الوقت- اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم الجمعة أن السعودية تتصل وتتطبع وبعدها تعترف وتنسق مع اسرائيل والفتاوي تجهز لذاك، مؤكداً أن الرياض تستغل الوضع في العالم العربي لنقل العلاقة مع اسرائيل الى العلن.
وأضاف السيد نصر الله في كلمة متلفزة خلال الاحتفال التكريمي للشهيد القائد اسماعيل زهري ان الشهيد عنوان لجيل من الاخوة المقاومين الذين التحقوا بحزب الله منذ عام 1982 كأفراد وحضروا في الميدان وجمعوا بين العلم والعمل وبين الايمان والجهاد، مؤكدا ان بلدة النبطية ضحت في أكثر من حرب وعدوان، ولم تبخل وها هم المقاومون من أبنائها يتواجدون في كل الميادين وحيثما يجب أن نكون.
وقال السيد نصرالله : ان "هذا كثير من شباب هذا البلد وعالمنا العربي والاسلامي ورغم كل ما جرى على فلسطين ولبنان كانت لهم ثقافاتهم ولكن أيضا كثير منهم وليس فقط شباب حزب الله، هم لم يعيشوا شبابهم كما هو طبيعي، مبكرا حملوا البندقية وغادروا البيوت الى الجبال، شباب واجهوا أقوى جيش في المنطقة ليصنعوا الانتصار.
واكد ان المقاومة تمثل بالنسبة لنا الضمانة الحقيقية والاساسية لنبقى في أرضنا التي حررناها، وانها جزء من المعادلة الذهبية (الجيش والشعب والمقاومة)، والتي يجب أن نحميها ونحمي بلدنا وشعبنا معتبرا ان يوما بعد يوم نتأكد صوابية وصحة هذا الطريق وسلامته، وصحة هذا الخيار على المستوى الوطني والقومي والاسلامي.
وأكد السيد نصر الله أن السعودية مازالت مصرة على الحروب في كل الساحات وترفض الحلول والايدي الممدودة، مشيراً الى لقاء مسؤولين سعوديين بمسؤولين حكوميين إسرائيليين بالاراضي المحتلة لا يمكن ان يحصل دون موافقة الرياض، واشار الى التطور في الموقف السعودي الذي بدأ ينتقل من العلاقة خلف الستار أو التواصل مع الاسرائيليين في السر الى العلن، لافتا الى ان لقاءات الامير تركي الفيصل العلنية مع الاسرائيليين، وزيارة انور عشقي لا يحصل بمعزل عن موافقة الحكومة السعودية وقال "في السعودية اذا أحد غرد عبر تويتر يحكم عليه بالجلد ألف جلدة، كيف اذا خالف سياسية استراتيجية؟ معتبرا ان الزيارات السعودية لاسرائيل ليست بداية العلاقة التنسيق، بل بداية الانطلاق من السر الى العلن، وما يقوم به هذا الاميرفيصل وعشقي جس النبض.
واكد السيد نصر الله ان تطبيع السعودية مع اسرائيل، لمصلحة تل ابيب ليس له مكاسب امنية وسياسية وحقوقية ومصيرية للعرب أو الفلسطينيين ، لافتا الى ان السعودية التي تقدم نفسها في العالم العربي والاسلامي أنها دولة الاسلام والشريعة المحمدية ودولة القرآن وحكومة الحرمين الشريفين والمؤتمنة على ارض النبوات، تقيم العلاقات وتنسق مع اسرائيل وغدا تعترف بها"،وأكد أن الرياض تبادر الى اسرائيل فقط، وبالمجان وترفض الحوار مع ايران او سوريا او اليمن.
وفي موضوع فلسطين أكد السيد نصر الله أن في فلسطين واسرائيل هناك حق واضح وباطل واضح، مشيراً الى الشهيد محمد الفقيه هو عنوان فلسطين وخيار المقاومة، مؤكداً ان الاعتراف باسرائيل ليس موضع مجاملة، مطالبا بادانة ورفض ذلك لأنه يخدم العدو الذي يعتدي على شعب فلسطين والمقدسات ويهدد المنطقة مشيرا الى المشايخ الذين يقدمون فتوات على ضوء رغبات الحكام معتبرا ذلك كارثة فقهية.
وأشار السيد نصر الله الى أن الوضع العربي في المنطقة "سيئا جدا، أسوأ من أي زمن مضى، لا أمة ولا دول ولا جامعة عربية حقيقية ولا مصير مشترك ولا أي شيء من هذا"، مشيرا الى قضية فلسطين وقال ان "اسرائيل لم تعد عدوا للوضع العربي الرسمي وفلسطين أصبحت قضية رفع عتب، هذا ما عبرت عنه القمم العربية".
واعتبر السيد نصر الله ان الذي سقط في حلب قبل ايام هو احلام ومشاريع امبراطورية امام صمود المقاومة،وأكد ا أن الثقافة الوهابية المكفرة، مشروعكم لكن لا مستقبل له وأمامكم فرصة للتفاوض في اليمن والبحرين وسوريا والاّ سوف تهزمون"، مضيفاً "ان ثقافة الوهابية وداعش والقاعدة وجبهة النصرة حتى لو غيرت أسمها هي ثقافة القتل والذبح دون اعطاء فرصة للمصالحة".
وحذر السيد نصر الله آل سعود قائلا: "اذا أصريتم على استمرار الحروب، ستهزمون، وسيهزم مشروعكم ويلحق بكم العار"، وفيما أشار السيد نصرالله الى أن "السعودية مصرّة على مواصلة الحروب في كل الساحات ورفض الحوار في البحرين واليمن وسوريا وهي تبادر فقط باتجاه "الاسرائيليين" وبلا أثمان"، شدد على أن "التطبيع مع "اسرائيل" يجب أن يكون موقع إدانة وشجب لدى العلماء والفقهاء والمثقفين والنخب والأحزاب السياسية".
ولفت الى: أن "هناك اجراماً يحصل بحق أهل اليمن وهناك مجزرة ارتكبها "الدواعش" بغطاء سعودي في الصراري لان هذه ثقافة السعودية والوهابية و"داعش" و"جبهة النصرة" حتى لو تم تغيير اسمها".
وفي الشأن اللبناني أكد الأمين العام لحزب الله أن بلدة الغجر "يجب أن تكون تحت انظار الحكومة والشعب اللبناني وهي أرض لبنانية باعتراف الامم المتحدة"، وطالب "الحكومة اللبنانية بأن تبادر وتتخذ موقفاً مما يجري الان في بلدة الغجر وهي تحت سيادة لبنان".
ودعا السيد نصر الله الحكومة اللبنانية الى التصرف بمسؤولية وطنية في ملف تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون وهذا الملف يخص كل اللبنانيين دون استثناء، وأضاف "اذا كان المطلوب اغلاق المرامل والمعامل يجب أن تغلق للحفاظ على مياه الليطاني"،وطالب "الحكومة والسلطات المعنية اتخاذ الاجراءات المناسبة وأي تهاون فيها هو شراكة في القتل"، ولافتاً الى أن هناك "ملفاً آخر ضاغطاً بقوة وهو ملف المياه فهناك بعض المدن تعاني من العطش وهذه مسؤولية الحكومة"، كما دعا أيضاً "الحكومة الى تصحيح مواقفها مما حصل في موريتانيا وتصحيح الاساءة التي حصلت لأن الشعب الموريتاني شعب عزيز".