الوقت- قامت الریاض وأبوظبي قبل نحو ست سنوات بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنهما تريدان إعادة الشرعية للرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض وأبوظبي الخبيثة، وخاصة أنهما كانا يستخدمان الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي قامت به واشنطن بمساندتها لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الماضية من خلال تقديم كل أشكال الدعم العسكري لها وبيعها قنابل عنقودية للرياض وأبوظبي، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن جرائم تحالف العدوان السعودي الإماراتي بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الاسلحة المحرمة دولياً .
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من التقارير أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا من تحقيق الكثير من الانتصارات في العديد من جبهات القتال وخاصة في مديريات مدينة مأرب وتمكنوا أيضا من شن العديد من الهجمات الصاروخية وبالطائرات دون طيار داخل العمق السعودي وهذا الامر دفع قادة الرياض إلى الاستنجاد بالدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة لإنقاذهم من هذا المستنقع الذي غرقوا فيه بعدما زعمت بأنها لم تقم بجرائم حرب في اليمن وإنما هي تسعى إلى إعادة الشرعية للرئيس اليمني المستقيل "منصور هادي" وتحاول منع تمدد إيران في اليمن وفق قولها وبالفعل قامت تلك الدول الغربية بالتنديد بهجمات "أنصار الله" على المطارات السعودية وتناسوا الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي كل يوم في حق أبناء الشعب اليمني.
وفي هذا السياق، قال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، "تيموثي ليندر كينغ"، إن الولايات المتحدة تستخدم قنوات خلفية للتواصل مع حركة "أنصار الله" في اليمن. وقال "ليندر كينغ"، إن "واشنطن لديها سُبل لتوصيل الرسائل إلى حركة أنصار الله اليمنية، وتستخدم تلك القنوات بشكل نشط للغاية مع تحاورها المباشر مع قيادات الدول الرئيسة المعنية." وزعم المبعوث الأمريكي أنه قلق إزاء الهجمات التي يشنها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على محافظة مأرب والسعودية، زاعماً أن تلك الهجمات تظهر عدم رغبتهم بالسلام ومتناسياً الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن. ودعا "ليندر كينغ" حركة "أنصار الله" إلى إظهار حسن النية بالابتعاد عن إيران، التي تلعب دورا في اليمن، وفق قوله. وفي وقت سابق، حثت وزارة الخارجية الأمريكية حركة "أنصار الله" اليمنية على وقف توغلهم في مأرب، ووقف كل العمليات العسكرية واللجوء إلى المفاوضات.
وللخروج من المستنقع اليمني بماء الوجه، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي "نايف فلاح مبارك الحجرف" قبل عدة أيام، قبول دول تحالف العدوان الخيارات السلمية لإنهاء الأزمة اليمنية، وثمن "الحجرف" الجهود الأممية، وما حققته من إنجازات لتعزيز الاستقرار والتعافي والتنمية في اليمن، انطلاقاً من عجلة التنمية في المحافظات اليمنية، والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية في جميع أبعادها. كما زعم "الحجرف"، حرص مجلس التعاون على استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم المجلس لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
ومن جانبه، زعم وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، في تصريحات له الأحد، أن الحرب اليمنية مجرد صراع بين وكلاء لقوى إقليمية بالمنطقة، في إشارة منه الى المملكة العربية السعودية وإيران. وقال الوزير الأمريكي، إن العلاقات الجيدة بين الرياض وطهران، يمكن أن تنهي النزاعات والمعارك المشتعلة بين الوكلاء، والتي تزعزع استقرار وأمن المنطقة بشكل عام. ودعا وزير الخارجية الأمريكي، إيران إلى استخدام نفوذها لإنهاء الحرب في اليمن، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي دعم جهود السعودية للتوصل إلى حل سياسي. وأوضح أن "على إيران استعمال نفوذها للتحرك بشكل بناء من أجل وقف القتال وإنهاء الحرب المميتة والمستمرة منذ عام 2014.
وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الامريكية ان مبعوثها الجديد "تيموثي لندركينغ" قد بدأ اتصالاته بمسؤولي بلدان الخليج الفارسي وبريطانيا لوضع نهاية للحرب الجارية في اليمن. وورد في بيان صادر عن دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية ان لندركينغ قد بدأ، في أول يوم من توليه منصبه الجديد كمبعوث خاص لبلاده في الشأن اليمني، اتصالات مع وزير خارجية حكومة "عبد ربه منصور هادي" وسفراء اليمن والسعودية والامارات والكويت والبحرين ووزير خارجية بريطانيا حول بذل مساع مشتركة لانهاء الحرب في اليمن. واضافت الوزارة: "أن التوجهات المنسجمة والتركيز على حاجات الشعب اليمني ستفضي الى النجاح". في الواقع، إن الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة "جو بايدن"، تحاول إنهاء الحرب في اليمن من خلال الحلول السلمية والمفاوضات. بالطبع، الهدف الأساسي لأمريكا من دعوتها لهذه العملية السياسية، هو إجبار حركة "أنصار الله" اليمنية على قبول الشروط التي وضعتها واشنطن ويحاولون أيضا تحقيق أهدافهم الحربية من خلال الحلول السياسية.
في الواقع، لقد أشار "محمد علي الحوثي"، عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني، إلى موضوع التعويضات في الحرب، قائلاً "إننا نريد تعويضات من الدول المعتدية، مثل التعويضات التي حصلت عليها الكويت من العراق. من حق الشعب اليمني الدفاع عن نفسه، نحن نصنع أسلحة ولدينا طائرات مسيرة وخبرة". ومن جانبه، أكد وزير الخارجية في حكومة صنعاء "هشام شرف" أن "صنعاء لا تزال تمد يدها للسلام العادل والمشرف والمرُضي للشعب اليمني وأنها ستتجه للسلام والتسوية السياسية إذا جنح الطرف الآخر له، بما يحفظ أمن واستقرار وسلامة وسيادة الجمهورية اليمنية". وأعرب عن "تقدير حكومة الإنقاذ الوطني للحكومة الإيرانية على ما تقوم به من جهود لتحقيق السلام في اليمن". ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله"، "محمد البخيتي"، إن جماعة أنصار الله في محور واحد مع إيران في حرب مفتوحة ضد أمريكا وإسرائيل في المنطقة. وأضاف "البخيتي"، إن "بيان المكتب السياسي لأنصار الله، أكد وقوف الشعب اليمني مع كل أحرار الأمة ضد الطغيان الأمريكي". وأشار إلى أنه "يعتبر أنصار الله كحركة مقاومة ومحور مقاومة شيء واحد ضد الهيمنة الأمريكية".
على صعيد متصل، أكدت طهران في العديد من المحافل الدولية، أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقف مع أكثر من دولة صديقة لوضع خطة سلام في اليمن، ترتكز على وقف الحرب ورفع الحصار وبدء محادثات سلام تشمل كل الفرقاء اليمنيين ودول التحالف". ولفتت، إلى أن "طهران مستعدة دوما لدعم كل المساعي التي تقود للسلام في اليمن، بما في ذلك مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن". وقبل عدة أيام التقى وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، في طهران المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن "مارتن غريفيث"، وأكد استعداد طهران لدعم أي دور فعال للأمم المتحدة من أجل حل الأزمة في اليمن. وأوضح "ظريف" أن المسار السياسي هو الحل الوحيد للأزمة، وليس من خلال الحرب. ومن جهته، أكد المبعوث الأممي أن "رؤية إيران للسلام والاستقرار في اليمن مهمة للغاية"، معتبراً أن "رؤية الأمم المتحدة لحل الأزمة هي من خلال وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الاقتصادية واستئناف المحادثات السياسية".