هذه المواقف منسجمة مع تلك المواقف التي يتبعها الرئيس بشار الأسد وهي تختلف عن تلك التي في السعودية، حيث ان السيسي يشعر بالقلق أيضاً على نحو متزايد من تركيا، حيث يرى محاولة الانقلاب ضد الحكومة الاسلامية لأردوغان بـ "ولادة الدولة الدينية في أوروبا".
وقالت الصحيفة ان اليوم، يميل كلٌ من تركيا ومصر للابتعاد وبشكل كبير عن السعودية وتتجهان نحو روسيا، بما في ذلك الأردن الحليف الأمريكي والذي كان دائما فاتر الدعم للمتمردين، حيث ان كلاً من هذه البلدان الثلاثة تسعى إلى حماية نفسها من تداعيات الاضطرابات في سوريا من اللاجئين والمهاجرين، ومن المتشددين الاسلاميين مثل تنظيم "داعش" وتنظيم الشركات التابعة لها، ومن أي ثورة شعبية محتملة.
واختتمت الصحيفة بشرح سبب توتر العلاقات بين مصر والسعودية بسبب رفض مصر المشاركة بنشاط في الحرب السعودية علی اليمن کما صوتت مصر مع روسيا على قرار الأمم المتحدة بشأن سوريا، واستضافت مؤخرا رئيس الأمن القومي السوري، علي مملوك.