الوقت- رغم مرور 33 يوما على بدء الهجوم البري للجيش الصهيوني على جنوب لبنان، إلا أن القوات الصهيونية لا تزال غير قادرة على احتلال مناطق مهمة في جنوب لبنان بسبب الدفاع الشرس للمقاومين في المناطق الحدودية.
وعلى غرار حرب 2006، غزت القوات البرية للكيان الصهيوني لبنان من المحاور الأربعة: الناقورة، عيتا الشعب، مارون الراس وكفركلا؛ وكان الـ 30 من سبتمبر 2024 هو الوقت الذي بدأ فيه الدخول البري للصهاينة، ومضى أكثر من 33 يومًا منذ بدء الهجوم، لكن التكتيكات الدفاعية المناسبة لحزب الله منعت الجيش الإسرائيلي من التقدم بعمق، ولم يتمكنوا من تثبيت وجودهم في عدة قرى حدودية.
وتقول مصادر المقاومة إن ما لا يقل عن 90 جندياً من قوات هذا النظام قتلوا وأصيب المئات منذ بداية الاجتياح البري للجيش الإسرائيلي، ونشرت العديد من الصور للجنود الصهاينة الجرحى أثناء نقلهم بالمروحيات إلى المستشفيات خلف خطوط القتال.
وعلى الرغم من الرقابة الشديدة على أرقام الضحايا، فقد اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ما لا يقل عن 33 جنديا إسرائيليا في المعارك في جنوب لبنان.
استمرار تألق صاروخ الماس في المعركة البرية بجنوب لبنان
ولفترة قصيرة، توقف نشر فيديوهات جذابة للهجوم بصواريخ "أطلق وانسى" الماس، لكن خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، ظهرت عدة فيديوهات لاستهداف معدات وأفراد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وشمال الأراضي المحتلة تم نشرها.
واستهدف المقاومون في هذه الهجمات مكان تجمع الجنود الصهاينة والمدرعات ودبابة الميركافا وحتى الملاجئ الخرسانية المحصنة للجيش الإسرائيلي بالقرب من المنطقة الحدودية.
صاروخ الماس يملك إمكانية القفل قبل الإطلاق ودون الحاجة إلى توجيه المستخدم، وطبعا وضع التوجيه وتغيير الهدف حتى الثانية الأخيرة، لذلك يعتبر أفضل وأحدث صاروخ مضاد للدروع لدى حزب الله وشكل خوفا غريبا بين العسكريين الصهيونيين.
استراتيجية حزب الله الخاصة لتدمير دبابات الميركافا
نشرت الدائرة الإعلامية للمقاومة مؤخراً صوراً مثيرة لبعض قاذفات حزب الله الجديدة المضادة للدروع في ساحة المعركة، ويمكن في هذه الصور رؤية القاذفة الثلاثية لصاروخ كورنيت القوي والقاذفتين المزدوجتين للصواريخ المضادة للدروع RPG-7/29.
ولكن ما هو سبب استخدام عدة صواريخ وقذائف صاروخية على قاذفة واحدة؟
إن أهم ما يميز دبابات ميركافا وناقلات الجند المدرعة نمر التابعة للجيش الإسرائيلي هو نظام الحماية النشط تروفي الذي يحاول التعامل مع المقذوفات المضادة للدروع قبل وصولها إلى الدبابة.
الفاصل الزمني لرد فعل نظام تروفي للتعامل مع الهدف التالي هو حوالي 1.5 ثانية؛ أي إنه إذا تم إطلاق صاروخ أو صاروخين المضاد للدروع بشكل متتابع لمسافة أقصر (على سبيل المثال، أقل من ثانية واحدة)، حتى لو نجح تروفي في تدمير الصاروخ الأول، فإن الصاروخ الثاني سيصل إلى الهدف قبل دفاع الدبابة الإسرائيلية، لأنه يجب أن يتم تنشيط النظام مرة أخرى.
صاروخ مضاد للدروع مثل كورنيت لديه قوة اختراق 1300 ملم في الدروع المسطحة، ويتيح قاذف الكورنيت الثلاثي للمستخدم إطلاق 3 صواريخ على هدف واحد (على سبيل المثال ميركافا) بفواصل زمنية تقل عن ثانية واحدة؛ وبافتراض نجاح نظام تروفي في تدمير الصاروخ الأول، فإن الصاروخين التاليين، اللذين تبلغ قوة كل منهما أكثر من 1000 ملم، سيخترقان جسم الدبابة بشكل ممكن، وسيكون احتمال مقتل طاقم الدبابة مرتفعًا جدًا.