الوقت- أكد ممثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في إيران الدكتور "خالد القدومي اليوم نحن أمام مرحلة تاريخية ومحورية في مسير المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، فعلى مدى قرن من الزمان ارتكب الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة ضد شعبنا الفلسطيني المظلوم، وللأسف بمباركة من المجتمع الدولي الذي ينافق هذا الكيان المجرم، ولا يلتفت إلى عذابات وجراحات شعبنا الفلسطيني.. إننا في فلسطين في عملية دفاع مستمرة عن أنفسنا لاستعادة حقوقنا المشروعة التي فشل المجتمع الدولي أن يعيدها لنا، ولذلك خضنا هذه المعركة اليوم تحت شعار أقصانا، لنقول للعالم أننا في سيف القدس الأولى حددنا المسار ووضعنا قوانين التعامل مع جرائم المحتل التي يرتكبها في كل فلسطين، وفيها رأى العالم عدالة قضيتنا، وتراجعت رواية الصهاينة المجرمين، إلا أننا لاحظنا أن البعض يحاول الالتفاف على قضيتنا العادلة، ويحاول أن يطمسها ويذيبها، وأن يتم نسيانها، بل إن البعض وبعد انهيار منظومة صفقة القرن والاتفاقات الإبراهيمية، أراد أن يكافئ الاحتلال الصهيوني بدلاً من أن يجرّمه ويحاسبه فذهب إلى ما يسمى "التطبيع" واهماً أنه يمكن أن يوفر له الحماية..
إننا لن نسمح لأحد أن يضيع الحق الفلسطيني، ولا أن يلعب بالحق الفلسطيني، لذلك غافل رجال المقاومة اليوم في فجر القدس، بمعركة "طوفان الأقصى"، واجترحت معادلة جديدة في الصراع، بفرض حقائق ميدانية لم تفلح جيوش بتحقيقها، فبعد معادلات الرعب وحرب المغاوير، وتحميل العدو الصهيوني تكلفة اقتصادية وأمنية لاحتلاله خرج من قطاع غزة في 2005 ، تقوم المقاومة اليوم بمعادلة بطولية باسلة تفرض فيها معادلات عسكرية، فقوات القسام المباركة ما زالت حتى كتابة هذه السطور موجودة على أراضينا المغتصبة في المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة العزة، وقد أسرت عشرات الجنود الصهاينة، وغنمت عربات ودبابات صهيونية، واستطاعت صواريخ المقاومة برشقاتها المتواصلة أن تحدث تدميرات حقيقية في البنية التحتية للمجتمع الصهيوني، وللمنظومة العسكرية الصهيونية، كما نجحت في قتل بعض من رموز الإجرام الصهيوني ومنهم رئيس مجلس المستوطنات المجرم.. وهي بذلك حررت حتى اللحظة جزءاً من أراضينا المغتصبة، ورفعت علم العزة والحرية عليها.
في السياق ذاته كرست المقاومة مفهوم الصدمة والمباغتة، وكشفت ثغرات أمنية في صفوف آلة الحرب الصهيونية حيث استطاعت أن تخترق كل التجهيزات الأمنية والعسكرية التي يتباهى فيها الاحتلال.
إن هذا التقدم في معادلة الصراع مع العدو يؤكد على أن نظرية "ادخلوا عليهم الباب" القرآنية، معادلة يمكن تحقيقها وأن التحرير لم يعد حلماً، بل حقيقة ممكنة، ولتتحول المقاومة إلى أيقونة ملهمة للشباب الفلسطيني ولشباب الأمة الإسلامية للوقوف إلى جانبها في معركة التحرير القادمة بإذن الله.
كل ذلك يصب في رفع معنويات شبابنا البطل في كل فلسطين الذين قادوا معركة المواجهة في الضفة الغربية، وكسروا معادلات الأمن التي كانت تمنع السلاح، ليصبح السلاح بين أيدي الشباب في الضفة الغربية من كل الفصائل الفلسطينية.. ويأتي من كل المصادر داخلياً وخارجياً، ويؤكد هشاشة هذا المعتدي الظالم أمثال ابن غفير وسمورتيش ونتنياهو... في المقابل فإن ما نراه من مواقف مشرفة للأمة الإسلامية رسمية كانت أو شعبية، تشكل رافعة جدية للموقف الفلسطيني في معركة التحرير، وإننا نقول لأمتنا لقد طويت صفحة الكيان الصهيوني، وما هي إلا فترة زمنية قد يكون فيها صعوبات وامتحان صعب، فإننا في المقاومة نفهم تماماً ماذا يعني خوض مثل هذه المعارك ومن هذا النوع، إلا أن من يريد الانتصار عليه بأخذ الأسباب...
وإن التجارب الإنسانية وليست المسلمة فقط، تقول إنه بالتضحيات فقط تحصد النصر، فعلينا بالصبر وعلينا بالإقدام ونشر صور البطولة والبسالة التي يقوم بها المقاوم الفلسطيني اليوم في صفوف الأمة كلها، وعلينا محاصرة المحتل الصهيوني ومعاقبته وليس مكافأته، ووقف كل مسلسل التطبيع المخزي..
إن الفعاليات الشعبية من سيريلانكا إلى إندونيسيا وباكستان والجزائر وإيران والعراق وسوريا وكل العالم العربي والإسلامي، وأحرار العالم في القارات الخمس، وتبدل الكثير من المواقف الرسمية لحماية الحق الفلسطيني ومقاومته وإدانة المحتل الصهيوني، لعلامة واضحة على انتصار الدبلوماسية المقاومة لشعبنا الفلسطيني إلى جانب مقاومته الميدانية وانتصاراته العسكرية وكل ذلك يصب في قرب معركة النصر، فعلينا أن نعد أنفسنا لهذه المعركة، بكل ما نملك من وسائل، ومنها تكريس رواية الحق والعدالة للشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم الشامل في كل المجالات في معركة التحرير حتى يتم الوعد الحق، (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا)..