الوقت- أطلقت مصر تحذيرات إلى الولايات المتحدة و "إسرائيل"، من أن هروب اللاجئين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة، قد يؤدي إلى "قطع العلاقات" بين القاهرة وتل أبيب، وفقًا لتقرير نقلته "أكسيوس" عن أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن مسؤولين في الجيش المصري وجهاز المخابرات قد أعربوا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، عن قلقهم البالغ بشأن تداعيات العملية العسكرية في جنوب غزة على مصر، وكان القلق يتعلق خاصة بتزايد نزوح المدنيين نحو معبر رفح الحدودي، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وأعرب المسؤولون المصريون عن تزايد القلق بشكل متزايد من احتمال تأثير الأزمة على حدودهم مع قطاع غزة.
خشيّة مصريّة من تهجير الغزاويين
مصريّاً، يُخشى أن يؤدي تدفق اللاجئين الفلسطينيين نحو مصر إلى عبور الحدود والبحث عن مأوى في شبه جزيرة سيناء، وفقًا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا إلى موقع "أكسيوس" الأمريكي، أفاد مسؤول إسرائيلي بأن "المسؤولين المصريين أكدوا لنظرائهم الإسرائيليين قلقهم البالغ من احتمال نزوح آلاف المدنيين من غزة إلى مصر"، وأشار المسؤول إلى أن المسؤولين المصريين حذروا "إسرائيل" من أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى تصاعد الأزمة وتأثير سلبي كبير على العلاقات مع الكيان.
وبينما تتسارع وتيرة التطورات، أفاد مسؤول أمريكي بأن "مصر تشارك الولايات المتحدة المخاوف نفسها"، حيث قال إن المسؤولين المصريين قاموا بتوجيه تحذير بشأن "قطع العلاقات" مع "إسرائيل" إذا تسببت العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة في تصاعد تدفق اللاجئين نحو شبه جزيرة سيناء، وذكرت "أكسيوس" أن مصر تعتبر الوضع الراهن والحرب على غزة تهديدًا لأمنها القومي، مع تعزيز رغبتها في منع اللاجئين الفلسطينيين من عبور الحدود إلى أراضيها، ومن جهة أخرى، أشار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي يقوم بزيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للمشاركة في اجتماع مع وزراء خارجية عرب آخرين، لمناقشة تداولات الحرب على غزة، إلى أن نقل المدنيين الفلسطينيين من غزة إلى مصر سيكون "غير مناسب ويتعارض مع القانون الدولي".
وفي سياق آخر، أضاف وزير الخارجية المصري، خلال مشاركته في منتدى آسبن الأمني في واشنطن يوم الخميس، إن "هذا ليس السبيل الصحيح للتعامل مع الصراع، يجب عدم معاقبة المدنيين الفلسطينيين، وينبغي لهم البقاء في أراضيهم"، ونقلت شبكة CNN الأمريكية عنه يوم الجمعة، أن وزير الخارجية المصري أشار إلى أهمية منح السلطة الفلسطينية القدرة على حكم قطاع غزة والضفة الغربية، ولكنه أكد أنه من السابق لأوانه مناقشة أي تفاصيل حول هذه القضية، مشددًا على أن هذه المسألة يجب أن يحددها الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية المصري أن مصر تعتبر السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ممثلين شرعيين للشعب الفلسطيني.
وبخصوص التطورات الحالية، أعربت مصر عن قلقها وقامت بتوجيه تحذيرات إلى الولايات المتحدة و "إسرائيل" بشأن تداول اللاجئين الفلسطينيين نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة، وأفادت تقارير أخبارية بأن مسؤولين مصريين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بقلقهم البالغ إزاء تداول اللاجئين عبر حدود سيناء، ما قد يؤدي إلى "قطع العلاقات" بين القاهرة وتل أبيب، حسب ما ذكرت مصادر من مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وتشدد مصر على عدم السماح بنقل اللاجئين إليها خلال العمليات العسكرية في غزة، معتبرة ذلك انتهاكاً للقانون الدولي، وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه من السابق لأوانه تحديد مستقبل حكم غزة، وأن الصراع بين "إسرائيل" وحماس ما زال قائماً.
