الوقت_ عقب توقيع اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين وربما مع السعودية والتي ضمت لاحقاً كلاً من المغرب والسودان إلى حلفها الخانع، وفي ظل تفاخر تل أبيب بخيانة بعض الدول الخليجيّة وبالأخص الإمارات التي عبّدت طريق الرضوخ والخنوع في المنطقة، تحدثت ما تُسمى "القيادة اليهوديّة" في الإمارات والبحرين إنّه مع الخدمة الجديدة، أيْ موقع مواعدة جديد ليهود الخليج، فإنّ الشباب اليهود “من المرجح أنْ يتزوجوا ويؤسسوا عائلاتهم في المنطقة”، وقامت بنشر مواد ترويجية للعزاب اليهود هناك، موقع مواعدة للعزاب اليهود الذين يعيشون في الدول الخليجيّة.
وفي ظل تصاعد خيانة بعض الدول الخليجيّة لفلسطين والعرب عبر ما يعُرف بالتطبيع مع الكيان المجرم، بعد أن تحالف بعض الحكام العرب مع أشدّ الكيانات إجراماً واحتلالاً تحت ذرائع واهية اصطدمت مع كافة القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة والدينيّة، في ظل تعزيز العلاقات مع محتل الأرض العربيّة في كافة المجالات الدبلوماسيّة والاقتصاديّة والعلميّة والتكنولوجيّة والطبيّة والثقافيّة والدينيّة والإعلاميّة والاستخباراتيّة والسياحيّة، بيّن موقع "تايمز أوف" الإسرائيليّ، أنّه في وقت سابق من الشهر الماضي، احتفلت الجالية اليهوديّة في البحرين بأول حفل زفاف يهوديّ في البلاد منذ خمسة عقود، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّ الجالية اليهوديّة تأمل، إلى جانب الجاليات اليهوديّة في الدول الخليج الأخرى، أنْ يؤدي مشروعها التالي إلى المزيد من حفلات الزفاف.
وباعتبار أنّ "الخيانة العظمى" التي قامت بها عدّة دول عربيّة وبالتحديد الخليجيّة منها، في تطبيعها مع عدو العرب والمسلمين، لم تكن مجرد إقامة علاقة سياسيّة عابرة مع تل أبيب، بل لأهداف سياسيّة وعسكريّة وثقافيّة ودينيّة واضحة لمن لديه أدنى اطلاع على تلك القضيّة، حيث تحدث الموقع الإسرائيليّ عن إطلاق اتحاد الجاليات اليهوديّة في الخليج الفارسي موقعاً جديداً للمواعدة للعازبين اليهود في الخليج الفارسي يوم الأحد، باسم “العازبون اليهود في الخليج”، وسيسمح الموقع لليهود العازبين في المنطقة بملء استبيان، والذي ستستخدمه مجموعة من وسطاء العلاقات والزيجات للربط بين المشاركين.
وبالتزامن مع قيام العدو الصهيونيّ بكل ما في وسعه، للتأثير في طبيعة الشعوب الخليجيّة وعبر كل الوسائل، لتغيير مواقف المجتمع الخليجيّ المحافظ والمعادي للصهيونيّة، بعد جريمة التطبيع التي ارتكبها حكامهم بحق الفلسطينيين، وما تلاها من خطوات لتعزيز العلاقات مع العدو الصهيونيّ في كافة المجالات، ووفقاً للتقرير الإسرائيليّ فإنّ الهدف الظاهريّ من الموقع هو تشجيع اليهود في الدول الخليجية على ترسيخ جذورهم هناك، في حين أنّ دولاً في المنطقة مثل البحرين كانت منذ فترة طويلة موطنًا للجاليات اليهوديّة، إلّا أنّ هذه الجاليات ظلت تاريخيَا صغيرةً، ولكن مع الظهور المتزايد الذي ترافق مع اتفاقيات التطبيع العام الفائت وإدخال بعض العواصم الخليجيّة في حظيرة التطبيع الأمريكيّة، تأمل الجاليات اليهوديّة في تلك الدول أنْ تزداد أعدادهم، بحسب مزاعم التقرير.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الشعوب الخليجيّة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، أنّ الخطوة الإسرائيليّة تهدف بقوّة لزعزعة المجتمع الإماراتيّ وتتحمل مسؤوليّة آثارها سلطات الدول الخليجيّة، يزعم الموقع العبريّ أنّ " الجالية اليهوديّة تأمل في أنّ المواعدة والزواج من يهود آخرين من الدول الخليجية سيزيد من عدد الأطفال من تلك المجتمعات الذين يختارون البقاء هناك كبالغين".
