الوقت- غادر السيد إبراهيم رئيسي إلى عشق آباد في 27 نوفمبر، بدعوة من رئيس تركمانستان "قربانقولي بيردي محمدوف" علی رأس وفد سياسي واقتصادي، لحضور قمة منظمة التعاون الاقتصادي.
زيارة الرئيس الإيراني إلى القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي(OECD)، بالإضافة إلى تأثيرها على تعزيز العلاقات بين طهران وعشق أباد، يمكن أن تكون مهمةً للغاية في تنفيذ استراتيجية السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الجديدة لتوسيع التعاون الاقتصادي مع جيرانها.
غادر حجة الإسلام والمسلمون سيد إبراهيم رئيسي إلى عشق آباد اليوم 27 نوفمبر بدعوة من رئيس تركمانستان قربانقولي بيردي محمدوف لترأس وفدًا سياسيًا واقتصاديًا لحضور قمة منظمة التعاون الاقتصادي وإلقاء كلمة.
يمكن أن تؤدي زيارة الرئيس الإيراني إلى القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي(OECD)، بالإضافة إلى تأثيرها على تعزيز العلاقات بين طهران وعشق أباد ، إلى تنفيذ
استراتيجية السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الجديدة لتوسيع التعاون الاقتصادي مع جيرانها
إنه مهم للغاية.
لكن السؤال المطروح الآن هو، ما هي القدرات التي تمتلكها منظمة التعاون الاقتصادي للحد من تأثير العقوبات وتعزيز التجارة الخارجية لإيران، وأيضًا ما هو الموقع الحالي لهذه المنظمة الإقليمية في التجارة الخارجية لأعضائها؟
تطوير العلاقات الثنائية مع تركمانستان
في إطار زيارة الرئيس الإيراني لحضور قمة منظمة التعاون الاقتصادي(OECD)، سيكون تعزيز العلاقات بين طهران وعشق أباد أحد الأجندة الرئيسية للسيد إبراهيمي رئيسي.
في سياق تركيز إيران الخاص على آسيا الوسطى بعد انضمامها إلى منظمة شنغهاي للتعاون يبدو أن تركمانستان ستكون أيضًا واحدةً من الدول المهمة التي ستسعى الحكومة الإيرانية الثالثة عشرة لتوسيع التعاون معها. ولذلك، فإن اللقاء بين رئيس تركمانستان قربانقولي بيردي محمدوف ونظيره الإيراني السيد إبراهيم رئيسي مهم للغاية.
يعتقد العديد من المراقبين السياسيين الآن أن الاجتماع بين رئيسي وقربانقولي بيردي محمدوف، يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في إذابة جليد العلاقات بين إيران وتركمانستان.
في السنوات 1395 إلى 1399، انخفض مستوى العلاقات بين البلدين بنسبة 4٪، وأصبحت قضية الديون المالية سبباً في العلاقات الباردة بين البلدين. لكن من المتوقع خلال الاجتماع أن يحل رئيسا البلدين خلافاتهما بشأن ديون إيران وتسعير الغاز المصدّر.
في الوقت نفسه، مع استئناف استيراد الغاز من تركمانستان، يمكن مواجهة العديد من التحديات الحالية في تقليل ضغط الغاز في موسم البرد. وعلى المستوى السياسي والدبلوماسي، يمكن لاجتماع رئيسي مع رئيس تركمانستان أن يمهد الطريق لتوثيق مواقف طهران وعشق أباد بشأن قضايا آسيا الوسطى.
أهمية دور منظمة التعاون الاقتصادي وإمكانيات هذه المنظمة في تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء والمنطقة
منظمة التعاون الاقتصادي هي خليفة منظمة التعاون المدني الإقليمي، التي تم تشكيلها في يوليو 1964.
كانت الدول الثلاث المؤسسة لها (إيران وتركيا وباكستان) متوازنةً إلى حد ما من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكانت البلدان الثلاثة جميعها تحت تأثير الولايات المتحدة.
لكن انتصار الثورة الإسلامية في إيران أنهى حياة هذه المنظمة. ومنذ عام 1985، استأنفت إيران وتركيا وباكستان جهودًا جديدةً لتطوير التعاون الإقليمي. وهذه المرة بدأت منظمة آر. سي. دي جولةً جديدةً من الأنشطة تحت اسم منظمة التعاون الاقتصادي(OECD).
ومع ذلك، حتى عام 1990 (وهو العام الذي توسعت فيه منظمة التعاون الاقتصادي بانضمام أعضاء جدد)، لم تكن المنظمة نشطةً للغاية.
تأسست المنظمة في عام 1984 بهدف رفع المستوى الاقتصادي للمعيشة لشعوب المنطقة، وانضمت إليها في عام 1992 أفغانستان وطاجيكستان وأذربيجان وأوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وقيرغيزستان.
ومن بين أهداف المنظمة الأخرى التوسع في التجارة داخل المنطقة وخارجها، وکذلك السعي لدمج تجارة دول المنطقة مع التجارة العالمية، وهذا الهدف مدرج على جدول أعمال الاجتماع الخامس عشر لقادة هذه المنظمة.
