الوقت- لم تمض ساعات قليلة على سحب الإمارات أكثر من 80 % من قواتها المشاركة في العدوان على اليمن حتى حزم الأمير السعودي ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان أمتعته متوجّها إلى الأردن بغية تعويض النقص الحاصل في القوى العسكي على الأرض.
التقارير الإعلامية التي تحدّثت عن الخلافات العميقة بين الرياض وأبو ظبي لاسيّما بعد القرارات الأخيرة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بإقالة رئيس الحكومة خالد بحاح، المحسوب على الإمارات، تناقلت معلومات حول عزم الأردن إرسال قوات إلى اليمن، مشيرين إلى أن ذلك هو الركيزة الأساسية لزيارة محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، إلى عمّان والتي جاءت بعد أيام على انسحاب آخر القوات الإماراتية من مأرب.
وأضافت التقارير أن زيارة بن سلمان إلى الإمارات جاءت “على عجل” وذلك في إطار مساع يبذلها لترميم العلاقات بين البلدين، بعد تصاعد للخلافات في اليمن، وصلت حد سحب الحليف الأبرز للسعودية في عدوانها على اليمن آخر قواته من مارب بعد أن نجح ضباط يمنيون في قاعدة “تداوين” العسكرية من فض خلافات وصلت حد أخذ وضعية الاستعداد للاشتباك المسلح بين ضباط الدولتين.
وتابع التقارير"أن القوات الإماراتية، غادرت المكان، وغيرت طريق سيرها، حيث توجهت عبر طريق يدعى “خشم الجبل” باتجاه (شرورة، شمال غرب منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية)، وعبرت باتجاه سلطنة عمان، بعد أن امتنعت عن الاقتراب من الحدود السعودية”. وأضافت: إن تعزيزات عسكرية قطرية وصلت منفذ الوديعة في طريقها إلى معسكر “تداوين” بمأرب، وتتشكل من عربات عسكرية وراجمات صواريخ، كبديل للقوات الإماراتية.
السلطات الأردنية أعلنت في بيان لها عقب زيارة بن سلمان، أن الجانبين اتفقا على تطوير التعاون العسكري القائم بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى اتفاقات تجارية واستثمارية وأخرى في مجال الطاقة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين لتأسيس صندوق استثماري مشترك.
في السياق ذاته نقلت وسائل إعلامية عن مسؤول عسكري يمني قوله: إن تبني السعودية للإخوان في اليمن، وإعادة دعمهم المالي والعسكري في تعز ومارب والجوف، وذلك بعد قرار تعيين الجنرال السابق وقائد الجناح العسكري للحركة، علي محسن الأحمر، نائباً للفار هادي وإزاحة خالد بحاح، ضاعف حدة صراعاتها مع الإمارات التي لها موقف معلن تجاه الجماعة.
ويرى مراقبون للوضع في اليمن، أنه “لا يمكن قراءة قرار هادي الأخير، إلا كرهان لمرحلة متقدمة من الصراع، ومحاولة لإنعاش وتمكين الإخوان من التواجد على الأرض، خاصة في الشمال، لضمان تكافؤ القوى، بالتوازي مع رسالة سعودية لحليفتها الأبرز في الحرب “الإمارات
وكان ملفتاً، بتقديرات مراقبين، أن يقوم ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي بزيارة مفاجئة للقاء الملك الأردني الذي استقبله في العقبة، وقالت تقارير إن الزيارة واللقاء رُتبا "على عجل" بناءً على طلب سعودي، خصوصاً في ظل تواجد العاهل السعودي خارج البلاد بزيارة لمصر ثم تركيا.
وتربط مصادر سياسية بين الحلقات جميعها كتداعٍ متسلسل وصل ذروته بالانسحاب الإماراتي من مأرب وتوجه سعودي للبحث عن بديل بعد تراخي خيار التعويل على بدائل من قطر ما عدا الأسلحة النوعية التي وفرتها الدوحة، إضافة إلى اليأس من استجابة مصرية في الصدد.
يشار إلى أن تقارير إعلامية أكدت مشاركة قوات أردنية في دعم وحماية عملية الإنزال البحري لقوات عسكرية تابعة لتحالف العدوان السعودي، التي جرت على شواطئ “البريقة” بعدن، في يوليو من العام الماضي، بعد انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية.”.
يذكر أن الأردن هي احدى دول التحالف السعودي الذي يخوض حربا في اليمن منذ نهاية مارس من العام الماضي.