الوقت - بعد ثلاثة أيام من الهجوم الصاروخي الكبير الذي شنته إيران ضد أهداف في عمق الأراضي المحتلة، حضر سماحة السيد علي خامنئي، قائد الثورة في إيران، مراسم صلاة الجمعة في طهران، وأشار إلى تطورات المنطقة، مُعلناً رسائل مهمة من إيران إلى العالم، وخاصةً إلى الشعوب الإسلامية.
وقد ألقى قائد الثورة الإسلامية خطبة صلاة الجمعة الثانية باللغة العربية، حيث أكد فيها أن طوفان الأقصى والمقاومة التي استمرت عامًا في غزة ولبنان، قد دفعت بالکيان الإسرائيلي إلى وضعٍ أصبحت فيه أهم أولوياته هي الحفاظ على وجوده، وهو الهاجس نفسه الذي كان يسيطر عليه في السنوات الأولى من نشأته المشؤومة، وهذا يعني أن جهاد الرجال الأبطال من فلسطين ولبنان، قد تمكن من إعادة هذا الکيان سبعين عامًا إلى الوراء.
رسائل مهمة حملتها خطبة قائد الثورة الإسلامية... منها:
أولاً: الحوار المباشر مع شعوب العالم العربي: قرأ قائد الثورة خطبته الثانية باللغة العربية، ما أتاح له الحديث مباشرةً مع شعوب العالم العربي والإسلامي، وقد تناول في خطبته بوضوح مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه التطورات الأخيرة والقضايا المقبلة، مُؤكداً أنه إذا لزم الأمر، سترد إيران بحزم على جرائم الکيان الصهيوني، وأنها لن تتصرف بشكل متهور، كما أنها لن تتأخر في الرد.
ثانياً: سياسة لا تأخير ولا تسرع: إحدی النقاط التي أشار إليها قائد الثورة، هي أننا لا نتأخر في أداء واجبنا، ولا نتصرف بشكل متهور ومتسرع، بل نتعامل مع واجبنا بشكل منطقي وصحيح، وهذا يعني أننا لا نغالي ولا نُفرط، بل نعمل وفقاً للحديث الشريف "خير الأمور أوسطها".
وبالنظر إلى التأخير الذي حدث في رد إيران على جرائم الکيان الصهيوني، وخاصةً اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، ظهرت بعض التفسيرات الخاطئة عن التأخير من قبل طهران في العالم الإسلامي ومحور المقاومة، حيث افترض البعض أن إيران قد تجاهلت المقاومة أو تخاف من الرد على الکيان الصهيوني، ولكن إيران من خلال تنفيذ عملية "الوعد الصادق 2"، أظهرت أنها لا تتردد في الرد على الکيان الصهيوني، بل تتعامل مع واجبها في دعم فصائل المقاومة بشكل منطقي ومدروس ودون أي تسرع.
ثالثاً: رسالة إلى الجمهور الخاص في العالم الإسلامي: بدأ قائد الثورة رسالته إلى العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن جمهور هذه الخطبة هو كل العالم الإسلامي، ولكن الشعب العزيز في لبنان وفلسطين هو الجمهور الخاص.
رابعاً: المقاومة استطاعت أن تدفع الصهاينة إلى الوراء: كما أشار السيد خامنئي في رسالته العربية إلى إنجازات المقاومة الفلسطينية واللبنانية خلال "طوفان الأقصى"، مؤكدًا أن هذا الطوفان والمقاومة المستمرة في غزة ولبنان قد أوصل الکيان الغاصب إلى مرحلة أصبحت فيها أهم أولوياته هي الحفاظ على وجوده، وهي نفس الهموم التي كانت تراود هذا الکيان في السنوات الأولى من نشأته المشؤومة، وهذا يعني أن جهاد الرجال الأبطال من فلسطين ولبنان، استطاع أن يعيد الکيان الصهيوني سبعين عامًا إلى الوراء.
خامساً: الصهاينة لا يستطيعون الانتصار على حماس وحزب الله: حيث أكد قائد الثورة في إيران أيضًا أن الكيان الصهيوني غير قادر على الانتصار على حزب الله وحماس، حيث أشار إلى أن العدو قد فشل على مدار عام كامل، رغم إنفاقه عدة مليارات من الدولارات في غزة ولبنان، وبمساندة شاملة من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى، في مواجهة بضعة آلاف من المجاهدين الأبطال الذين هم محاصرون وممنوعون من أي نوع من المساعدة الخارجية، ولم يكن إنجازهم الوحيد سوى قصف المنازل والمدارس والمستشفيات والمراكز المدنية غير المسلحة! واليوم، بدأت العصابة الصهيونية المجرمة تدرك تدريجياً أنها لن تتمكن أبدًا من الانتصار على حماس وحزب الله.
سادساً: أسباب ونتائج عمليات الاغتيال من قبل الکيان الصهيوني: كما أشار سماحة السيد خامنئي إلى أسباب لجوء الکيان الصهيوني إلى الأعمال الإرهابية والاغتيالات، حيث قال إن العدو الخبيث والجبان، لأنه لا يستطيع إلحاق ضرر جدي بالمنظمات القوية مثل حزب الله أو حماس أو الجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل الجهادية، يعتبر الاغتيال والتدمير والقصف وقتل المدنيين وإيذاء الأبرياء علامةً على انتصاره، فما هي النتيجة؟ إن ثمار هذا السلوك هي تراكم الغضب وزيادة حماسة الشعب وظهور المزيد من الرجال والقادة والشهداء، وتضييق الخناق على الذئب الدموي، وفي النهاية، القضاء على وجوده المشؤوم من ساحة الوجود، إن شاء الله.