حقيقة الأمر هي أن التكوين والهيكل الجغرافي الاقتصادي لأعضاء منظمة التعاون الاقتصادي، يحتويان على فرص هائلة للمساهمة في التنمية الاقتصادية والنمو وزيادة رفاهية شعوب الدول الأعضاء، ولكن حتى الآن لم يتم استخدام هذه الإمكانات بالكامل بما يتناسب مع القدرات الحالية.
والدليل على ذلك هو انخفاض مستوى التجارة بين دول المنطقة(7.7٪ في 2018)، وانخفاض مستوى الاستثمار داخل دول المنطقة، بحيث أن أيًا من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي، لا يشکل أحد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لكازاخستان وتركيا وباكستان وأوزبكستان.
کذلك، تتمتع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي بفرص وتهديدات مشتركة، يمكن أن تمهد الطريق لزيادة التعاون الاقتصادي مع بعضها البعض.
ويمكن أن يكون تطوير التعاون في منظمة OECD أساسًا لخلق المصالح والقضاء على التهديدات المختلفة للأعضاء، في مجالات الأمن القومي والمشاكل البيئية والخلافات السياسية، وما إلى ذلك.
في غضون ذلك، يمكن أن يؤدي توسيع تعاون إيران مع أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي مثل تركيا وباكستان وأفغانستان وغيرها، إلى فوائد اقتصادية كبيرة لطهران.
ضرورة مواجهة التحديات واهتمام الحكومة الإيرانية الجديدة بلعب الدور في منظمة التعاون الاقتصادي
تعدّ زيارة السيد إبراهيم رئيسي إلى عشق أباد لحضور قمة منظمة التعاون الاقتصادي (OECD)، وهي الزيارة الخارجية الثانية لرئيس إيران منذ تنصيبه في 3 أغسطس 2021، رمزًا واضحًا لتركيز طهران في العصر الجديد على تعزيز العلاقات مع الجيران.
حقيقة الأمر أن منطقة آسيا الوسطى كانت في الحكومتين الإيرانيتين الحادية عشرة والثانية عشرة على هامش السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية.
حيث تراجعت تجارة إيران مع آسيا الوسطى بشكل ملحوظ إلى أقل من الثلث في عام 2013 على مدى السنوات الثماني الماضية، وبلغت الخلافات السياسية مع هذه البلدان ذروتها في السنوات الأخيرة. لكن في ظل الوضع الجديد، فإن الاهتمام بآسيا الوسطى والدول المحيطة هو في قلب السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية.
ويمكن ملاحظة ذلك في الزيارة الأولى التي قام بها السيد إبراهيم رئيسي إلى طاجيكستان في سبتمبر من هذا العام لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وبعد ذلك تم قبول طهران كعضو في المنظمة.
بالنظر إلى ما تقدم، يبدو الآن أنه بالنظر إلى ترکيز السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الثالثة عشرة علی الاهتمام بتطوير العلاقات مع الجيران، يمكن أن تكون منظمة التعاون الاقتصادي (OECD) مؤسسةً مهمةً ونقطةً محوريةً لتنشيط التجارة الخارجية الإيرانية في المنطقة، وحتى تحييد العقوبات القاسية ضد طهران.
وفي هذا الصدد، نرى أن "مهدي صفري" مساعد وزير الخارجية الإيرانية لشؤون الدبلوماسية والاقتصادية المتواجد في عشق أباد، في کلمته في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي في 27 أكتوبر 2021، أكد أن المشاركة الفعالة في هذه المنظمة هي إحدى أولويات السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية.
حقيقة الأمر أن الاهتمام بالوجود النشط في منظمة التعاون الاقتصادي(OECD) هو تمثيل للنهج الجديد في السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية، على أساس عدم ربط اقتصاد البلاد بالاتفاق مع الغرب بشأن الملف النووي.
في الوضع الحالي، وبالنظر إلى المكونات والقدرات المهمة لمنظمة التعاون الاقتصادي(OECD)، فإن عمل طهران النشط والجاد بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة وتعزيز التعاون في التجارة الخارجية، ستكون خطوةً مهمةً نحو التخلص من ربط المصالح الوطنية الإيرانية بالغرب، والمواجهة الذكية للعقوبات الأمريكية غير القانونية ضد طهران.
کما أن لعب دور نشط في منظمة التعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى أهميته الاقتصادية، يمكن أن يلعب دورًا معززًا في موازنة نهج السياسة الخارجية لإيران؛ لأن تطبيق النهج الجديد سيعني زيادة استقلال إيران في العلاقات والمحادثات مع الغرب، ويمكن أن يعزز موقف طهران بشكل أكبر خلال محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، والتي ستبدأ جولتها السابعة(الجديدة) في 29 نوفمبر 2021. حتى أن تزامن حضور السيد إبراهيم رئيسي في قمة منظمة التعاون الاقتصادي مع هذه المحادثات، سيكون رسالةً واضحةً للدول الغربية.