سيناء خط أحمر مصريّ
في إشارة إلى الأمانة الفلسطينية، أكدت مصر أنها تعتبر السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ممثلين شرعيين للشعب الفلسطيني، وشدد وزير الخارجية المصري على أن مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين إليها مؤقتًا خلال العمليات العسكرية، ووصف هذا الفعل بأنه يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، كما حذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، معتبرا ذلك "خطاً أحمر" بالنسبة لمصر، وتعهد بحماية الأمن القومي والسيادة المصرية على كامل التراب الوطني، وحتى تاريخ 3 ديسمبر، تشير التقديرات إلى أن نحو 1،9 مليون شخص في قطاع غزة، ما يقرب من 85% من السكان، أصبحوا نازحين داخلياً، وذلك وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وبلغ عدد الوفيات في قطاع غزة أكثر من 17 ألف فلسطيني، وتشير إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال، ومن الجدير بالذكر أن مصر والأردن والسلطة الفلسطينية أعربتا عن قلقهما منذ الأيام الأولى للحرب بشأن إمكانية نزوح الفلسطينيين من غزة إلى مصر، وعدم السماح لهم بالعودة بعد الانتهاء من الأحداث الحربية، وتم نفي المعلومات التي تحدثت عن نية "إسرائيل" منع عودة الفلسطينيين المصابين جراء القصف الإسرائيليّ الذين غادروا غزة لتلقي العلاج الطبي، وأكد المسؤولون الإسرائيليون، سواء سراً أم علناً، على أن أي فلسطيني جريح يُسمح له بمغادرة غزة للحصول على العلاج الطبي، سيُسمح له بالعودة إلى القطاع.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قامت القوات الإسرائيلية بتوسيع نطاق عمليتها العسكرية في جنوب قطاع غزة، مع التركيز على مدينة خان يونس حيث يُعتقد أن قادة حماس يتواجدون فيها، نتيجة لهذه العملية، هرب العديد من المدنيين الفلسطينيين إلى رفح على الحدود مع مصر، وكانت هناك دعوات إسرائيلية، برفقة تقارير غربية، تشير إلى إمكانية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بهدف إفساح المجال للجيش الإسرائيلي لمحاربة حركة "حماس"، وكانت وثيقة رسمية إسرائيلية نُشرت في نهاية أكتوبر الماضي قد أثارت الجدل، حيث دعت إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، لكن "إسرائيل" لاحقًا أنكرت هذه الدعوات، في حين رفضت مصر هذا الاقتراح بشدة، مع تحذير من أن محاولة تبرير وتشجيع تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة تعد أمرًا مرفوضًا على الصعيدين المصري والدولي جملة وتفصيلاً.
بالمقابل، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على "موقف مصر الرافض بشكل قاطع لسياسات التهجير القسري للفلسطينيين، ورفض أي تعمد لحجب المساعدات الإنسانية والخدمات الضرورية، ما يؤدي إلى خلق أوضاع غير محتملة على كاهل المدنيين، كما أكد أن مصر تعارض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية"، وفي إطار التصعيد الإسرائيليّ الحالي في الشرق الأوسط، أطلقت مصر تحذيرات للولايات المتحدة و"إسرائيل"، معبرةً عن قلقها من إمكانية فرار اللاجئين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، وفي حال حدوث ذلك، قد يؤدي ذلك إلى "قطع العلاقات" بين مصر والكيان، وفقًا لتقارير نقلتها "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
في الختام، إنّ المسؤولين المصريين أعربوا عن قلقهم إزاء تداعيات العملية العسكرية في غزة على مصر، وخاصة مع استمرار نزوح المدنيين نحو معبر رفح الحدودي، وأشارت التقارير إلى أن مصر حذرت من أن تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى سيناء قد يؤدي إلى أزمة خطيرة في العلاقات بين مصر وتل أبيب، ومن جهتها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من السيناريو نفسه، وذلك وفقًا لمسؤول أمريكي، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي كان يتواجد في العاصمة الأمريكية واشنطن، على رفض مصر التام لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، مشددًا على أن هذا الأمر يعد خرقًا للقانون الدولي، وشددت مصر على ضرورة منح السلطة الفلسطينية القدرة على حكم قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدة أن مستقبل هذه المناطق يجب أن يحدده الشعب الفلسطيني، ورفضت أي تصعيد يستهدف المدنيين الفلسطينيين أو يهدد سلامة أراضيهم.