ومع اتساع الفجوة بين الحكومات الخليجيّة ومواطنيها يوماً بعد آخر، منذ إعلان بعض حكام الخليج الفارسي عن قضيّة التطبيع مع العدو الصهيونيّ، ما يعني أنّ تلك الحكومات ستزيد الصّدع مع مواطنيها بعد نتائج "اتفاق العار"، لأنّهم يشاهدون بأم الأعين التغلغل الصهيونيّ السريع في مجتمعاتهم، والدليل ما قاله رئيس رابطة الجاليات اليهودية الخليجيّة، إبراهيم داود نونو، حيث زعم أنّه “من خلال مساعدة هؤلاء العازبين في العثور على شركائهم في الدول الخليجيّة، فمن المرجح أنْ يتزوجوا ويؤسسوا عائلاتهم هناك، وهذا بدوره ينمي الحياة المجتمعية اليهوديّة والحاجة إلى المزيد من المؤسسات اليهوديّة مثل المدارس وطعام "الكوشر"، أيْ الطعام الحلال حسب الأحكام اليهوديّة".
وفي هذا الشأن، اعتبر كثيرون هذا النبأ بمثابة إعلان عن مزيد من تشويه طريقة وأساليب الحياة في الدول الخليجيّة، وربما بدعم من أجهزة السُلطات هناك، في الوقت الذي يؤكّد فيه الخليجيون أنّ خطوات الدول المطبعة لن تُغيّر صحة التاريخ واتجاهه، ولن تصنع ذلك قبولاً للكيان في وعي الشعوب الحرة في العالم وعلى وجه الخصوص الدول العربيّة، إضافة إلى أنّ قضيّة إنهاء الاحتلال الصهيونيّ البغيض وتحقيق حرية الشعب الفلسطينيّ ستبقى منهجاً استراتيجياً بالنسبة لهم، وأنّ الخيانة لن تُفلح في قلب العقائد أو تزييف الحقيقة أمام الشعوب العربيّة عامة، وشعوب الخليج على وجه التحديد.
ومن الجدير بالذكر أنّ البحرين هي البلد الخليجيّ الوحيد الذي تعيش فيه جالية يهوديّة، كما أنها تحظى بدعم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لها، وتقلد بعض أفرادها مناصب رفيعة في الدولة، حيث إنّ أبناء الجالية اليهودية الصغيرة في البحرين يبلغ عددهم 36 شخصا، فلم يعُد هناك هجرة يهودية إلى داخل البحرين كما كان قبل أكثر من قرن، ويبدو أن ملك البحرين يرغب في إبراز دعمه ليهود بلاده، ولا داعي للحديث عن الدعم الإماراتيّ اللامتناهي للصهاينة الذين باتوا يشعرون بأن الإمارات أرض أحلامهم.
في الختام، من الضروري التذكير بتصريحات وزير الداخليّة السابق في حكومة العدو، أرييه درعي، الذي شدد على أنّ الحكام العرب كحمار موسى في "التوراة" الذي يجب أن يُركب فقط ليصل إلى وجهته النهائيّة المطلوبة، موضحاً أنّه من الضروري تقديم "علف" عالي الجودة و "سروج" باهظة الثمن، لركوب تلك البهائم أي حكام العرب المُطبعين، مبيّناً أنّ الحكام العرب هم دوابّ عند كيان الاحتلال ويسخرون للوصول إلى الوجهة المطلوبة منهم.
وفي برهان قاطع على أنّ عقائد الصهاينة تعادي بشدة العرب والمسلمين والأحرار، وتعتبر أنّ أرض فلسطين العربيّة هي العاصمة الأبديّة لدولتهم المزعومة، أشار وزير داخليّة العدو وقتها إلى أنّه لا يمكن تحقيق سلام إستراتيجيّ بين اليهود والمسلمين، مُضيفاً أنّ الأمّة الإسلاميّة ستبقى عدواً لليهود ما دام القرآن كتابهم، بيد أنّ الشعب العربيّ مؤمنٌ بالكامل بأنّ حدود دولة فلسطين العربيّة التاريخيّة هي من البحر إلى النهر، وأنّ ذلك حق مقدس لا يمكن التنازل عنه بأيّ شكل من الأشكال، رغم ارتفاع حدة الخيانة والعمالة لدى بعض الدول الخائنة.