الوقت- عدّت الحكومة الأردنية دولة قطر من الدول العربية التي امتنعت عن اظهار التضامن الحقيقي مع الاردن حكومةً و شعباً فيما يخص قضية إحراق الطيار معاذ الكساسبة . وهذا بدوره يعكس عمق الاختلافات الاردنية القطرية التي اتسمت قبل قضية الاحراق و اعلان الاردن الحرب على داعش بالـ (البرود) و الجمود.
ويعود تاريخ التوتر بين البلدين لسنوات ماضية وعلى عدة مواقف منها قضية إبعاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من الأردن عام 1999 وفشل الوساطة القطرية حينذاك وإلقاء الأخيرة اللوم على الأردن.
كما اجج العلاقات بين الطرفين اجراءات التسفير والإبعاد بحق الأردنيين العاملين في قطر والذي اتخذته قطر خلال الاعوام السابقة.
وتوالت بعد ذلك المواقف عندما قررت الأردن ترشيح مندوبها في اﻷمم المتحدة اﻷمير زيد بن رعد ليكون خليفة لكوفي عنان في منصب اﻷمين العام للامم المتحدة عام 2006 وتصويت دولة قطر لصالح المرشح الكوري جنوبي بان كي مون وسحبت الأردن سفيرها في قطر على إثر ذلك.
وفي عام 2010 عندما أبدى الأمير علي بن الحسين رغبته في الترشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد اﻵسيوي لكرة القدم، تعرضت قناة الجزيرة الرياضية للتشويش، واتهمت القناة القطرية وقتها الأردن باحتضان “المحطة” التي شوشت على القناة.
كما برز العتب الرسمي الأردني الذي عبر عنه مسؤولون بشكل خافت حيال ما رأوه من عدم التزام من قطر تجاه تنفيذ المنحة الخليجية للأردن والتي يبلغ نصيب الدوحة منها 1.25 مليار دولار على مدى خمسة أعوام مقابل التزام كل من الرياض والكويت وأبو ظبي.
رافق ذلك محاولات الدولتين لتحسين العلاقة بينهما وتعزيز الزيارات المتبادلة على مستوى الرؤساء والمسؤولين بعد فترة من القطيعة في ظل ما يحصل في المنطقة العربية من تغيرات جذرية، ومجاراتاً للتغيرات السريعة التي تشهدها الخارطة في الوطن العربي . فلم يكن مستغرباً أن تأتي الجهود الحثيثة من قبل الطرفين لتطوير العلاقة وتوطيدها.
نعم .. الأردن التي تعتبر موطناً ومصدراً للإرهاب بتدريبها للمسلحين وإرسالهم إلى سوريا عبر معسكرات مدعومة من واشنطن والاتحاد الأوروبي وقطر والسعودية وقعت مؤخراً فريسة له بإحراق طيارها حياً من قبل داعش , الأمر الذي أثار غضب الحكومة و الشارع الأردني و الرأي العام بشكل عام.
ولكن ما زاد غضب الحكومة الاردنية ان قطر وخلافا لغالبية الدول العربية لم تنع الطيار الكساسبة ولم تتقدم ببيان لاستنكار إرهاب تنظيم داعش او للإعراب عن تضامنها مع الشعب الأردني.
كما ان عمان أبدت انزعاجها ايضا من دور محطة الجزيرة السلبي التي كانت السباقة في نشر شريط الفيديو الشهير لإحراق الطيار الكساسبة وهو الشريط الذي جرح الشعب الأردني.
و قد عبر نشطاء التواصل الإجتماعي عن هذا الإنزعاج في بوست شهير تداوله حتى نواب البرلمان الأردني يحدد ثلاثة أعداء للشعب الأردني هم “إسرائيل وداعش والجزيرة القطرية، حصل ذلك بعدما إستضافت الجزيرة البرلماني علي الضلاعين لينتقد إرسال الأردنيين لقتال داعش في العراق وسورية.
وهنا يطرح تساؤل عن إمكانية تغيير عمان لمواقفها وسياساتها حيال العنف والإرهاب الذي تتعرض له المنطقة وعلى رأسها سوريا والعراق؟
حيث باتت خطورة المرحلة تستدعي إعادة النظر في السياسات التي تتخذها السلطات الأردنية تجاه دعم الإرهاب الذي بات يتمتع ببنى تحتية وقواعد عسكرية تؤهله لتدمير المنطقة برمتها بما في ذلك الأردن.