الوقت- يبدو أن تطورات الصراع والمفاوضات بين حركة حماس وكيان الاحتلال، تعود بقوة مع التركيز على موقف حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتأكيد القيادي الكبير في حماس على رفضهم أي اتفاق لا يشمل وقفًا شاملاً لإطلاق النار يظهر الثبات على الموقف والتأكيد على الشروط التي يعتبرونها ضرورية لأي اتفاق مستقبلي، وهذا التصريح يأتي في سياق التحضيرات لجولة جديدة من المفاوضات مع السلطات المصرية بخصوص اقتراحات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومن هنا، يظهر أن حماس ما زالت ملتزمة بالتفاوض، ولكنها تصر على مراعاة مصالحها ومطالبها الأساسية، وهي وقف إطلاق النار الشامل وعدم الاستسلام لأي ضغوط خارجية، بما في ذلك الضغوط الأمريكية.
من خلال تصريح "سامي أبو زهري"، يظهر أن حماس ما زالت تقيم رد الفعل الإسرائيلي على موقفها وتدرس الخيارات المتاحة لها، هذا يعكس الاستعداد للتصعيد أو الاستمرار في الحوار بناءً على تقييمها للأوضاع، ويمكن تفسير ذلك على أنه يبرز تصميم حماس على الوصول إلى اتفاق يلبي مطالبها الأساسية، مع الحفاظ على مرونة في التفاوض والتصعيد حسب ما تقتضيه الظروف وتقييم الأوضاع الميدانية.
وبالنسبة لموقف حماس بشأن التفاوض واتفاق وقف إطلاق النار مع كيان الاحتلال، يؤكد "أبو زهري" على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق وقفاً كاملاً للعدوان الإسرائيلي على غزة، ما يظهر استمرار التمسك بالمطالب الأساسية للحركة، كما يؤكد الوضع جدية حماس في التوصل إلى اتفاق، ولكنها تعبر عن رفضها لأي ضغوط من الجانب الأمريكي، ما يعكس استقلاليتها ورغبتها في حماية مصالحها ومطالبها.
أيضًا، إن تحرك وفد حماس إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات، يسلط الضوء على الشخصيات المشاركة في هذه المحادثات، بما في ذلك "خليل الحية" و"زاهر جبارين" من حماس و"عباس كامل" من الجانب المصري، ما يظهر أهمية تفاصيل عملية التفاوض والأطراف المشاركة فيها، وبالتالي استعداد حماس لمواصلة التفاوض والتحركات الدبلوماسية، مع التأكيد على أهمية وجود وقف شامل للعدوان الإسرائيلي كشرط أساسي لأي اتفاق مستقبلي.
ومن خلال مواصلة الحوار والمفاوضات بين حماس و كيان الاحتلال، لم تتوقف تصريحات قيادات حماس التي تعلن استعدادها للرد على مقترحات المفاوضات في القاهرة، ما يظهر استمرارها في المشاركة الفعالة في العملية الدبلوماسية، ويشير المصدر الذي يمثل قيادات المقاومة الفلسطينية إلى توترات محتملة بعد رد النظام الصهيوني الذي لم يكن واضحًا بما فيه الكفاية، ما يثير تخوفًا دوليا من استئناف العدوان الإسرائيلي.
كذلك، ترفض حماس ما تنشره بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول التنازلات المزعومة التي قدمتها تل أبيب في المفاوضات، ما يعكس عدم الثقة في البيانات الإعلامية المتداولة، ويوضح الوضع استمرار التوترات والتحديات في عملية المفاوضات بين الطرفين، مع تأكيد الحاجة إلى إجابات واضحة من الصهاينة لتحقيق تقدم في العملية السلمية، مع وجود نقاشات داخل المقاومة الفلسطينية بشأن عملية إعادة إعمار قطاع غزة، والتأكيد على ضرورة ضمان استخدام الطاقة القصوى لإعادة إعمارها دون أي تدخل أو قيود.
وتبرز أهمية التعاطي مع الاتفاق المقترح في ظل ذكاء حماس السياسي، والذي يشمل فترة وقف إطلاق نار لمدة عام واحد مع تعهد كل من كيان الاحتلال وحماس بعدم استخدام الأسلحة في الأرض أو في الجو، مع وقف الإجراءات الإسرائيلية المعادية وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتحديد فترات زمنية محددة لتنفيذ هذه الخطوات،
وإن طرح مصر في إطار المفاوضات بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال، والتي تتناول قضية انسحاب كيان الاحتلال من طريق "صلاح الدين"، وتقسيم قطاع غزة إلى قسمين كمبادرة محتملة، يضاف إلى تصريحات قادة المقاومة الفلسطينية التي تعبر عن تحفظ حماس على مقترحات النظام الصهيوني في المفاوضات، مع التأكيد على أن أي اقتراح يجب أن يتضمن تغييرات جوهرية تلبي المطالب الأساسية للفلسطينيين.
وبالتالي، إن استمرار المقاومة الفلسطينية في التمسك بمواقفها السابقة بشأن العودة غير المشروطة للنازحين وضرورة وقف فوري لإطلاق النار واستكمال عملية تبادل الأسرى، مع التركيز على الأسرى المدنيين في المقام الأول، يظهر التحفظ والتحليل النقدي العميق لحماس لمقترحات الطرف الإسرائيلي في المفاوضات، وتأكيد المقاومة الفلسطينية على ضرورة تحقيق مطالبها الأساسية والاستمرار في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويبدو أن هناك محاولة من الجانب الإسرائيلي لإقناع حماس بالتنازل من خلال إجراءات إعلامية وعرض موضوع وقف إطلاق النار لمدة عام، ويظهر هذا الاقتراح كمحاولة مخادعة لإظهار الرغبة بالتوافق وتهدئة التوترات، ولكن حماس أكثر من يعرف الإسرائيليين.
وحماس، بدورها، يبدو أنها تستفيد من ورقتها الرابحة التي هي موضوع الأسرى، وتعتبر أن استمرار المقاومة والصمود سيؤدي في النهاية إلى تحقيق مطالبها، من خلال رفضها لخداع تل أبيب في ملف وقف إطلاق النار، ويمكن أن ترى حماس ذلك كفرصة لتعزيز موقفها وتحقيق مكاسب أكبر، وخاصة مع تأكيد أن العدو فشل بإضرار حماس، ومن المهم أن تدرك حماس أن استمرار صمودها وتمسكها بمطالبها يمكن أن يؤدي إلى تحقيق النتائج التي تسعى إليها، وأنها تحتفظ بورقة الأسرى كوسيلة لتحقيق مطالبها بشكل أكبر، وبهذا، يمكن أن تعزز حماس موقفها وتحافظ على قدرتها على تحقيق مطالبها في المستقبل.