الوقت- يعلم الجميع أن الكيان الصهيوني المحتل ارتكب أفضع الجرائم بحق ابناء الشعب الفلسطيني خلال كل العقود الماضية ومازال مستمراً بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني إلى يومنا هذا. المجازر التي التي يقوم الكيان الصهيوني بارتكابها بحق الشعب الفلسطيني تحدث على مرأى ومسمع من المنظمات الدولية التي تدعي حقوق الإنسان بل إن تلك المنظمات والشخصيات الحقوقية في كثير من الاحيان تساوي بين الجلاد والضحية، حيث تصدر تصريحات تطالب حركات المقاومة الفلسطينية بضبط النفس وعدم الرد على الكيان الصهيوني الغاصب.
في هذا السياق شن الكيان الصهيوني الغاصب خلال الأسابيع الماضية عدواناً على غزة واستهدف خلال العدوان الأطفال الأبرياء والأحياء السكنية داخل غزة، وراح نتيجة لذلك العدوان الصهيوني العديد من الشهداء كما عمل العدوان الصهيوني على إقلاق السكينة العامة للسكان المدنيين في قطاع غزة، المقاومة الفلسطنية وفي سبيل الرد والدفاع عن نفسها قامت بالرد على العدوان الصهيوني. ذلك الرد الذي قامت به حركات المقاومة لم يرق لبعض الشخصيات التي تعمل في الأمم المتحدة، وطالبت الفلسطنيين بالتوقف عن الرد على الغارات الصهيونية والجرائم التي ارتكبت في غزة، التصريحات التي صدرت أثارت موجة غضب بين أبناء الشعب الفلسطيني وطرحت العديد من التساؤلات حول الازدوجية في المعايير والمساواة بين الجلاد والضحية.
تصريحات لمسؤولة في الأمم المتحدة تثير غضب الفلسطينين
أثارت التصريحات الاخيرة لمسؤولة في الأمم المتحدة تساؤلات فلسطينية حول ازدواجية المعايير التي يتم التعامل بها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، حيث رفض الشعب الفلسطيني تلك التصريحات لانها تخالف تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. في هذا السياق وخلال ايام العدوان على غزة قالت موسكروفت، التي ترأس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، “شعرت بالارتياح لرؤية اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي الأعمال العدائية التي تؤثر على المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين. إن مثل هذا الإطلاق العشوائي للصواريخ من قبل الجهاد الإسلامي الذي يثير ردا انتقاميا إسرائيليا مدان، إن سلامة جميع المدنيين تأتي في المقام الأول – يجب الالتزام بوقف إطلاق النار”.
التصريحات التي أدلت بها موسكروفت وأدانت فيها ما وصفته “إطلاق الصواريخ العشوائي” من قبل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية خلال جولة القتال الأخيرة في غزة، تلك التصريحات كان لها ردة فعل كبيرة بين أبناء الشعب الفلسطيني المعتدى عليه من قبل الصهاينة، فكيف يمكن ان تتم المساواة بين الجلاد والضحية ؟
سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير
على الرغم من القتل اليومي للفلسطينيين خلال العدوان الاخير على غزة، على أيدي الجنود "الإسرائيليين"جاء إطلاق الصواريخ من قبل أبناء الجهاد الإسلامي كرد على الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ولكن من الواضح أن تصريحات المسؤولة الأممية تعكس العقلية السائدة التي تقف إلى جانب المعتدي وهو الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن موسكروفت، التي ترأس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة قالت: ”شعرت بالارتياح لرؤية اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي الأعمال العدائية التي تؤثر على المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين“.وأضافت: ”مثل هذا الإطلاق الصاروخي العشوائي الذي تطلقه حركة الجهاد الإسلامي يستفز الرد الإسرائيلي، وهو أمر مدان“، مشيرة في تغريدتها إلى أن سلامة جميع المدنيين أمر بالغ الأهمية، ويجب الالتزام بوقف إطلاق النار.
تصريحات "موسكروفت" قوبلت بانتقادات واسعة
تصريحات "موسكروفت"التي كان مقر عملها في القدس الشرقية، تعرضت لانتقادات كبيرة جداً من نشطاء مؤيدين للفلسطينيين قالوا إنها تلوم الفلسطينيين على أحدث جولة من العنف، وإنها لم تحمّل إسرائيل المسؤولية، وفي هذا السياق وفي وقت لاحق حذفت "موسكروفت"المنشور وكتبت اعتذاراً في اليوم التالي، قائلة إن ”إحدى تغريداتي السابقة كانت خاطئة وقد حذفتها، أعتذر بصدق عن سوء تقديري“، مضيفة: ”يجب أن يكون جميع المدنيين في كل مكان قادرين على العيش بسلام“.ومع ذلك، لم تهدأ الضجة حول تغريداتها السابقة، حيث اضطرت بعد ذلك لإغلاق حسابها عبر موقع ”تويتر“ بشكل كامل بسبب الانتقادات الموجهة لها من قبل المؤيدين للقضية الفلسطينية، والفلسطينيين أنفسهم. ووفق المواقع الاخبارية، تلقت العاملة في الأمم المتحدة رسائل البريد الإلكتروني من مسؤول الأمم المتحدة الكبير، رداً تلقائياً مفاده بأنها ”في إجازة سنوية“.وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، ينس لاركيه، لتايمز أوف إسرائيل إن ”موسكروفت سيتم تكليفها بدور جديد“، فيما لم يتضح ما إذا كانت ستبقى في مقر الأمم المتحدة في القدس الشرقية.
في النهاية إن التصريحات الاخيرة لمسؤولة الأمم المتحدة وانتقادها لإطلاق حركة الجهاد الإسلامي الصواريخ على الكيان الصهيوني تدل على ازدواجية المعايير، فحركة الجهاد أطلقت الصواريخ في سبيل الرد المشروع على الاعتداءات الصهيونية على السكان المدنيين في قطاع غزة، بينما المسؤولة الأممية لم تحمل الكيان الصهيوني المسؤولية عن نشوب الحرب على الرغم من أن الكيان الكيان الغاصب هو من بدأ الحرب على غزة باغتيال قادة المقاومة في قطاع غزة وبعدها نفذ العديد من الغارات على الأحياء السكنية وأدى إلى تدميرها فوق رؤوس أصحابها وارتكب الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني الاعزل.